التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

إيرادات النفط في نيجيريا تقفز بأكثر من 46% في 2022

لكن البلاد على شفا الإفلاس

أسماء السعداوي

حققت إيرادات النفط في نيجيريا قفزة قياسية بنسبة 46.41%، لتدفع إجمالي الصادرات إلى 26.79 تريليون نايرا نيجيرية (58.4 مليار دولار أميركي) في عام 2022 المنصرم.

إذ بلغ إجمالي مبيعات النفط الخام وحدها في عام 2022، نحو 21.09 تريليون نايرا (45.97 مليار دولار)، مقارنةً بـ14.41 تريليون نايرا (31.44 مليار دولار) في عام 2021.

كما بلغت صادرات النفط الخام في 2022 نحو 78.74% من إجمالي صادرات نيجيريا، بحسب تقرير نشرته صحيفة بانش المحلية (Punch)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه إجمالي التجارة في نيجيريا بواقع 31.79%، لتسجل 52.39 تريليون نايرا (105.7 مليار دولار) في عام 2022 المنصرم، مقارنةً بعام 2021.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصائيات إن إجمالي الصادرات في عام 2022 ارتفع بنسبة 41.72% مقارنةً بعام 2021، كما زادت الواردات في 2022 بنسبة 22.77% على أساس سنوي.

وأنفقت نيجيريا 10.12 تريليون نايرا (22 مليار دولار) لاستيراد النفط والمنتجات النفطية الأخرى وحدها، وفقًا للتقرير.

مبيعات النفط الخام في نيجيريا

رغم انتعاش مبيعات النفط الخام، قال البنك الدولي، إن نيجيريا (أكبر منتج للنفط في أفريقيا) لم تستفد من زيادة أسعار الخام عالميًا، بسبب دعم الوقود وتراجع إنتاج النفط.

وبحسب البنك الدولي، زاد متوسط سعر النفط الخام بأكثر من 150% بين عامي 2020 و2022، إلّا أن أداء الاقتصاد الكلي في نيجيريا ضعيف خلال هذا الوقت، مع تقلّص الحيز المالي.

وأوضح البنك أن ارتفاع تكاليف الإنتاج وسرقة النفط وانعدام الأمن وتأخّر الدفع في المشروعات المشتركة وعدم كفاية الاستثمار، كلها عوامل أدت إلى تراجع إنتاج النفط الخام في نيجيريا باستمرار إلى ما دون حصتها في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) منذ يونيو/حزيران 2020.

وتعليقًا على دعم الوقود، ذكر البنك -في تقريره-: "ثانيًا، التكلفة المتضخمة لدعم البنزين: إن استمرار دعم البنزين (المخصوم مباشرةً من عائدات النفط) يعني ضياع الإيرادات المالية بنسبة 2.5-2.7% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022".

وأضاف: "أدى هذا، إلى جانب الانخفاض المطوّل في إنتاج النفط، لتحويل أدنى مستويات صافي عائدات النفط (بالنسبة المئوية من إجمالي الناتج المحلي) إلى الحكومة منذ أكثر من عقد".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج النفط في نيجيريا منذ عام 2019 حتى عام 2022:

إنتاج النفط الخام في نيجيريا

نيجيريا على شفا الإفلاس

قال صندوق النقد الدولي -في أحدث تقاريره-، إن نيجيريا فوّتت فرصة الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط العالمية في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

خلال المدّة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز 2022، انخفض إنتاج النفط في نيجيريا بمقدار 28 مليون برميل، ما يهدد هدف إيرادات النفط والغاز للحكومة الفيدرالية البالغ 9.37 تريليون نايرا (20.45 مليار دولار) لعام 2022.

وخلال المدّة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2022، توقعت الحكومة أرباحًا تصل إلى 3.12 تريليون نايرا (6.8 مليار دولار)، لكنها لم تحقق سوى 1.23 تريليون نايرا (2.6 مليار دولار) خلال المدة المذكورة.

وفي هذا السياق، يقول الرئيس السابق لرابطة المحاسبين الوطنيين في نيجيريا، الدكتور سام نزيكي، إن استمرار تراجع إنتاج النفط في نيجيريا، مع عدم قدرة البلاد على تحقيق العائدات المستهدفة، قد يدفع البلاد إلى شفا الإفلاس.

وأضاف: "سرقة النفط في دلتا نهر النيجر، والذي منع نيجيريا -على مستوى الصناعة- من الوفاء بحصتها داخل أوبك، تأثير ذلك واضح للغاية، أَخبرَكم وزير المالية أن الحكومة تجد صعوبة في الوفاء بالتزاماتها بسبب نقص الأموال".

وتقدّر الحكومة بأن نيجيريا تخسر نحو 600 ألف برميل يوميًا من إنتاج النفط بسبب السرقة، وفقًا لتقارير سابقة.

إنتاج النفط في نيجيريا

على الجانب الآخر، كان تعافي إنتاج النفط في نيجيريا سببًا رئيسًا لارتفاع إنتاج أوبك خلال شهر فبراير/شباط المنصرم.

إذ هيمنت نيجيريا وحدها على ثلثي الزيادة في إمدادات أوبك، بعد أن وصل إنتاجها إلى أعلى مستوى في عام واحد، وفقاً لمسح أجرته وكالة بلومبرغ في مارس/آذار الجاري.

كما دعمت الحكومة إنتاج النفط في نيجيريا بعد ضخ 1.44 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، بحسب تقرير أوبك، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبالرغم من زيادة إنتاج النفط في نيجيريا خلال شهر فبراير/شباط، مازال إنتاج نيجيريا دون مستوى حصتها في أوبك، بحسب أحدث تقارير المنظمة النفطية.

وتتكبد نيجيريا خسائر فادحة جراء عمليات السرقة وتخريب خطوط أنابيب النفط، لكن شركة شل العالمية أعلنت تطورًا إيجابيًا في هذا الشأن.

إذ سجلت نيجيريا تراجعًا حادًا في عدد بقع النفط المتسربة نتيجة أعمال التخريب في دلتا نهر النيجر الغنية بالنفط مقارنة بعام 2022 المنصرم، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت شركة شل العالمية، إن كميات النفط الخام المتسرب نتيجة لأعمال التخريب بمنطقة الدلتا تراجعت إلى 600 طن، مقارنةً بـ 3300 طن في العام الماضي 2022، كما تراجع عدد البقع النفطية من 106 بقع إلى 75 فقط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق