التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

التغيرات المناخية تُضعف بنية الأشجار العملاقة في المناطق الباردة (دراسة)

وتُقلل معدلات امتصاصها للكربون

أحمد أيوب

تؤثر التغيرات المناخية بمدى قوة وصلابة الأشجار العملاقة في المناطق الباردة، فكلما زاد معدل نموها انخفضت كثافتها بصورة ملحوظة، ومن ثم تقلّ قدرتها على امتصاص الكربون.

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة ميونيخ للتكنولوجيا أنه مع زيادة معدل نمو الأشجار العملاقة في المناطق القطبية والمعتدلة تنخفض كثافة الخشب في الأشجار بنسبة تتراوح بين 8% إلى 12%، بحسب ما نشره موقع ذي كونفرسيشن (The Conversation)، مؤخرًا.

وأشارت الدراسة إلى أنه مع انخفاض كثافة الخشب، ينخفض مستوى امتصاص الكربون أيضًا بنحو 50%، وهو أحد العوامل التي تزيد تداعيات التغيرات المناخية السلبية، بحسب المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

نمو أسرع وبنية أضعف

وجدت الدراسة أن الأشجار تنمو بمعدل أسرع على مدار القرن الماضي -في مناطق أميركا الشمالية وأوروبا المعتدلة- بنسبة 77% مقارنة بمعدلات نمو الأشجار في هذه المناطق خلال القرن السابق له.

آثار التغيرات المناخية على الأشجار
الصقيع من آثار التغيرات المناخية المُدمرة للأشجار - الصورة من Phys.org

وتؤكد الدراسات أن مواسم النمو التي تستمر لأوقات طويلة تُنتج أشجارًا ذات أخشاب ضعيفة، ورديئة الجودة، ويعني ذلك أن الجذوع تكون هشّة.

والخشب هو نتاج تراكمي لخلايا نسيج الخشب في الأشجار، أمّا حلقة الشجرة فتتكون على مدار هذه المواسم الممتدة خلال المدة من الربيع إلى الخريف.

وتتشكّل حلقات الأشجار على أساس سنوي، ويعتمد سُمكها على مجموعة من العوامل المتأصلة في الشجرة مثل النوع والعامل الوراثي والعامل البيئي.

وعندما تقلّ كثافة الخشب يكون مصحوبًا بمقاومة أقلّ للضغوط الجوية والبيئية التي قد تأتي من الرياح أو تأثير الجاذبية.

الجدير بالذكر أن جدران الخلايا الخشبية تختزن معظم الكربون الذي تمتصه الأشجار من الغلاف الجوي.

مستقبل الغابات

حاول عدد من علماء البيئة والغابات المتخصصون في تشريح الخشب ونموه، فحص أحدث الدراسات العلمية المتاحة لمحاولة رسم خريطة لمستقبل الغابات وتحليل كيفية تحديد موسم النمو وأثره بخصائص الخشب المُنتَج.

ويستدعي الحديث عن ضعف الكتلة البنيوية لأشجار الغابات -بسبب امتداد مواسم النمو لفترات طويلة- الإشارة إلى التغيرات المناخية بعد تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية متوسط ما قبل العصر الصناعي بنحو 1.15 درجة مئوية.

وتؤكد الدراسات أن درجات الحرارة الأكثر دفئًا تؤدي إلى إطالة موسم نمو الأشجار، ومن ثم زيادة معدل نموها.

ويسهم هذا في توسّع الغابات على مستوى العالم، لكن في الوقت نفسه من المرجح -أيضًا- أن ينخفض معدل امتصاص الكربون من الغابات، خاصة أنه مع انخفاض كثافة الخشب، ينخفض مستوى امتصاص الكربون بنحو 50%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق