التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير السياراتتقارير منوعةرئيسيةسياراتمنوعات

3 مسارات للتخلص من انبعاثات قطاع النقل.. "الكهربة" وحدها لا تكفي

هبة مصطفى

سرعان ما تتجه الأنظار إلى "الكهربة" عند الحديث حول انبعاثات قطاع النقل، دون التفكير مليًا إذا ما كانت تُعد حلًا كافيًا سواء فيما يتعلق بتوافر الإمكانات أو سهولة التطبيق.

فقطاع بهذا الكم الهائل من الانبعاثات يحتاج إلى تضافر الوسائل وإتاحة المزيد من المسارات؛ حتى لا تقف تكلفة الكهربة أو التقنيات عائقًا أمام التزام الحكومات بالأهداف المناخية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ظل توقعات باستمرار وتيرة نمو انبعاثات قطاع النقل من إجمالي حصص الانبعاثات، بات البحث عن مسارات أخرى تمنح الطيران الجوي والنقل البحري ميزات نظيفة دون ترقب تكلفة الكهربة وتقنياتها أمرًا ضروريًا.

ويأتي ذلك بحسب ما استند إليه مدير قطاع انتقال الطاقة لدى شركة "دي إن في" المعنية بصناعة النقل البحري والطاقة المتجددة سفير الفيك، في مقاله المنشور بمجلة فوربس (Forbes).

الكهربة وانبعاثات القطاع

تُشكِّل انبعاثات قطاع النقل صداعًا في رأس خطط انتقال الطاقة، خاصة مع توقعات نمو حصة انبعاثات القطاع العالمية من الربع إلى الثُلث، بحلول منتصف القرن 2050.

وسجّل معدل "كهربة" قطاع النقل عبر الطرق البرية معدلات انتشار أكبر مؤخرًا، وتُشير التوقعات إلى أنه في غضون 10 سنوات ستتحول نصف سيارات الركاب إلى سيارات كهربائية، بحسب بيانات "دي إن في".

طائرة تطلق كميات من انبعاثات قطاع النقل في الغلاف الجوي
طائرة تطلق كميات من الانبعاثات في الغلاف الجوي - الصورة من Inside Climate News

ومنذ سنوات كان تحقيق هذه المعدلات بحلول عام 2033 مرحلة مذهلة لم يتوقع الكثيرون بلوغها، خاصة فيما يتعلق بالشاحنات الثقيلة -على سبيل المثال- لكن إنجاز النقل البري الهائل في قطع شوط لا بأس به من كهربة القطاع لا ينطبق على النقل الجوي والبحري.

فتقنيات البطاريات المنتشرة بقوة في الآونة الحالية لا توفر ميزة الطيران النظيف لطائرة "بوينغ 787"، أو نقل بحري خالٍ من الانبعاثات لسفينة شحن.

وبالنظر إلى واقع انبعاثات قطاع النقل؛ نجد أن جهود التخلص من الانبعاثات -حتى وإن كانت آخذة بالنمو- فإن وتيرتها البطيئة لا ترقى لتلبية الأهداف المناخية العالمية المستهدفة بحلول منتصف القرن (2050).

مسارات متوازية

تُعَد جهود التخلص من انبعاثات قطاع النقل بالتركيز على "كهربة" النقل البري غير متكافئة مع حجم الانبعاثات المتزايد؛ ما يدفع نحو تعزيز خطط الكهربة بمسارات أخرى للسيطرة على غازات الاحتباس الحراري ومستويات الاحترار.

ويرسخ هذا الاتجاه التوقعات بكهربة النقل الجوي "الطيران" والنقل البحري بنسبة 2% و4% على التوالي، وهو معدل ضئيل مقارنة بالتقدم الهائل للنقل البري وانتشار السيارات الكهربائية على الطرق.

واقترح مدير قطاع انتقال الطاقة لدى شركة دي إن في، سفير الفيك -في مقاله- 3 خطوات مرحلية لتخليص قطاع النقل من الكربون، يشترط جميعها التعاون بين الحكومات لتوفير الأساس التنظيمي والتمويل اللازم لتنفيذ هذه المسارات.

وأوضح الفيك أن تحدي التخلص من انبعاثات قطاع النقل "ممكن رغم صعوبته"؛ إذ أشار إلى أن التركيز على الأولويات يمهّد الطريق لمستقبل قطاع بلا كربون؛ فلا يمكن إغفال حجم انبعاثات النقل الجوي والبحري المساهمين بقدر كبير من حصة القطاع العالمية.

سفينة تطلق انبعاثات
سفينة تُسهِم في إطلاق الانبعاثات - الصورة من Transport & Environment

3 خطوات

حدد سفير الفيك، في مقاله، 3 خطوات تسمح بخفض انبعاثات قطاع النقل وربما التخلص منها تمامًا، وفيما يلي تستعرض منصة الطاقة المتخصصة هذه الخطوات:

1) الكهربة:

رغم أن سفير الفيك لم يعوّل على "كهربة" قطاع النقل كثيرًا في مقاله؛ فإنه لم ينكر دورها في التخلص من الكربون ومستقبل توقعات خفض الانبعاثات.

وأشار إلى أن خطط كهربة القطاع بالكامل يُتوَقع نموها إلى 4% بحلول عام 2030 و23% بحلول 2050، ارتفاعًا من 1% في الآونة الحالية.

ومن بين أنواع النقل، يُتوقع أن يرتفع عدد السيارات الكهربائية إلى 80% من إجمالي سيارات النقل البري، بحلول عام 2050.

ولا تقتصر فائدة زيادة نشر السيارات الكهربائية على التخلص من الكربون فقط، بل من الممكن أن تُسهم أيضًا في خفض تكلفة التشغيل.

ولا يعني هذا أن زيادة نشرها على الطرق مفروشة بالورود، لكنها -رغم أنها أكثر الخطوات الـ3 إنجازًا حتى الآن- تواجه تحديات هائلة؛ من بينها: حجم الاستثمارات الضخم المطلوب، وتطوير الشبكة، وتأهيل البنية التحتية للشحن ومواقع توزيعها.

2) الوقود الحيوي والمستدام:

بالنظر إلى مستهدفات السيطرة على انبعاثات قطاع النقل الجوي والبحري بحلول عام 2050 وكهربة هذين القطاعين بنسبة 2% و4% فقط على التوالي، يتعين تركيز الجهود على توفير مصادر بديلة، تُخفض الانبعاثات أيضًا دون انتظار كهربة القطاع بالكامل.

وتُعَد أبرز المصادر البديلة هي الاعتماد على "الوقود الحيوي" الموجود بوفرة، مع مراعاة معايير الكربون وغيرها.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الدول المُصدرة لانبعاثات القطاعات المختلفة، بحلول نهاية العقد في 2030:

انبعاثات الكربون

وقد تدفع تكلفة الوقود الحيوي والمستدام المرتفعة نحو التأثير في معدل الاعتماد عليه، لكن مدير قطاع انتقال الطاقة لدى شركة "دي إن في" المعنية بصناعة النقل البحري والطاقة المتجددة دعا إلى اتباع سياسات مُحفزة تعزز الاعتماد عليه.

واستشهد الفيك باتفاق دول الاتحاد الأوروبي على مقترح "ري فول إي يو أفيشن"، لتعزيز نشر وقود الطائرات المستدام.

3) وقود الهيدروجين

ربما يُشير التوسع في إنتاج الهيدروجين ونموه ضمن النظام البيئي إلى إمكان الاعتماد عليه، بصفته وقودًا للتخلص من انبعاثات قطاع النقل.

ورغم إمكان الاعتماد عليه بصفته وقودًا كثيف الإنتاج؛ فإن هناك عوائق وتحديات تتمثل في ربط إنتاجه بالكهرباء المولّدة من مصادر الطاقة المتجددة حتى يكون نظيفًا وخاليًا من الانبعاثات.

وفي ظل أولوية توفير إمدادات الكهرباء للاستخدامات الرئيسة كالإنارة وغيرها، قد يتعطل استخدامه وقودًا في قطاعي النقل الجوي والبحري حتى عام 2035، وفق التقديرات.

وخلال السنوات اللاحقة لتوقعات عام 2035 ومع توافر إنتاج أوسع نطاقًا لمصادر الطاقة المتجددة، قد نشهد تزايدًا في انتشار وقود الهيدروجين.

ويُقيَّد هذا الطموح أيضًا بمخاوف إعادة تأهيل البنية التحتية الحالية لإنتاج الوقود ونقله، أو حتى إنشاء بنية تحتية جديدة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق