نفطأخبار النفطرئيسية

إنتاج النفط في نيجيريا مهدد بخسارة 4 ملايين برميل

بسبب التفجيرات الأخيرة

رجب عز الدين

يتجه إنتاج النفط في نيجيريا إلى الانخفاض بصورة ضخمة خلال شهر مارس/آذار 2023، وما بعده، بسبب التفجيرات الأخيرة لأحد الخطوط الرئيسة في إقليم دلتا النيجر.

وانفجر خط أنابيب تصدير رئيس في إقليم دلتا النيجر الغني بالنفط، مساء الخميس 2 مارس/آذار 2023، ما أسفر عن وفاة 12 شخصًا وإصابة آخرين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُجري السلطات النيجيرية تحقيقًا في الحادث بالتعاون مع شركة "شل بتروليوم ديفيلوبمنت" المشغّلة لخطّ الأنابيب، لكن النتائج النهائية للتحقيق لم تُعلن بعد.

180 ألف برميل يوميًا

يتوقع مراقبون تعرُّض إنتاج النفط في نيجيريا لخسارة كبيرة قد تصل إلى 180 ألف برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار 2023، حال عدم إصلاح الخط المتفجر بسرعة، وفقًا لموقع بانش المحلي المتخصص (punchng).

وتعني هذه التقديرات احتمال فقدان صادرات النفط النيجيرية أكثر من 4 ملايين برميل خلال الشهر الجاري، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وبلغ متوسط خسائر إنتاج النفط في نيجيريا قرابة 500 ألف برميل يوميًا خلال عام 2022، بسبب ظاهرة السرقة المنظمة المستفحلة في البلاد منذ سنوات.

وانتعش إنتاج النفط في نيجيريا منذ سبتمبر/أيلول 2022، بعد أن نجحت البلاد بتحجيم ظاهرة السرقة في إقليم دلتا النيجر بصورة جزئية.

انتعاش منذ سبتمبر

عامل داخل منشأة لإنتاج النفط في نيجيريا
عامل داخل منشأة لإنتاج النفط في نيجيريا – الصورة من بلومبرغ

استعانت الحكومة بأحد الزعماء المتشددين في الإقليم، وكلّفته بحماية خطوط الأنابيب من العصابات الإجرامية منذ منتصف يونيو/حزيران 2022، ما أدى إلى انخفاض معدلات السرقة.

واستبشرت البلاد بضخّ 31.1 مليون برميل في غضون الـ4 أشهر الأخيرة، بعد هدوء الاضطرابات في إقليم دلتا النيجر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأظهرت بيانات حديثة انتعاش إنتاج البلاد إلى 1.3 مليون برميل يوميًا خلال شهر فبراير/شباط 2023، وفقًا لمسح دوري يصدر عن وكالة رويترز.

كما ارتفع بيع خام بوني الخفيف إلى 84 دولارًا للبرميل خلال شهر فبراير/شباط 2023، ما أسهم في تحقيق إيرادات كبيرة تجاوزت 1.4 تريليون نايرا نيجيرية.

( الدولار = 460.4 نايرا نيجيرية)

وصرّح مسؤولون أنه بإمكان البلاد الوصول إلى حصة أوبك البالغة 1.8 مليون برميل خلال شهر مارس/آذار 2023 وما بعده، لكن حادثة التفجيرات الأخيرة قضت على آمال المتفائلين بعودة نيجيريا إلى مقعد الصدارة الأفريقية مجددًا.

أنغولا بدلًا من نيجيريا

تحتلّ أنغولا المركز الأول في إنتاج النفط الأفريقي منذ العام الماضي (2022) لأسباب ليست عائدة إلى زيادة إنتاجها بقدر ما تعود إلى اضطراب الإنتاج في نيجيريا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشير النتائج الأولية لتحقيقات حادث خط أنابيب إقليم دلتا النيجر في 2 مارس/آذار 2023، إلى وقوع الانفجار في حافلة محمّلة بالنفط المسروق، ما أدى إلى تفجير الخط في موقع الحادث.

وأدى الحادث إلى احتراق 12 شخصًا من بينهم نساء، إذ كان بعضهم مسؤولًا عن تفريغ النفط من الخط، وآخرون كانوا في انتظار التحميل عند الحافلة، وما تزال هوياتهم الشخصية مجهولة بسبب تشوههم بالكامل.

كما احترقت 5 مركبات و4 دراجات ثلاثية الدفع ودراجة نارية واحدة، وتحولت جميعها إلى حطام من شدة انصهارها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة من التحقيقات الأولية.

900 ألف برميل يوميًا

أسهمت هذه الحادثة بزيادة مخاوف الفاعلين الحكوميين والمستقلين في قطاع النفط النيجيري على أعمالهم ومصالحهم النفطية في البلاد.

وحذّر الرئيس التنفيذي لمؤسسة النفط الوطنية النيجيرية المملوكة للحكومة ميلي كياري من ارتفاع خسائر البلاد من هذه الأعمال إلى 900 برميل يوميًا.

كما حذّر من صعوبة وصول نيجيريا إلى حصة الإنتاج المقدّرة من منظمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك"، خلال عام 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الانتخابات النيجيرية

إنتاج النفط في نيجيريا
المرشح الفائز في الانتخابات النيجيرية بولا أحمد تينوبو، الصورة من guardian.ng

يأتي حادث تفجير خط أنابيب إقليم دلتا النيجر بعد يومين فقط من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية النيجيرية (مطلع مارس/آذار 2023)، والتي فاز فيها مرشح الحزب الحاكم بولا أحمد تينوبو.

ووعد تينوبو في برنامجه الانتخابي بتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية وشركات النفط لمكافحة ظاهرة سرقة النفط المستفحلة في البلاد منذ العام الماضي.

ورغم حصول تينوبو على الأغلبية المريحة على مستوى البلاد، فإنه سيواجه تحديات كبيرة في ضبط الأمن بإقليم دلتا النيجر الغني بالنفط، بسبب إخفاقه في كسب ثقة أغلب الناخبين بالإقليم.

وتختلف وضعية إقليم دلتا النيجر عن غيره من الأقاليم النيجيرية لأسباب كثيرة، أبرزها وجود حركة مسلحة تدّعي القتال من أجل تحرير الإقليم في جمهورية منفصلة منذ عام 2006.

وصوّت أغلب سكان الإقليم لمرشح حزب العمال المنافس، ما يرجّح صعوبة سيطرة مرشح الحزب الحاكم على ظاهرة السرقة من ناحية وعلى وحدة الإقليم من ناحية أخرى، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتركز أغلب عمليات سرقة النفط المحلية في إقليم دلتا النيجر، ما أدى إلى انخفاض إنتاج البلاد خلال العام الماضي لأدنى مستوياته في 32 عامًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق