تقارير الغازالتقاريرالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةغاز

الغاز المسال القطري والأميركي يواجه "حربًا مُبكرة".. ما علاقة كوب 28؟

خبير لـ"الطاقة": الغاز المسال من الدولتين ضروري لأسواق الطاقة العالمية

هبة مصطفى

يبدو أن الحرب الشرسة ضد الوقود الانتقالي -وفي القلب منه الغاز المسال القطري والأميركي- بدأت قبل الأوان، إذ ما زالت هناك 5 أشهر تفصلنا عن انعقاد قمة المناخ كوب 28 في الإمارات نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي يُجدّد خلالها المهتمون بالشأن المناخي انحيازهم للمسارات المُخفضّة للانبعاثات.

وفي خطوة استباقية، شنَّ كاتب مختص بشؤون الطاقة المستدامة "تيم دايس" هجومًا على تطور مشروعات الغاز وحجم صادرات الغاز المسال لدى البلدين، مستندًا إلى مخاوف تزايد الانبعاثات وعدم ملاءمة المساهمات المحددة وطنيًا للطموحات المناخية، وفق مقال نشره موقع إنرجي تراكر آسيا المتخصص (Energy Tracker Asia).

وامتدت انتقادات "دايس" إلى التوسعات التي تجري لتطوير الغاز المسال القطري والأميركي في كل من الدوحة وواشنطن بمرافق ومشروعات الغاز، من بينها مشروع حقل الشمال القطري والتخطيط لبناء وتوسعة عدد كبير من محطات الغاز المسال الأميركية، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

حرب الغاز

تعثّرت الاستعدادات لعقد قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي (فيما يُعرف بمؤتمر الأطراف كوب 28) بالجهود المتسارعة لاثنين من أكبر مُنتجي الغاز المسال ومُصدّريه عالميًا، إذ اتّسعت مساحة الغاز المسال القطري والأميركي بأسواق الطاقة مؤخرًا، خاصة في أعقاب التداعيات التي خلّفتها الحرب الأوكرانية.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط العام الماضي 2022، أصيبت أسواق الطاقة بهزة قوية تفاقمت إلى حدّ "الأزمة"، بعدما اشتعلت مستويات الأسعار، وزاد الطلب على الإمدادات، مع انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا.

ميناء لتصدير الغاز المسال القطري
ميناء لتصدير الغاز المسال القطري - الصورة من World Oil

وفي جانب هادئ بعيدًا عن صخب أزمة الطاقة والطلب المرتفع على الغاز ولهيب أسعار السوق الفورية، اجتمع قادة العالم في مصر خلال انعقاد قمة المناخ كوب 27 العام الماضي، لتأكيد ضرورة خفض الانبعاثات، ويستعدون للانعقاد المقبل في الإمارات (كوب 28) بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويبدو أن التركيز على كل ما يحيط بملف الغاز المسال القطري والأميركي سيتضاعف في المدة المقبلة؛ بالنظر إلى الدور المهم لكل منهما في تلبية الطلب -خاصة الأوروبي والآسيوي- بعدما تفاقمت تداعيات العقوبات على روسيا، إلى أن طالت تدفقات الغاز.

وتضمّن هجوم مقال تيم دايس على الغاز المسال القطري والأميركي تشجيعًا للمشاركين في قمة كوب 28 على وضع حدّ لتطوّر طموحات الغاز لدى البلدين، معللًا ذلك بتعارض توسعات الغاز المسال مع الاتجاه العالمي للتخفيف من حدّة تغير المناخ.

الغاز وكوب 28

يسعى قادة كوب 28 إلى إحداث فارق خلال الانعقاد المقبل في صورة إجراء عملي لا يكتفي بالاتفاق حول توصيات ختامية، لكن ينظر إلى انتشار شحنات الغاز المسال القطري والأميركي بصفتها مهددًا لطموحات المؤتمر المناخي.

وسبق أن صرّح رئيس القمة سلطان الجابر -في شهر مايو/أيار الماضي- بأنه سيضغط باتجاه إجراء فحص وتدقيق عالمي ليكون بمثابة أول إجراء تقييمي من نوعه لكشف مدى التزام الحكومات بأهداف اتفاقية باريس للمناخ.

ويهدف الجابر من مقترحه إلى تسريع وتيرة الالتزام بالأهداف المناخية، وتسليط الضوء على المعوقات والتحديات التي تعطّل التزام الحكومات والهيئات المعنية بما سبق أن خلصت إليه النسخ السابقة للمؤتمر.

وتصطدم خطط تطوير الغاز المسال القطري والأميركي وتوسعاتهما بتوصيات وكالة الطاقة الدولية حول ضرورة التوقف عن إنشاء أيّ بنية تحتية جديدة في قطاعات الوقود الأحفوري، حتى تتمكن البلدان من خفض مستويات الاحترار العالمي والسيطرة على تداعيات تغير المناخ، طبقًا لمقال دايس.

وبطرح التساؤل حول مستقبل قطاع الغاز المسال، دعا كاتب المقال القائمين على الصناعة إلى النظر لحجم تطور الطاقة المتجددة وسرعة انتشارها، متوقعًا تفوق إسهام مصادر الطاقة النظيفة على الفحم بحلول 2025.

الغاز المسال القطري والأميركي

رغم أن الغاز الطبيعي يشكّل وقودًا انتقاليًا يلائم مرحلة تحول الطاقة حسب بعضهم، فإن دايس طالبَ في مقاله بالتخلص التدريجي من الاعتماد على الغاز المسال تمهيدًا لوقف استثماراته وإعادة توجيهها للطاقة المتجددة.

وفيما يلي ترصد منصة الطاقة المتخصصة أبرز عناصر الهجوم على طموح إنتاج وتصدير الغاز المسال القطري والأميركي، استنادًا لما فصّله تيم دايس في مقاله.

1) الغاز المسال القطري

  • مشروع توسعة حقل الشمال:

ركّزت انتقادات دايس على توسعات الغاز المسال القطري، خاصة مشروع حقل الشمال الذي يشارك فيه عدد من كبريات شركات النفط والغاز بجانب قطر للطاقة (إكسون موبيل، وكونوكو فيليبس الأميركيتين، وتوتال إنرجي الفرنسية، وإيني الإيطالية) باستثمارات تصل إلى 30 مليار دولار.

وامتدّت المشاركات إلى أكبر الاقتصادات الآسيوية، إذ حصلت شركة "سينوبك" الصينية على أسهم بالمشروع في أبريل/نيسان 2023، عقب أشهر قليلة من توقيعها اتفاق توريد هو الأطول في تاريخ الصناعة (27 عامًا) مع شركة قطر للطاقة.

ويُنظر للمشروع بصفته أكبر مشروعات صناعة الغاز المسال، إذ يُخطط لتشغيله في غضون 4 أعوام (بحلول 2027)، ليرفع قدرة قطر على إنتاج الغاز المسال من 77 مليون طن سنويًا إلى 110 ملايين طن.

  • انبعاثات الغاز:

بصورة رئيسة، حدّد دايس مخاوفه في حجم الانبعاثات المصاحب لهذه التوسعات وعمليات حرق الغاز، محملًا مشروع توسعة حقل الشمال وحده مسؤولية 70% من حجم انبعاثات قطر، بجانب وقوف المشروع وراء أضرار مالية تُقدَّر بنحو 20 تريليون دولار، وبشريّة تتعلق بنحو 11 مليون حالة وفاة مبكرة عالميًا، تبعًا لبيانات مؤسسة "بانك تراك".

مرافق ضمن مشروع حقل الشمال لزيادة الغاز المسال القطري
مرافق ضمن مشروع حقل الشمال لزيادة الغاز المسال القطري - الصورة من موقع شركة توتال إنرجي

وقال دايس في هجومه على مشروع الغاز المسال لدى الدوحة، إن التوسعة المرتقبة من شأنها زيادة الانبعاثات الكربونية في البلاد بصورة كبيرة، لا سيما أن قطر تحوز أعلى نصيب للفرد من الانبعاثات الكربونية العالمية المقدَّرة بنحو 35.6 طن متر، وفق قوله.

  • تقنيات غير كافية:

قلّل الكاتب -الذي تخصَّص منذ 10 سنوات في تحليل أسواق النفط والغاز، قبل أن يتحول للكتابة عن مجالات الطاقة المستدامة- من جدوى خطوات قطر حيال السيطرة على انبعاثات قطاع الطاقة.

وقال، إن شركة قطر للطاقة التابعة للدولة -أطلق عليها في مقاله قطر للبترول رغم توقُّف الشركة عن استعمال هذا الاسم- التزمت بتوقيع أول مساهمة وطنية متعهدة بالتوقف عن حرق الغاز بحلول نهاية العقد في 2030، بجانب إجراءات تتعلق بخفض انبعاثات غاز الميثان خلال عمليات استخراج الغاز الطبيعي.

وأوضح أن خطط حكومة قطر لم تنجح في معالجة حجم الانبعاثات الهائل، رغم تعهّد شركة قطر للطاقة -أيضًا- بتعزيز مرافق قطاع النفط والغاز التابعة لها في برامج للكشف عن مستويات غاز الميثان.

2) الغاز المسال الأميركي

  • استثمارات وصادرات:

امتدّ هجوم تيم دايس في مقاله إلى قطاع الغاز الأميركي -أيضًا-، منتقدًا وتيرة تطور القطاع المتسارعة، خاصة قدرات الإسالة، إلى أن احتلّت موقعًا عالميًا، رغم أن عمر عمليات التصدير لم يتجاوز 7 سنوات.

ولفت إلى ارتفاع حجم صادرات الغاز الأميركية بنسبة 8%، مسجلة 10.6 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال العام الماضي؛ ما دفعها لإعلان تخصيص ما يقارب 100 مليار دولار للاستثمار في القطاع خلال الأعوام الـ5 المقبلة.

وهاجم تناقض هذه الخطوة مع الأهداف الطموحة التي أعلنتها إدارة الرئيس جو بايدن لمكافحة تغير المناخ، محذرًا من تسبُّب هذه السياسات في تقييد مسار مكافحة الانبعاثات حتى عام 2030، بل قد تزيد المشروعات المخطط لها من حجم الانبعاثات.

محطة لتصدير الغاز المسال الأميركي تابعة لشركة شينير إنرجي في لويزيانا
محطة لتصدير الغاز المسال الأميركي تابعة لشركة شينير إنرجي في لويزيانا - الصورة من WSJ
  • مرافق وانبعاثات:

كشف دايس أن الولايات المتحدة بصدد بناء وتوسعة ما يقرب من 25 محطة للغاز المسال، بما يضيف لمستويات الانبعاثات الأميركية ما يزيد عن 90 مليون طن متري سنويًا.

وأضاف أن مرافق تصدير الغاز المسال الأميركية أطلقت انبعاثات بما يقدَّر بنحو 18 مليون طن متري عام 2021، دون احتساب حجم انبعاثات قطاعي الإنتاج والتكرير.

ضرورة للأسواق العالمية

في مقابل ما سطّره الكاتب والمحلل تيم دايس في مقاله من انتقادات لتطورات الغاز المسال القطري والأميركي، شدّد كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة الدكتور أومود شوكري على الدور الحيوي الذي أدّته هذه الصادرات خلال أزمة الطاقة العالمية.

وقال -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن إمدادات قطر وأميركا في سوق الغاز المسال العالمية قد تسهم في تقليص مستويات نقص الطاقة، إذا ما واجه العالم أزمة طاقة مستقبلية.

الغاز المسال القطري
كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري

وتابع أن الغاز المسال يشكّل ضرورة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، ومن دونه قد تواجه أسواق الطاقة تحديات أوسع نطاقًا، من بينها نقص الإمدادات وتقلّب مستويات الأسعار.

من جانب آخر، نبّه شوكري إلى أن الغاز المسال يعدّ بديلًا وخيار طاقة أكثر نظافة من مصادر الوقود الأحفوري التقليدي.

وأشار إلى أن الدوحة وواشنطن يقع عليهما عبء كبير لضمان ملاءمة صفقاتهما لأهداف خفض الانبعاثات، والوفاء باتفاقيات التصدير، إلى جانب الحفاظ على مسار الانتقال نحو مصادر طاقة أكثر نظافة.

السيطرة على الانبعاثات

دعا الدكتور أومود شوكري لضرورة اعتماد قطر وأميركا تقنيات حديثة، من شأنها خفض انبعاثات صناعة الغاز المسال والعمليات المتعلقة بها، عبر استعمال مصادر طاقة أكثر نظافة خلال عمليات الإسالة، وتطبيق تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.

ورأى أن الممارسات المستدامة، وتقنيات خفض الكربون، هما السبيل لإحداث توازن بين مواصلة الغاز المسال القطري والأميركي تزويد الأسواق العالمية بإمدادات الغاز المسال، وبين خفض الانبعاثات.

وأوضح أن مؤتمر الأطراف كوب 28 من الضروري أن يتطرّق إلى خيارات الطاقة المتاحة، سواءً مصادر الوقود الأحفوري أو الطاقة المتجددة، بجانب مناقشة تقنيات خفض الانبعاثات.

وتطرّق إلى أن التوافق بين صفقات الغاز المسال طويلة الأجل -الموقّعة من قبل بعض الدول في أعقاب أزمة الطاقة العام الماضي 2022- وبين الأهداف المناخية الأوسع نطاقًا، معيار مهم للنظر إلى ما ستخلص إليه قمة المناخ.

التطوير يمضي قدمًا

تخطو توسعات الغاز المسال القطري والأميركي بخطى ثابتة رغم الانتقادات والهجوم المبكر قبيل انعقاد كوب 28 في الإمارات خلال الربع الأخير من العام الجاري 2023، وشرعت الدولتان في عقد صفقات طويلة الأجل تغذّي بها الأسواق العالمية المتعطشة.

وانعكس ذلك على حجم صادرات الغاز المسال القطري والأميركي خلال العام الماضي 2022، والربع الأول من العام الجاري 2023، إذ انطلقت شحنات الغاز المسال إلى أوروبا وآسيا وغيرها من الأسواق.

قطر

فجّر وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي مفاجأة بإعلانه -خلال مشاركته في حدث دولي في كندا قبل أيام- أن قطر للطاقة تستهدف تزويد الأسواق بما يصل إلى 40% من إجمالي كميات الغاز المسال الجديدة بحلول 2029.

وتعكف قطر على مواصلة تطوير مشروع توسعة حقل الشمال، بالتعاون مع كبريات شركات الطاقة العالمية، بجانب طرحها عددًا من أسهم المشروع للمشاركة.

وتطمح الدوحة في مساعدة الإنتاج الغزير لمشروع توسعة حقل الشمال للوفاء بالالتزامات الموقّعة مع عدد من الدول، من بينها اتفاق التوريد إلى ألمانيا لمدة 15 عامًا بدءًا من عام 2026، وفق اتفاق وُقِّعَ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي 2022.

كما وقّعت شركة قطر للطاقة اتفاقًا هو الأطول من نوعه مع الصين بتوريد الغاز المسال لمدة 27 عامًا حسب الاتفاق مع شركة سينوبك الصينية في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي 2022، ألحقته باتفاق ثانٍ مماثل في يونيو/حزيران 2023.

وشمل الاتفاق حصول الشركة الصينية على حصة ضمن مشروع توسعة حقل الشمال القطري، بما يعادل 5% من خط إنتاج تصل سعته إلى 8 ملايين طن سنويًا.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال القطري مقابل الصادرات الأميركية والأسترالية خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الماضي 2022:

صادرات قطر من الغاز المسال مقارنة باميركا وأستراليا

أميركا

سار قطاع الغاز الأميركي على منوال الغاز المسال القطري، وكان أحدث هذه الخطوات توقيع اتفاق بين شركة "دلفين ميدستريم" الأميركية وشركة "سنتريكا" البريطانية، يضمن توريد الأولى لنحو 14 شحنة غاز مسال سنويًا (ما يعادل مليون طن) لمدة 15 عامًا.

ومن شأن صفقة التوريد إلى بريطانيا -الموقّعة في يوليو/تموز الجاري بقيمة 8 مليارات دولار- أن تعوّض جزئيًا النقص الذي خلّفه انقطاع الغاز الروسي، إذ تُستعمل هذه الإمدادات في إنارة 5% من منازل المملكة المتحدة.

وفي إطار ما تقوم به صادرات الغاز النرويجية من تلبية الطلب الأوروبي جزئيًا، وقّعت شركة إكوينور -في شهر يونيو/حزيران الماضي- اتفاقية شراء مع شركة "شينير إنرجي" الأميركية تقضي بتوريد الأخيرة ما يُقدَّر بنحو 1.75 مليون طن غاز مسال سنويًا، ولمدة 15 عامًا.

وفي محاولة من السوق الأوروبية لضمان إمدادات الغاز المسال لدى الولايات المتحدة، استحوذت عملاقة الطاقة الفرنسية "توتال إنرجي" على حصة قدرها 17.5% من شركة "نيكست ديكيد" الأميركية.

وامتدت صادرات الغاز المسال الأميركية إلى القارة الآسيوية، عبر توقيع صفقة توريد إلى اليابان -نهاية أبريل/نيسان 2023- تمتد لمدة 20 عامًا.

وبالتوازي مع عقد صفقات التوريد، واصلَ قطاع الغاز المسال الأميركي عمليات الصيانة الدورية لمحطات التصدير.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق