التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

التغيرات المناخية في الهند ترفع أسعار الطماطم 400%.. وتتجاوز الغاز

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • الهند تمر بظروف طقس غير منتظمة في الأشهر الأخيرة.
  • ظروف الطقس غير المنتظمة ترفع أسعار الطماطم في الهند.
  • التغيرات المناخية تتسبب في نقص حاد بالطماطم في الهند.
  • تُشكِّل الطماطم مكونًا رئيسًا في العديد من الأطباق والمأكولات في عموم الهند.
  • التغيرات المناخية قد أشعلت اضطرابات في العرض والطلب الخاص بالطماطم في الأسواق.

تُشعل التغيرات المناخية أزمة عميقة في أسعار الطماطم في الهند؛ إذ قفزت أعلى من 400% في الأسابيع الأخيرة، نتيجة نقص الإمدادات المحلية، وهو ما جعلها تتفوق على أسعار الغاز في البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم.

ونتج نقص الطماطم عن ظروف الطقس غير المنتظمة التي تعرّضت لها الهند خلال موسم حصاد الطماطم هذا العام، ممثلة في هطول الأمطار الغزيرة غير الموسمية خلال الأشهر الأخيرة؛ ما تسبّب في تلف المحاصيل مع إصابتها بمرض فطري قاتل.

وفي بداية شهر يوليو/تموز (2023)، بدأت تتردد أنباء على وسائل التواصل الاجتماعي عن نفاد الطماطم من فروع متاجر ماكدونالدز المنتشرة في العاصمة الهندية نيودلهي، مع ظهور إشعار رسمي مُلصق على نوافذ المطعم، حسبما ذكرت مجلة "تايم" الأميركية.

وجاء في الإشعار: "رغم جهودنا الكبيرة؛ فإننا لم نتمكن من الحصول على كميات كافية من الطماطم التي تجتاز اختبارات الجودة العالمية المعروفة لدينا.. وبناءً عليه فإننا مضطرون من الآن إلى أن نقدم لكم منتجاتنا خالية من الطماطم".

وتُشكِّل الطماطم مكونًا رئيسًا في العديد من الأطباق والمأكولات في عموم الهند؛ من بينها الخضراوات المطبوخة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الطماطم في الهند

في الأسابيع الأخيرة، قفزت أسعار الطماطم أكثر من 400%؛ إذ بلغ متوسط التكلفة لكل كيلوغرام 107.18 روبية هندية (1.31 دولارًا أميركيًا) في يوليو/تموز (2023)، بزيادة من 32.58 روبية هندية (0.40 دولارًا أميركيًا) في يونيو/حزيران (2023)، وفق أحدث البيانات الصادرة عن وزارة شؤون المستهلكين والأغذية والتوزيع العام بالهند.

(1 روبية هندية = 0.012 دولارًا أميركيًا).

وتزيد أسعار الطماطم الآن على نظيرتها الخاصة بالغاز الذي بلغت تكلفته 106.31 روبية هندية (1.29 دولارًا أميركيًا) للتر خلال المدة ذاتها. وفي غضون ذلك، تراجعت إمدادات الطماطم -أيضًا- في الهند.

وفي هذا السياق ذكر أحد مزارعي الطماطم أن محصوله من هذه الخضراوات خلال العام الجاري (2023) يعادل نصف كمية الطماطم التي اعتاد بيعها كل عام والتي يبلغ حجمها 30 ألف كيلوغرام.

وتتحدد تكلفة وتوافر الطماطم في الهند عادةً بالأنماط الموسمية؛ حيث يُعَد شهر يوليو/تموز (2023) عادةً أكثر تكلفة من الأشهر الأخرى من العام لوقوعه بين مواسم الحصاد.

لكن ما زالت أسعار الطماطم الحالية عند مستويات قياسية مرتفعة.

وفي 25 يوليو/تموز (2023)، لامس سعر الطماطم 203 روبيات هندية (2.48 دولارًا أميركيًا) للكيلوغرام؛ ما يزيد 3 أضعاف تقريبًا عن مثيله في العام الماضي (2022)، حينما بلغ 80 روبية هندية (0.98 دولارًا أميركيًا)، وفق البيانات الصادرة عن وزارة شؤون المستهلكين والأغذية والتوزيع العام بالهند.

ومع ذلك شهدت أسعار الطماطم تراجعًا نوعًا ما في الآونة الأخيرة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أشخاص يحصدون الطماطم في الهند
أشخاص يحصدون الطماطم في الهند - الصورة من إنديا تايمز

أسباب نقص الطماطم

تُعَد التغيرات المناخية السبب الرئيس في نقص الطماطم خلال عام 2023 في الهند، وفقًا لما صرح به خبراء مناخ، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مزارعون وتجار إن التغيرات المناخية قد أشعلت اضطرابات في العرض والطلب الخاص بالطماطم في الأسواق.

وتعرّضت مناطق كثيرة في الهند لأنماط طقس غير منتظمة في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2023، مع وصول موجات الحرارة في وقت مبكر، واستمرارها لمدد زمنية أطول، إلى جانب هطول الأمطار الغزيرة التي دمرت المحاصيل.

وفي الولايات الهندية الرئيسة المنتجة للطماطم مثل أندرا براديش ومهاراشترا وكارناتاكا، كانت الفيضانات السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الطماطم، وفق ما أعلنه المعهد الوطني لإدارة التوترات الحيوية في الهند، وهو مجلس مخصص للبحوث الزراعية.

وفي السنوات الأخيرة، بلغت آثار التغيرات المناخية أشدها، في بلدان جنوب شرق آسيا؛ حيث فاقمت أنماط الطقس الذي لا يمكن التنبؤ به الأوضاع في تلك البلدان.

ففي الهند، تسببت الفيضانات وموجات الجفاف في تشريد أعداد كبيرة من الأشخاص، بينما خلّف الأمن الغذائي آثارًا أكبر.

وفي العام الماضي (2022)، خلصت نتائج تقرير صادر عن الأمم المتحدة إلى أن "المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية بالنسبة إلى الزراعة والأمن الغذائي في آسيا ستتصاعد بمعدلات مضطردة" وسط تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتبرز الهند الدولة الأكثر تضررًا في المنطقة من حيث إنتاجية المحاصيل، وفق التقرير.

مظاهر الطقس الجاف في الهند
مظاهر الطقس الجاف في الهند - الصورة من dhakatribune

أفكار لمواجهة الأزمة

سارعت الحكومة الهندية إلى استحداث آليات لمواجهة نقص الطماطم في الأسواق؛ ففي 30 يوليو/تموز (2203)، دشّنت الحكومة ما يُطلق عليه "ماراثون تحدي الطماطم الكبير" في مدينة دلهي، والذي تستهدف من خلاله استحداث أفكار لمواجهة أسعار الطماطم المرتفعة.

وفي أواسط يوليو/تموز (2023)، وجّهت وزارة شؤون المستهلكين والأغذية والتوزيع العام بالهند الجمعيات التعاونية والاستهلاكية في البلاد إلى ضرورة "الشراء الفوري" للطماطم من أسواق الخضراوات في الولايات عالية الإنتاج مثل أندرا براديش ومهاراشترا وكارناتاكا، وإعادة توزيعها على المدن الكبرى؛ من بينها دلهي ومومباي.

وفي الأسبوع الماضي قال وزير الدولة الهندي لشؤون المستهلك أشويني كومار تشوبي، إنه من المرجّح أن تنخفض أسعار الطماطم مع وصول محاصيل جديدة من ماديا براديش ومهاراشترا، دون أن يحدد توقيت وصول تلك المحاصيل.

من ناحية أخرى دفعت أزمة الطماطم في الهند، ثاني أكبر مُنتج لهذه السلعة الغذائية في العالم، المواطنين في البلد الآسيوي إلى البحث عن بدائل أخرى.

وبالفعل لجأت الأسر التي تعاني الأمرّين من تكاليف المعيشة المرتفعة في بلد يلامس فيه الناتج المحلي الإجمالي للفرد نحو 200 دولار شهريًا، إلى خفض استهلاكها من الطماطم، والتحول إلى بدائل أرخص مثل مهروس الطماطم.

وفي ولاية أوتارانتشال شمال الهند، دفعت أسعار الطماطم الباهظة البعض إلى السفر عبر الحدود إلى نيبال المجاورة؛ حيث يمكن العثور عليها نظير نصف الثمن تقريبًا.

جرائم الطماطم

إلى جانب تأثيراتها السلبية في المستهلكين والمنتجين -على حد سواء- أثارت أسعار الطماطم المرتفعة سلسلة من الاضطرابات الاجتماعية المتمثلة في تزايد مظاهر العنف بسبب الشد والجذب بين المشترين والتجار.

وعلاوة على ذلك انتشرت حوادث سرقة الطماطم من الحقول، كما تزايدت عمليات السطو على الشاحنات المحمّلة بمحصول الطماطم، وفق تقارير محلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق