التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسيةقمة المناخ كوب 27

خبير يحذر: تغير المناخ سيشهد سيناريو قاتمًا بسبب "استهتار" الدول الصناعية

داليا الهمشري

حذّر استشاري التغيرات المناخية عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، الدكتور سمير طنطاوي، من سيناريو قاتم متوقع حال استمرت الدول الصناعية في استهتارها بقضية التغيرات المناخية.

وقال طنطاوي، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، إن تركيزات غازات الاحتباس الحراري المسؤولة عن التغيرات المناخية في الغلاف الجوي تبلغ -حاليًا- 420 جزءًا في المليون.

وأوضح أنه إذا وصلت هذه التركيزات إلى 450 جزءًا في المليون؛ فهذا يعني ارتفاع متوسط درجات حرارة الغلاف الجوي درجتين مئويتين؛ ما تترتب عنه آثار سلبية كثيرة في كل النظم الحية، من نبات وحيوان وإنسان.

طموح تنموي

طالب عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، جميل طنطاوي، الدول المُصدرة للانبعاثات بإيجاد حل للمشكلة، سواء كانت من الدول الصناعية المسؤولة تاريخيًا عن الأزمة، أو من الدول النامية بادئة النمو مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا والمكسيك وسنغافورة وماليزيا وإندونيسيا ومصر والمغرب وغيرها.

وأضاف أن الدول النامية بادئة النمو لا يزال لديها طموح تنموي يستلزم استهلاك مزيد من الطاقة بحرق كثير من الوقود الأحفوري من غاز وفحم ونفط؛ ما يترتب عليه خروج انبعاثات غازات احتباس حراري بكميات كبيرة.

وحذّر من التعرض لكارثة كبيرة ستتسبب في معاناة الأجيال الحالية والقادمة إذا لم تتحد الدول سواء النامية أو المتقدمة للعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير خلال مدة لا تقل عن 8 أعوام من الآن.

ولفت إلى أن السيناريوهات كافةً تدور حول خطورة الموقف في عام 2030، موضحًا أن هذه مدة ليست بعيدة، ولا سيما أن الآثار السلبية لتغير المناخ قد بدأت في الظهور على الأرض.

تغير المناخ
مشروعات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح

التوسع في الطاقة المتجددة

دعا استشاري تغير المناخ، الدكتور سمير طنطاوي، دول العالم كافةً إلى الاتحاد مع بعضها بعضًا لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة المُلوثة.

كما دعاها إلى التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة المتمثلة في مصادر الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الأمواج وطاقة باطن الأرض والطاقة الحيوية، ووسائل النقل النظيف والهيدروجين.

يأتي ذلك بالإضافة إلى إعادة تدوير المخلفات، واستخدامها للحد من انبعاثات غاز الميثان المتولد من مكبات القمامة؛ إذ تبلغ قدرة غاز الميثان على الاحترار 21 ضعفًا لقدرة غاز ثاني أكسيد الكربون.

وطالب طنطاوي المجتمع الدولي ببذل جهود حثيثة وفعالة، وعدم التوقف عند حد المفاوضات والمؤتمرات التي لا طائل منها.

مؤتمر المناخ

أبدى الدكتور سمير طنطاوي، إحباطه من نتائج مؤتمر المناخ السابق كوب 26 في غلاسكو، مشيرًا إلى أنه كان مخيبًا للآمال، رغم أنه كان يُجهَّز له قبلها بمدة طويلة.

وقال إنه كان من المقرر انعقاد مؤتمر كوب 26 في عام 2020، إلا أنه تأجل بسبب انتشار فيروس كورونا، ومن ثَم استغرق التحضير له عامين كاملين.

كما شهد أسبوعا المؤتمر العديد من الجولات التفاوضية والمناقشات الثنائية والجماعية، وفي النهاية عندما عُرضت وثيقة المشروع في الجلسة الختامية اعترضت الهند على التوقف النهائي عن استخدام الفحم، وطالبت بتوقف تدريجي.

وأضاف أن الموقف الهندي يعكس عدم اهتمام الدول -خاصة التي لديها طموح تنموي- بقضية تغير المناخ، وضربها بمصالح الدول الفقيرة والمهددة عرض الحائط.

عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ ومدير مشروع البلاغ الوطني الرابع بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي
عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ ومدير مشروع البلاغ الوطني الرابع بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي

موجات جفاف

سلّط الدكتور سمير طنطاوي الضوءَ على الآثار السلبية لتغير المناخ التي ستطول الجميع، وليست الدول الفقيرة فقط؛ فالولايات المتحدة الأميركية -على سبيل المثال- تشهد موجات جفاف لم تشهدها منذ ألف عام، ولا سيما في ولاية كاليفورنيا.

وتابع الخبير في شؤون تغير المناخ: "أوروبا -كذلك- تشهد موجات جفاف لم تشهدها منذ 500 عام، كما انخفضت مناسيب الأنهار حتى 30 سنتيمترًا"، بجانب حرائق الغابات في أستراليا، والفيضانات والجفاف في الصين، وموجة الفيضانات العنيفة والمدمرة في باكستان، موضحًا أن هذا الوضع يفرض على الدول التعاون لحل أزمة التغيرات المناخية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق