أخبار الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

تحذير لإسبانيا: تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب "خط أحمر"

دينا قدري

اشتد التوتر خلال الأيام الماضية بشأن إمكان وصول الغاز الجزائري إلى المغرب عبر إسبانيا، وسط تهديدات شديدة اللهجة من جانب الجزائر.

إذ حذّرت مصادر من أنه "لا يجوز أن تعيد إسبانيا توجيه جزيء واحد من الغاز الجزائري إلى المغرب"، عقب إعلان مدريد قرارها بإعادة تشغيل أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا في الاتجاه العكسي.

وقالت المصادر: "بالنسبة للجزائر، سيكون الخط الأحمر هو توصيل الغاز الجزائري إلى المغرب"، وفقًا لما نقلته صحيفة "ألجيري باتريوتيك" الناطقة باللغة الفرنسية.

تهديد جزائري.. ونفي إسباني

هددت الجزائر بوقف تصدير الغاز إلى إسبانيا، إذا لم تلتزم ببنود الاتفاقات والعقود من خلال إعادة تصدير الغاز إلى المغرب.

وأوضحت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية -في بيان أصدرته- أن الوزير محمد عرقاب "تلقّى اليوم بريدًا إلكترونيًا من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا، تبلّغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا".

وأكدت الوزارة أن "أيّ كمية من الغاز الجزائري المصدّر إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستعدّ إخلالًا بالالتزامات التعاقدية، وقد تفضي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان".

من جانبها، نفت إسبانيا أنها ستبيع الغاز الجزائري إلى المغرب، وهو وضع قد يؤدي إلى إلغاء العقد المبرم مع الجزائر لاستيراد الغاز، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإسبانية.

وأوضحت مصادر من وزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي الإسبانية أن مدريد استجابت فقط لطلب الدعم من المغرب لضمان أمن الطاقة، على أساس العلاقات التجارية بين البلدين.

خطوط أنابيب - الجزائر

الغاز الجزائري.. تفاقم الأزمة

أكدت الصحيفة الفرنسية أن المسؤولين المغاربة والإسبان يدركون أن السلطات الجزائرية لا تخادع عندما تهدد بوقف شحنات الغاز إلى إسبانيا في حال بيعها للمغرب.

وشددت المصادر على أن حكومة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "لن تجرؤ" على إعادة توجيه الغاز الجزائري بشكل فعّال إلى المغرب، لأن هذا سيؤدي إلى تفاقم الأزمة القائمة بين البلدين، في سياق تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا.

ومع ذلك، أشارت المصادر إلى أن إسبانيا حرة في الاستفادة من أيّ جزء تريده من أنبوب الغاز الذي يعبر أراضيها، وفقًا للاتفاقية الثلاثية.

وأكدت المصادر أن البيان الصحفي الصادر عن وزارة الطاقة هو "طلقة تحذير خطيرة للغاية"، ما يعني أن الجزائر ستراقب عن كثب وجهة غازها، خاصةً أن حكومة سانشيز تُظهر رغبة صريحة في تخريب العلاقات بين بلاده والجزائر.

ويبدو أن القوة الاشتراكية في إسبانيا تستعد لاحتمال إنهاء الجزائر لعقد الغاز، من خلال السعي لتنويع إمداداتها من الطاقة وزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، ولا سيما من الولايات المتحدة.

المغرب يتجه إلى الخليج

في رسالتها بالبريد الإلكتروني إلى وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، تحدثت الوزيرة الإسبانية تيريزا ريبيرا رودريغيز عن "ترخيص" بسيط لـ"عملية التدفق العكسي" عبر أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا.

لذلك، رأت الصحيفة الفرنسية أنه لن يكون هناك مجال لإعادة بيع الغاز الجزائري إلى المغرب.

إذ أوضحت وزيرة الانتقال الطاقي المغربية، ليلى بنعلي، أن المملكة تعتزم الحصول على إمدادات من قطر، مشيرة إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها المغرب سوق الغاز الخليجية".

واستباقًا لغضب الجزائر التي قد تتخذ إجراءات انتقامية ضد إسبانيا، أوضحت الوزيرة أن بلادها "لا تشتري الغاز من الدول الأوروبية، بل من السوق الدولية".

وأضافت أن مفاوضات بدأت مع الدول المصدّرة للغاز، بما في ذلك قطر، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأنه جرى التوصل إلى اتفاق مع إسبانيا و"دول أوروبية" لـ"تشغيل بنيتها التحتية"، مؤكدة أن تفاصيل هذه المعاملات ستُعلن "في الأيام المقبلة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق