نفطأخبار النفطرئيسيةعاجل

اتهام الجيش بسرقة النفط في نيجيريا.. ورد حاسم من "البحرية"

أسماء السعداوي

مازالت سرقة النفط في نيجيريا شوكة في ظهر صاحبة أكبر احتياطيات للنفط والغاز في أفريقيا، والتي تحرمها من إيرادات ملايين البراميل يوميًا، وفي آخر التطورات بهذا الشأن، اتّهم زعيم منطقة دلتا النيجر (الغنية بالنفط) القوات المسلحة بالضلوع في تلك الوقائع.

جاءت تصريحات زعيم المتمردين السابق أساري دوكابو في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس الجديد للبلاد، بولا تينوبو، قبل أيام، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نايرا متركس" المحلية (nairametrics) واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال دوكابو: "القوات المسلحة متورطة بالكامل في عمليات سرقة النفط، وعلينا أن نوضح الأمر جيدًا للشعب النيجيري بأن الجيش يسرق 99% من النفط، وعلى نحو خاص سلاحي الجيش والبحرية".

وتواجه نيجيريا أزمة بالغة الخطورة ناجمة عن سرقة النفط، فبالرغم من تصدُّرها قائمة أكبر الدول المنتجة للنفط في القارة، تضطر إلى استيراد احتياجاتها من المشتقات النفطية لتلبية الطلب الداخلي على الوقود، وهو ما يُثقل خزينة الدولة بأعباء مرهقة.

اتهام خطير

نفى دوكابو الرواية القائلة بأن القوات المسلحة غير مجهزة بصورة كافية للقضاء على الإرهاب وسرقة النفط والمسلحين هناك (يقصد دلتا النيجر)، واصفًا إياها بـ"الابتزاز"، متهمًا قادة الجيش بالتنازل عن أسلحتهم لصالح المتمردين، وهو ما يغذّي فتيل النزاع.

أساري دوكابو- الصورة من "barristerng"
أساري دوكابو- الصورة من "barristerng"

وأكد -بعد مباحثات دامت ساعتين مع الرئيس تينوبو- أن الحكومة بقيادة الرئيس الجديد ستكتشف العناصر المتورطة بسرقة النفط في نيجيريا.

كما طمأن القيادة الجديدة للبلاد على دعمه الكامل، لإنهاء عمليات سرقة النفط في منطقة دلتا نهر النيجر، قائلًا: "أنا وأشقائي طمأنّا الرئيس بإنهاء حوادث سرقة النفط وتخريب الأنابيب في دلتا نهر النيجر".

وتابع: "سنتحدث إلى مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية وشركات النفط العالمية".

كانت مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية قد كشفت، في شهر أبريل/نيسان الماضي، خسارة نيجيريا 619.7 مليون برميل من النفط الخام، جراء عمليات سرقة النفط بين عامي 2009 و2020.

أُطلقت المبادرة الدولية في عام 2003، وهي إحدى الجهود الدولية الرامية إلى محاربة الفساد المرتبط بإيرادات النفط والغاز والمعادن، وتدعم الإدارة العامة والشفافة، عن طريق النشر الكامل لمدفوعات الشركات والإيرادات الحكومية من النفط والغاز والتعدين ومراجعتها، بحسب الموقع الرسمي للبنك الدولي.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم (2022)، اتّهم المدير العام لمؤسسة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كياري الحكومة ومسؤولي الأمن بالتعاون مع اللصوص لسرقة النفط في نيجيريا.

كما وصف المدير العام لشركة شيفرون الأميركية في نيجيريا ووسط أفريقيا ريتشارد كينيدي عمليات سرقة النفط الخام بالجريمة المنظمة، التي لا يجوز الربط بينها وبين المسائل المتعلقة بالمجتمع المحلي.

خط أنابيب ترانس نيجر

في إطار محاولة سرقة النفط الخام أيضًا، تعرّض خط أنابيب ترانس نيجر للانفجار في 2 مارس/آذار (2023)، ما أودى بحياة 12 شخصًا، حسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي سياق متصل، قال مدير شركة شل في نيجيريا، الدكتور أوساغي أوكوبور، إن إغلاق خط أنابيب ترانس نيجر من مارس/آذار 2022 حتى مارس/آذار 2023 تسبّب في خسارة نحو 65 ألفًا و700 ألف برميل من النفط يوميًا، بحسب تقرير لصحيفة "بانش" (punchng)، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال، إن استمرار غلق الخط لمدة عام كامل يرجع إلى حوادث سرقة النفط، مؤكدًا خسارة البلاد نحو 2.3 تريليون نايرا (3.5 مليار دولار أميركي).

(الدولار=465.5 نايرا)

كان خط أنابيب "ترانس نيجر" ينقل نحو 180 ألف برميل يوميًا من خام بوني الخفيف لمحطة تصدير إلى عدّة دول أوروبية، من بينها فرنسا وهولندا وإسبانيا، إلى جانب بعض دول أميركا الجنوبية، مثل البرازيل والأرجنتين.

البحرية تردّ

قال المتحدث باسم البحرية النيجيرية، العميد بحري أديدوتون أيو-فوغان، إن اتهام القوات المسلحة، وخاصة البحرية والجيش، بالضلوع في سرقة النفط في نيجيريا "مزيف ودون دليل"، حسب تقرير نشرته صحيفة "فانغارد" المحلية (vanguardngr)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتحدّى المتحدث باسم البحرية، دوكابو، أن يذكر زعيم دلتا النيجر أسماء المتورطين في سرقة النفط من المنطقة هناك.

وقال: "لا يخشى أحد الكشف عن أسماء المتورطين في سرقة النفط الخام.. لا يمكن التفوّه بتلك الاتهامات الخطيرة، والاعتقاد بأننا سنتجاهلها، سيكون هناك ردّ رسمي من وزارة الدفاع على الاتهام".

وتابع: "لن يتغاضى رئيس أركان الدفاع عن ذلك الاتهام، ولا قائد أركان البحرية الذي أعمل تحت قيادته".

وأضاف: "تشارك البحرية النيجيرية بقوة في الحرب على سرقة النفط الخام وثروات دلتا نهر النيجر، ولذلك، فعلى من يقول، إن هناك عصابة من ضباط الجيش، فأسهل شيء هو أن يأتي بالدليل ويكشف عن أسمائهم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق