التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أكبر 5 صفقات نفط عربية في يونيو 2023.. مشروع ضخم للجزائر

أحمد بدر

تُرسِّخ أكبر 5 صفقات نفط عربية، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي (2023)، مكانة الدول العربية بصفتها من أهم مصادر الوقود الأحفوري، الذي يحظى بمكانة عالمية مهمة، على الرغم من الحروب الشرسة التي تشنّها بعض الدول والمؤسسات ضده.

كما تُرسِّخ هذه الصفقات الدور المهم الذي يؤديه النفط ومشتقاته بمستقبل العالم، في ظل أزمة الطاقة التي ضربت أركان الكرة الأرضية خلال العام الماضي، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت شرارتها في 24 فبراير/شباط (2022)، وخلقت فجوة كبيرة بين العرض والطلب، دفعت بأسعار النفط إلى أعلى.

وكانت أسعار النفط قد لامست، في أواخر شهر مارس/آذار من العام الماضي (2022)، حدود الـ140 دولارًا للبرميل، قبل أن تبدأ رحلة التراجع، وتصل إلى حدود الـ75 دولارًا للبرميل، وهو المستوى الذي تحافظ عليه منذ عدّة أسابيع، كما ارتفعت أسعار المشتقات النفطية والبتروكيماويات إلى أرقام فلكية.

وفي هذا الإطار، ترصد منصة الطاقة المتخصصة، في هذا التقرير، أكبر 5 صفقات نفط عربية خلال شهر يونيو/حزيران المنقضي، والتي أدت فيها المملكة العربية السعودية دورًا مهمًا، من خلال ذراعها النفطية أرامكو، وحظيت الجزائر بدور لافت فيها.

أرامكو وتوتال إنرجي الفرنسية

في 24 يونيو/حزيران 2023، وقّعت شركة أرامكو السعودية عقدًا مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، بقيمة 11 مليار دولار، لبدء بناء مجمع بتروكيماويات عملاق في المملكة، في واحدة من أكبر 5 صفقات نفط عربية خلال الشهر المنقضي.

وأعلنت الشركتان منح عقود الهندسة والمشتريات والبناء لمجمع "أميرال"، إذ تمثّل هذه الخطوة بداية أعمال البناء في المشروع المشترك، بعد قرار الاستثمار النهائي في ديسمبر/كانون الأول 2022، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أرامكو السعودية

ومن المنتظر أن يضم مجمع البتروكيماويات العملاق في المملكة العربية السعودية، بجانب مصفاة ساتورب الحالية في الجبيل، أكبر مكسر بخاري مختلط الأحمال بالخليج، مع إمكان إنتاج 1.65 مليون طن من الإيثيلين والغازات الصناعية الأخرى سنويًا.

والمتوقع أن يجذب هذا التوسع ما يزيد عن 4 مليارات دولار استثمارات إضافية في مجموعة قطاعات صناعية، مثل ألياف الكربون، والزيوت، وسوائل الحفر، والمنظفات، والمحسنات الغذائية، وقطع غيار السيارات والإطارات، بالإضافة إلى توفير نحو 7 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في المملكة.

صفقة النفط الجزائري مع إندونيسيا

من بين أكبر 5 صفقات نفط عربية في يونيو/حزيران 2023، تأتي صفقة النفط الجزائري مع كل من شركة بيرتامينا الإندونيسية، وشركة ريبسول الإسبانية، التي وقّعها عن الجانب الجزائري شركة "سوناطراك" الحكومية.

وتبلغ قيمة الصفقة الجديدة نحو 800 مليون دولار أميركي، وتستهدف تعزيز إنتاج النفط في الجزائر خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ وقّعت شركة سوناطراك مع الشركتين الإندونيسية والإسبانية عقدًا لاستغلال رقعة التعاقد بحقول منزل لجمات (مربع 405 أ)، بموجب قانون تنظيم أنشطة المحروقات.

جانب من توقيع صفقة النفط الجزائري بين سوناطراك وبيرتامينا الإندونيسية
جانب من توقيع صفقة النفط الجزائري بين سوناطراك وبيرتامينا الإندونيسية - الصورة من وزارة الطاقة الجزائرية

وجاءت الصفقة وفق مبدأ تقاسم الإنتاج، إذ من المقرر أن تستغل الشراكة حقول منزل لجمات والحقول التابعة (9 حقول) وحقل أورهود الموحد وحقل المرق الموحد، كما يتضمن برنامج العقد إنجاز وحدة استخراج غاز النفط المسال وحفر 12 بئرًا نفطية وبئر لحقن المياه.

وبإمكان الصفقة أن تؤمّن احتياجات إندونيسيا من النفط الخام، إذ إن مبدأ تشارك الإنتاج يؤسس لإمكان نقل جزء من إنتاج النفط الجزائري إلى إندونيسيا للاستفادة منه، وفق العقد الموقّع من جانب بيرتامينا، مع سوناطراك وريبسول.

كما يأتي العقد ضمن إطار خطط الجزائر لضخّ نحو 40 مليار دولار في قطاع النفط والغاز خلال السنوات الـ5 القادمة، وذلك في إطار خطة إستراتيجية تستهدف زيادة الإنتاج لتأمين الطلب المحلي المتنامي وزيادة الصادرات النفطية إلى خارج البلاد.

مشروع بتروكيماويات في الجزائر

في 11 يونيو/حزيران الجاري، وقّعت الجزائر واحدة من أكبر 5 صفقات نفط عربية خلال الشهر المنقضي، لبدء تنفيذ مشروع أرزيو للبتروكيماويات العملاق، وذلك بعد توقيع عقد إنجاز المشروع، واتفاقية تمويله بين شركة "ستيت بوليمرز سبا" التابعة لشركة سوناطراك الحكومية، وشركة بتروفاك البريطانية.

ومن المقرر أن يقام المشروع الجديد على مساحة 88 هكتارًا؛ إذ سيكون مخصصًا لإنتاج 550 ألف طن سنويًا من البولي بروبلين، بينما سيُنْجَز خلال 42 شهرًا، بمشاركة شركة بتروفاك البريطانية، وشركة تشاينا يونيفرسال إنجنيرنغ الصينية.

مراسم توقيع مشروع بتروكيماويات ضخم في الجزائر بحضور وزير الطاقة محمد عرقاب
مراسم توقيع مشروع بتروكيماويات ضخم في الجزائر بحضور وزير الطاقة محمد عرقاب - الصورة من "سوناطراك"

وتعمل الجزائر على تخصيص إنتاج البولي بروبلين من مشروع أرزيو للبتروكيماويات؛ لتلبية احتياجات السوق المحلية، بينما سيوجّه فائض الإنتاج للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية والأفريقية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويوفر المشروع 6 آلاف فرصة عمل مباشرة خلال مرحلة التنفيذ والإنجاز، بجانب توفير 450 وظيفة خلال مرحلة الاستغلال، ونحو 2000 وظيفة غير مباشرة، كما سيعتمد القواعد والمعايير المحلية والعالمية بمجال حماية البيئة الخاصة لمشروعات البتروكيماويات، مع برنامج لزراعة الأشجار والغطاء النباتي في ولاية وهران.

دعوة الشركات العالمية في العراق

من بين أكبر 5 صفقات نفط عربية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، تأتي خطوة العراق بطرح جولة تراخيص جديدة، دعا خلالها كبريات الشركات العالمية بالتقدم للمشاركة في التنقيب عن النفط والغاز في البلاد، من خلال عروض رسمية.

وزير النفط العراقي حيان عبدالغني
وزير النفط العراقي حيان عبدالغني

وأطلقت وزارة النفط العراقية الجولة السادسة للتراخيص الخاصة بالتنقيب عن النفط والغاز، في عدد من الرقع الاستكشافية بالمحافظات، إذ أعلن الوزير حيان عبدالغني، في 18 يونيو/حزيران (2023)، إطلاق الجولة في 11 رقعة استكشافية.

وتستعد بغداد لزيادة إنتاجها من الهيدروكربونات، من خلال طرح جولة التراخيص السادسة للتنقيب عن النفط والغاز، إذ تستهدف تصدير الإنتاج للأسواق العالمية، بهدف تنمية ودعم الاقتصاد العراقي، وكذلك الوصول إلى هدف 8 ملايين برميل يوميًا بحلول 2027، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتتقدم الشركات العالمية في الوقت الحالي للحصول على حقوق التنقيب عن النفط والغاز في مناطق رقعة تل الحجر بمحافظة نينوى، ورقعة الخليصية في محافظة نينوى والأنبار، ورقعات الأنبار وعانة والعنز وعكاشات وشمال الرطبة وجنوب الرطبة وطوبال والوليد في محافظة الأنبار، بجانب رقعة القرينان في محافظتي الأنبار والنجف.

أدنوك تستحوذ على حفارات عملاقة

من بين أكبر 5 صفقات نفط عربية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، جاءت صفقة استحواذ شركة "أدنوك للحفر" الإماراتية على 5 عقود جديدة ضمن خططها لرفع إنتاج البلاد إلى 5 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2027.

وأعلنت الشركة، في 23 يونيو/حزيران (2023)، حصولَها على 5 عقود مدّتها 10 سنوات، بقيمة تبلغ 7 مليارات درهم إماراتي (مليار دولار)، لدعم عمليات الحفر البحرية المتنامية، إذ وُقِّعَت العقود مع شركة "أدنوك البحرية".

منصة حفر بحرية تابعة لشركة أدنوك الإماراتية
منصة حفر بحرية تابعة لشركة أدنوك الإماراتية - الصورة من موقع "أدنوك للحفر"

وتدعم العقود الجديدة عمليات الحفر في 5 حقول، داخل محفظة الأعمال البحرية لشركة أدنوك، إذ تقضي بتأجير 5 حفارات بحرية ذاتية الرفع، من نماذج متطورة وبمواصفات عالية مع الأطقم العاملة عليها ومعدّات تشغيلها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المنتظر أن يبدأ التشغيل التدريجي للحفارات قبل نهاية العام الجاري، ومن المتوقع ظهور أثرها المالي خلال العام المقبل 2024، إذ تعوّل عليها الشركة الإماراتية في دعم حركة نمو الإيرادات، وهو الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على إيرادات العام التالي له 2025.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحمد لله 8450وظيفة في السونطراك براتب يفوق 1000دولار ومداخيل اخرى من العملة الصعبة لانشاء مشاريع اخرى وطبعا وظا ئف اخى اللهم زد وبارك وعين الحسو دفيها عود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق