تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

تغير المناخ يحرق الغابات ويشرد البشر في ألبرتا الكندية

أسماء السعداوي

وجّه مراقبون أصابع الاتهام لتغير المناخ، بالتسبب في كوارث بيئية مروعة طالت مقاطعة ألبرتا الكندية المشهورة بإنتاج النفط والغاز.

فالمقاطعة الواقعة بغرب كندا شهدت أوقاتًا عصيبة مؤخرًا، بدأت باشتعال النيران في الأشجار والغابات، ما دفع عشرات الآلاف إلى ترك منازلهم، وإعلان الحكومة حالة الطوارئ، بحسب تقرير نشره موقع "كلين تكنيكا" (clean technica)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتسهم صناعة النفط والغاز في ألبرتا -قلعة الوقود الأحفوري في كندا- بدرجة كبيرة في الاحتباس الحراري، كما شهدت ربيعًا حارًا وجافًا، وبوجود العديد من الغابات الصغيرة، لا يتطلب الأمر سوى بضع شرارات لبدء حرائق مخيفة، بحسب رئيس وزراء الولاية دانييل سميث.

ألبرتا ليست الوحيدة التي عانت من تبعات تغير المناخ في كندا، فقد سبقتها مقاطعة بريتيش كولومبيا، التي لقي فيها 500 شخص حتفهم بسبب موجات حرّ قياسية، فضلًا عن حرائق غابات وفيضانات وانزلاقات أرضية مدمّرة.

النفط والغاز في ألبرتا الكندية

تتصدّر المقاطعة قطاع النفط والغاز في كندا، إذ تسهم بنسبة 80% من النفط و63% من الغاز، كما تسهم ألبرتا وحدها بنحو 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا.

وتُطلق دورة الحياة الكاملة للإنتاج المحلي والاستهلاك المحلي والأجنبي مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وبينما شهد عام 2022 المنصرم إطلاق 36.8 مليار طن فقط من غاز ثاني أكسيد الكربون عالميًا، كانت ألبرتا الكندية مسؤولة وحدها عن 2% من تلك الانبعاثات.

ويبلغ سعر طن الكربون في ألبرتا 261 دولارًا أميركيًا، ويجلب للاقتصاد مكاسب تُقدَّر بـ250 مليار دولار كندي سنويًا (186 مليار دولار أميركي)، في مقابل 165 مليار دولار كندي (123.2 دولار أميركي) هي حجم إيرادات صناعة النفط والغاز.

إلّا أن تلك المكاسب لا تضع في الحسبان تكلفة تشريد 25 ألف شخص من سكان ألبرتا، والنيران التي بلغت منازلهم، كما حدث في مدينة فورت ماكمواري عام 2016، وحريق غابة لايتون في 2021.

الحكومة تغضّ الطرف

تجاهلت الحكومة، بقيادة ريس الوزراء جاستن ترودو، تحذيرات نشطاء البيئة بشأن تغير المناخ، وواصلت دعمها لقطاع النفط والغاز.

جانب من خط أنابيب ترانس ماونتن النفطي
خط أنابيب ترانس ماونتن- الصورة من "إي آند إي نيوز"

ولفت التقرير إلى المخاطر البيئية لخطّ أنابيب ترانس ماونتن النفطي، والذي وصفه بـ"الفاشل"، إذ اشترته الحكومة، وتعهدت بمضاعفة قدراته 3 مرات لنقل إنتاج ألبرتا إلى ساحل المحيط الهادئ، وهو ما كلفها 30.9 مليار دولار كندي (23.1 دولار أميركي) حتى الآن.

ومن المتوقع أن ترفع توسعة خط أنابيب ترانس ماونتن كميات النفط المنقولة من ألبرتا بمقدار 4 أضعاف إلى 590 ألف برميل يوميًا.

كما قدّمت الحكومة -في عام 2021 وحده- 18 مليار دولار كندي (13.4 مليار دولار أميركي) لصناعة النفط والغاز في شكل إعانات ومنح.

وتبلغ الإيرادات السنوية لصناعة النفط والنفط 165 مليار دولار أميركي، وتشكّل الـ18 مليار دولار 11% من تلك الإيرادات.

كما رفعت الحكومة إيجارات الفحم والنفط والغاز، والتي تتركز في ألبرتا بنسبة 11%، رغم أن نسبة مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي تبلغ 1.7% فقط.

الحياد الكربوني في ألبرتا

تستهدف كندا خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بجميع القطاعات، بنسبة تتراوح بين 40% و45% بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2005، كما وضعت نصب أعينها هدف الحياد الكربوني بحلول 2050، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبها، وضعت مقاطعة ألبرتا خطة مناخية في 19 أبريل/نيسان المنصرم، لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وتستهدف الخطة مجالات تخصّ احتجاز الكربون وتخزينه وتوليد الكهرباء من مصادر نظيفة، ووضع تشريعات صارمة على انبعاثات الميثان ودعم نظام تسعير الكربون.

كما ترمي الحكومة من وراء الخطة الجديدة إلى خفض سقف انبعاثات الرمال النفطية البالغة 100 ميغاطن حاليًا، كما تخطط الولاية إلى فرض قيود على انبعاثات صناعة النفط والغاز.

وتعليقًا على ذلك، قالت وزيرة البيئة في ألبرتا -الأعلى تلويثًا بالبلاد- سونيا سافاج: "إنها أهداف عشوائية مرتبطة بمواعيد عشوائية.. قبل أن ننظّم أو نفرض قيودًا أو أهدافًا مرحلية على صناعات محددة، هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق