التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعات

الوقود المستدام قد يدفع قطاع الطيران سريعًا نحو الحياد الكربوني (تقرير)

أحمد شوقي

يُمثّل قطاع الطيران أكبر التحديات أمام عملية إزالة الكربون عالميًا، لكن تعزيز الوقود المستدام، خصوصًا الاصطناعي، من شأنه أن يجعل الصناعة تقطع شوطًا كبيرًا في خفض انبعاثاتها.

ويرى تقرير، صادر حديثًا عن منتدى الطاقة الدولي، أن قطاع الطيران في حاجة إلى دعم صناعي وسياسي، للوصول إلى مستقبل منخفض الكربون.

ويأتي ذلك مع حقيقة أن إزالة الكربون من قطاع الطيران عملية مُعقدة، وقد تكون أكثر تكلفة مقارنة بأي قطاع آخر، وفق ما يراه بنك آي إن جي الهولندي.

إزالة الكربون من الطيران

يمثّل قطاع الطيران نحو 2.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا، إذ يُعدّ ضمن عدد قليل من القطاعات التي زادت انبعاثاتها منذ عام 1990، بحسب منتدى الطاقة الدولي.

وحتى في الوقت الذي يتعافى فيه الطيران من جائحة كورونا، يواجه القطاع تحديًا جادًا بشأن إدارة عملية إزالة الكربون، مع حقيقة أنه مقيد بمعايير صارمة تتعلّق بأنواع الوقود المقبولة، وفقًا للتقرير.

وفي الحقيقة، من الممكن أن يستوعب مستقبل قطاع الطيران مجموعة من التقنيات، بما في ذلك البطاريات وخلايا الهيدروجين ووقود الطيران المستدام (SAFs)، الذي تنبعث منه كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي.

وهناك نوعان من وقود الطيران المستدام، الوقود الحيوي، الذي يُصنع من الكتلة الحيوية -أحيانًا مخلفات مثل الزيوت المستعملة- وهو بديل مُجرب للوقود الأحفوري، لكنه ينافس المحاصيل الغذائية فيما يتعلق باستهلاك الأراضي والمياه.

وقود الطائرات
تموين إحدى الطائرات قبل إقلاعها - أرشيفية

كما يوجد الوقود الاصطناعي، المعروف أيضًا باسم الوقود الكهربائي، وله الفوائد البيئية نفسها، لكنه ليس بالتكاليف نفسها، ويُصنع عن طريق الجمع بين ثاني أكسيد الكربون، المستخرج من الغازات الأخرى، والهيدروجين، لتكوين جزيئات الهيدروكربون السائلة مثل الإيثانول.

وحال إنتاج الوقود الاصطناعي من ثاني أكسيد الكربون المحتجز والهيدروجين الأخضر المصنوع من الطاقة المتجددة، فإن هذا يُعدّ وقودًا محايدًا الكربون.

دعم الوقود الاصطناعي

يوجد مستوى عالٍ من الاستعداد التكنولوجي لتصنيع الوقود الاصطناعي، رغم أنه لم يُستخدم على نطاق واسع حتى الآن.

بينما لا تزال عملية تحسين كفاءة إنتاج الوقود الاصطناعي من بين العقبات المتبقية أمام انتشاره إلى الحد الذي يصبح فيه خيارًا جذابًا تجاريًا، بحسب التقرير.

ووجدت وكالة سلامة الطيران في الاتحاد الأوروبي (EASA) أن تكاليف إنتاج الوقود الاصطناعي تزيد عدة مرات عن تكلفة الكيروسين، بفعل خسائر التحويل العالية وتكاليف النقل والتوزيع.

وبحسب منتدى الطاقة الدولي، حدّدت إحدى الدراسات السعر الحالي عند 7 يورو/لتر (8.09 دولارًا/لتر)، لكنها توقعت أن ينخفض ​​هذا السعر ليتراوح بين 1 و3 يورو/لتر (1.16 إلى 3.47 دولارًا/لتر) بحلول عام 2050، حال زيادة الإنتاج واستمرار انخفاض أسعار مصادر الطاقة المتجددة.

وهناك العديد من مشروعات البحث والابتكار الجارية التي تهدف إلى جعل الوقود الاصطناعي مجديًا تجاريًا.

وعلى سبيل المثال، يجمع برنامج الإقلاع (TAKE-OFF) الممول من الاتحاد الأوروبي بما يصل إلى 5 ملايين يورو (5.78 مليون دولار)، بين الصناعة والأكاديميين لتطوير عملية لإنتاج وقود الطيران المستدام، مع كفاءة طاقة محسّنة وتكاليف أقل.

اعتماد الوقود المستدام

من خلال استخدام الوقود المستدام سيكون بإمكان صناعة الطيران خفض انبعاثاتها الكربونية بنحو 65%، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).

ويتوافق وقود الطيران المستدام مع مواصفات الطائرات والوقود الحالي، ويمكن مزجه مع الكيروسين بنسبة تصل إلى 50% مع المحركات الحالية وسلاسل إمداد الوقود، وفق التقرير.

وفي عام 2018، أثبتت شركة فيرغن أتلانتيك الاستعداد التكنولوجي للطائرات من خلال تحليق طائرة (بوينج 747) من أورلاندو بولاية فلوريدا إلى لندن باستخدام وقود اصطناعي.

وفي الآونة الأخيرة، أعطت شركة إيرباص دفعة إضافية لوقود الطيران المستدام، مع تطوير طائرة عديمة الانبعاثات تعمل بالهيدروجين.

الطائرات الكهربائية - الخطوط البريطانية
طائرات إيرباص

ويُنظر إلى الوقود المستدام على أنه ركيزة لمستقبل الطيران منخفض الكربون، إذ تدعمه منظمة الطيران المدني الدولي بوصفه أولوية قصوى لجهود إزالة الكربون في القطاع.

والتزم أعضاء مجموعة الخطوط الجوية الدولية مؤخرًا باستخدام الوقود المستدام في 10% من الرحلات بحلول عام 2030، بالإضافة إلى ذلك تشير الشركات المصنعة للطائرات الكبرى إلى أن استخدام الوقود المستدام بنسبة 100% في الرحلات سيكون ممكنًا بحلول نهاية العقد، بحسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق