أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير السياراترئيسيةسلايدر الرئيسيةسيارات

أنس الحجي: السيارات الكهربائية لم تمنع ارتفاع استهلاك البنزين عالميًا (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن انتشار السيارات الكهربائية لم يؤثّر في الاستهلاك العالمي للبنزين، الذي شهد زيادة كبيرة خلال المدة الماضية.

ولفت الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بمساحة في تويتر تحت عنوان "مفاجآت أسواق النفط.. لا تتوقف"، إلى تقرير مطول عن 50 دولة في العالم، من بينها دول عربية مثل السعودية، أظهرت نتائج عجيبة، وبعضها كان مفاجئًا.

وأوضح أن الأمر الأول هو أن الطلب العالمي على البنزين وصل إلى أعلى مستوياته تاريخيًا، رغم انتشار السيارات الكهربائية بشكل كبير، ورغم كل إجراءات التقشف، التي أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية.

الاستهلاك العالمي للبنزين

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك زيادة في الطلب على النفط، ما يشير إلى أن الحديث عن بلوغ الطلب ذروته في عام 2019 كان خاطئًا، لأن الطلب على النفط ما زال ينمو، ولكن بالنسبة للبنزين والديزل تحديدًا، فهما مرتبطان بموضوع السيارات الكهربائية.

محطة بنزين في آسيا
محطة بنزين في آسيا - الصورة من ماركت ووتش

وأضاف أن هناك من لا يزالون يصرّون على أن هذه السيارات النظيفة هي نهاية النفط، وتشكّل نهاية الطلب على البنزين، ويراهنون على ذلك، ولكن هناك نتائج مبهرة سيعجز بعضهم عن الإجابة عن أيّ أسئلة تتعلق بها في هذا الموضوع.

وتابع: "ماذا سيقول هؤلاء عندما يعلمون أن البيانات تؤكد ارتفاع الطلب على البنزين في الدول الأوروبية خلال الربع الأول من 2023، بشكل فاق توقعات الجميع، حتى مثَّل الأمر مفاجأة؛ إذ إن الحديث الآن عن الدول التي تتبنى السيارات الكهربائية بكثافة؟".

وأوضح أن الحديث عن زيادة الطلب على البنزين يأتي في الدول التي تعاني من تضخم كبير، والتي منعت النفط الروسي، مضيفًا: "لكن المضحك، أن هذه الدول -خوفًا من التضخم- ولأول مرة منذ زمن بعيد، قدّمت إعانات مغرية جدًا للوقود لشعوبها، الغني والفقير فيها".

وبحسب الحجي، فإن هذه الشعوب لم تتأثر كثيرًا بارتفاع أسعار النفط أو الوقود، مما أسهم في نمو الطلب على البنزين هناك، ولكن هناك أمور أخرى، أولها أن البيانات الحالية، وخاصة المتعلقة بشهر فبراير/شباط 2023، مرتفعة مقارنة بغيرها في بعض الدول الأوروبية.

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن فبراير/شباط الماضي شهد زيادة الطلب على البنزين أكثر من شهر يناير/كانون الثاني السابق له، وفبراير/شباط 2022، وكذلك أعلى من المدة نفسها في 2019، قبل كورونا، لأن المعيار الآن بالنسبة لنمو الطلب على النفط هو العودة إلى مستويات 2019.

وأردف: "يؤكد هذا الأمر أنه رغم انتشار السيارات الكهربائية، فإن هناك زيادة في الطلب على البنزين".

السيارات الكهربائية في النرويج

أشار الدكتور أنس الحجي، إلى النرويج بصفتها واحدة من أعلى الدول الأوروبية التي تنتشر فيها السيارات الكهربائية وتشهد زيادة في مبيعاتها، إذ إن السيارات المبيعة هناك تعدّ 90% منها كهربائية.

أحد المصانع المعنية بتصنيع السيارات الكهربائية
أحد مصانع السيارات الكهربائية - الصورة من نيويورك تايمز

وأضاف: "هذا الردّ خاص للشباب العربي المبهور بما يروّجه الغرب، بالنسبة للتقنيات الجديدة في سياسات تغير المناخ، فمبيعات السيارات الكهربائية في النرويج الآن 90%، أي إن كل 1000 سيارة تباع، 900 منها كهربائية، ولكن على الطرق، نجد أن المركبات الكهربائية تمثّل 20% فقط".

وتابع: "المفاجأة أن النرويج أيضًا كانت الأعلى في العالم طلبًا على البنزين في فبراير/شباط الماضي 2023، إذ تجاوز الطلب مثيله في يناير/كانون الثاني الماضي، وكذلك الطلب المسجل في فبراير/شباط 2022، وكذلك الطلب على النفط في فبراير/شباط 2022 بنسبة 2.2%".

وأوضح الحجي أن الطلب زاد بهذه الطريقة رغم الارتفاع الهائل بمبيعات السيارات الكهربائية في النرويج، لسبب بسيط جدًا، وهو الإعانات الضخمة التي تقدّمها الحكومة للناس لتشتري المركبات الكهربائية بصفتها "سيارة ثانية" للمسافات القصيرة، وليست بديلة عن سيارات البنزين التي تقطع مسافات طويلة.

وقال الحجي، إن الطلب على وقود السيارات في النرويج منذ 2016 وحتى الآن انخفض، ولا أحد ينكر ذلك، والبيانات واضحة، ولكن كل التقارير العالمية، بما فيها تقارير وكالة الطاقة الدولية، وأوبك وبلومبرغ، تستعمل معادلات معينة للإحلال.

وفسّر ذلك بأن الإحلال يعني أنه عند شراء السيارات الكهربائية واستعمالها، فإن الاستعمال هنا يكون للكهرباء وليس البنزين، ومن ثم فإن معدل الإحلال هناك مهم حسب المعدل المستَعمَل لقياس الانخفاض باستهلاك الوقود في النرويج.

ولفت إلى أن تراجع استهلاك الوقود في النرويج، وتحديدًا البنزين والديزل، يجب أن يكون قد تراجع بمعدل 4 أضعاف الانخفاض الفعلي الحالي، مما يعني أن كل التقارير الموجودة تبالغ بقوة بتأثير السيارات الكهربائية في تراجع الطلب على النفط.

السيارات الكهربائية والسياسات المناخية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، إن هناك مبالغات كبيرة في أثر السيارات الكهربائية في الطلب على النفط الآن، فالحكومة النرويجية تشكو، لأن هناك آثارًا غير محسوبة لسياسات التغير المناخي في سياسات التغيرات الكهربائية.

محطة لشحن السيارات الكهربائية في النرويج
محطة لشحن السيارات الكهربائية في النرويج - الصورة من "شاترستوك"

وأضاف: "مع انتشار السيارات الكهربائية، الذي تواكب إغلاقات كورونا، وخوفًا من الدول التي لم تغلق، انخفض عدد مستعملي المواصلات العامة، فماذا حدث لوسائل النقل مثل الحافلات والقطارات؟ فهي ستتحرك، سواء حملت 20 راكبًا أو 200، ستتحرك في كل الحالات، ومن ثم ستستهلك الطاقة نفسها".

ولكن الآن، وفق الحجي، يستعمل من كانوا يفترض أن يركبوا المواصلات العامة، السيارات الكهربائية، فارتفع استهلاك الطاقة بشكل كبير، وهو ما لم تحسبه الحكومة النرويجية التي تطالب الناس بوقف سياراتهم الكهربائية واستقلال الحافلات.

وأوضح الحجي أن الإشكالية الآن أن هناك نوعين من النمو عالميًا، نمو في الدخل خاصة في الدول الناشئة والنامية، وهو أمر يقود الناس لشراء السيارات الجديدة، مفسرًا بأن الناس في أفريقيا وأميركا اللاتينية سيشترون سيارات البنزين والديزل، وفي البرازيل سيشترون سيارات تعمل بالوقود الحيوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الرجل يحارب طواحين الهواء ويعطي امل وهمي ، عندما تقود مرة واحدة سيارة كهرباء بتكلفة شبه مجانية لن تقود سيارة احتراق داخلي ابداً ، اما عن البطاريات فصار مداها 500 كلم وما فوق وبالمسافات الطويلة الاوربيين يقطعونها بالقطارات بالاغلب + هناك محطات لتعبئة البطاريات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق