تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

نشطاء يهاجمون خطة الإمارات وكوب 28 بشأن تحالف انبعاثات النفط والغاز

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • رئاسة كوب 28 تسعى إلى تأسيس تحالف لتقليل الانبعاثات من قطاع النفط والغاز.
  • يؤدي إنتاج الوقود الأحفوري إلى إتلاف الغلاف الجوي نتيجة لتسرب الغازات.
  • قادت الدنمارك وكوستاريكا جهودًا لحمل الحكومات على إنهاء إنتاج النفط والغاز.
  • لا تزال الخطط قيد التطوير وسط غياب جدول زمني واضح للإعلان.
  • فريق كوب 28 يعمل حاليًا على تطوير خطط لضمان اتباع نهج شامل.

بالتعاون مع مجموعة من المديرين التنفيذيين، تعمل رئاسة قمة المناخ كوب 28 في دولة الإمارات العربية المتحدة على تأسيس تحالف للحد من الانبعاثات من قطاع النفط والغاز.

ويتوقّع المراقبون أن يحدد التحالف هدفًا للوصول إلى الحياد الكربوني في استخراج النفط والغاز بحلول عام 2050، وفقًا لرسالة مسرّبة بشأن القمة إلى صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

ويرى نشطاء المناخ أن التركيز على الانبعاثات الناجمة عن إنتاج النفط والغاز فقط -دون استهلاكه- يُعَد صَرْفًا للانتباه، وأن مبادرات مماثلة لم تنجح، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأبلغ الناشط في حملة منظمة أويل تشينج إنترناشونال، رومان إيوالالن، موقع "كلايمت هوم" المتخصص في العمل المناخي، بأن المبادرة كانت مجرد "إعادة تدوير" لبرامج مماثلة يقول إنها لم تنطوِ على الكثير من الإجراءات.

تجاهل الانبعاثات

انتقد نشطاء حملة منظمة أويل تشينج إنترناشونال التركيزَ على الانبعاثات الناتجة عن إنتاج النفط والغاز فقط بدلًا من الانبعاثات الكبيرة من استعمال الوقود الأحفوري، بحسب ما نشره موقع كلايمت تشينج نيوز (climatechangenews) في 12 مايو/أيار الجاري.

حرق الغاز في محطة لاستخراج النفط
حرق الغاز في محطة لاستخراج النفط - الصورة من كلايمت تشينج نيوز

تجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 80 إلى 95% من انبعاثات قطاع النفط والغاز ناتجة عن استعمال منتجات القطاع، بينما تستهدف المبادرة -فقط- من يستخرجون الوقود الأحفوري.

في المقابل، يؤدي إنتاج الوقود الأحفوري إلى إتلاف الغلاف الجوي نتيجة لتسرب الغازات إليه أو يتسبب حرقه في تزايد الانبعاثات، التي تتفاقم بسبب تلويث أدخنة السيارات والآلات المستعملة في القطاع.

وتتشارك التحالفات القائمة المماثلة -الهادفة للحد من الانبعاثات من قطاع النفط والغاز- في الاهتمامات نفسها.

ويشمل ذلك منتدى المنتجين المحايدين كربونيًا (إن زد بي إف)، الذي تقوده الولايات المتحدة ومستوردو ومصدّرو الطاقة، بشأن الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري، ومبادرة مناخ النفط والغاز التي يديرها القطاع.

الوقود الأحفوري

قال الناشط في حملة منظمة أويل تشينج إنترناشونال، رومان إيوالالن: "إن التحالف المقترح هو مثال آخر على "خطة مجرّبة وحقيقية" لصناعة الوقود الأحفوري؛ لمواصلة العمل المعتاد.

وتابع: "إنهم يتحدثون عن جميع القضايا ما عدا الشيء الوحيد المهم في خفض الانبعاثات، وهو تقليل إنتاج النفط والغاز".

من ناحيتها، وجدت وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض بمقدار 4 أضعاف تقريبًا بين عامي 2020 و2050 إذا كان العالم سيحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى مستوى 1.5 درجة مئوية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد قادت الدنمارك وكوستاريكا جهودًا لحمل الحكومات على إنهاء إنتاج النفط والغاز، لكن عددًا قليلًا فقط من الدول المنتجة للوقود الأحفوري قد انضمت إليه.

ومن المقرر مناقشة فكرة التحالف في ورشة عمل تُعقد هذا الأسبوع في الإمارات العربية المتحدة، طبقًا لما أوردته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم انبعاثات وكثافة غاز الميثان، لعدد من الدول المنتجة للوقود الأحفوري:

انبعاثات الميثان
إجمالي انبعاثات الميثان وكثافة الميثان لمجموعة من الدول المنتجة النفط والغاز في عام 2021

غياب الإعلان عن التحالف

استضاف الرئيس المُعيَّن لقمة المناخ كوب 28 سلطان الجابر، اجتماعًا مع المديرين التنفيذيين من شركات الوقود الأحفوري والشركات المالية والتكنولوجية في الإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء 10 مايو/أيار.

ودعا رئيس كوب 28 قطاع النفط والغاز إلى العمل بشكل جماعي، للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والتخلص من انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030.

وعلى هامش ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ، ترأّس الدكتور سلطان الجابر مائدة مستديرة لإزالة الكربون، مسلطًا الضوء على أهمية التعاون في مسارات إزالة الكربون، وناقش الحلول الملموسة لتلبية الحاجة الملحة لخفض الانبعاثات.

وأشار إلى أهمية "بناء شراكة إبداعية متكاملة"، لكنه لم يتطرق إلى إطلاق تحالف رسمي، ولا تزال الخطط قيد التطوير وسط غياب جدول زمني واضح للإعلان، وفقًا لمصدر مطلع على المناقشات.

مشاركة قطاع النفط والغاز

كرر رئيس قمة المناخ كوب 28، عدة مرات، ضرورة دعوة صناعة النفط والغاز إلى طاولة المفاوضات.

وقال الجابر -الذي أعلن برنامج أعماله، الأسبوع الماضي- إنه يرى دورًا للوقود الأحفوري "في المستقبل المنظور"، داعيًا إلى التخلص التدريجي من "انبعاثات الوقود الأحفوري" بدلًا من "الوقود الأحفوري".

مرافق تطلق انبعاثات في الغلاف الجوي
مرافق تطلق انبعاثات في الغلاف الجوي - الصورة من بلومبرغ

ومن شأن ذلك فتح الباب أمام الاستعمال المستمر للوقود الأحفوري ما دام يتم التقاط انبعاثاته عن طريق تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

ويعمل فريق قمة المناخ كوب 28 على تطوير خطط لمبادرة تأسيس تحالف للحد من الانبعاثات من قطاع النفط والغاز مع مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة (دبليو بي سي إس دي)، وهي مجموعة تضم أكثر من 200 شركة بما في ذلك بعض أكبر منتجي النفط والغاز.

وذكر الرئيس التنفيذي للمجموعة بيتر باكر، الأسبوع الماضي، أن مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة "كان على اتصال وثيق مع فريق كوب 28 الإماراتي للمساعدة في تشكيل جدول الأعمال".

وأضاف أن جهود المجموعة ركّزت على "دفعة كبيرة لإجراءات إزالة الكربون في قطاعي النفط والغاز، التي يصعب تخفيفها من خلال التحالف العالمي لإزالة الكربون".

بدوره، قال مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة إن فريق كوب 28 يعمل حاليًا على تطوير خطط لضمان اتباع نهج شامل، بحسب موقع كلايمت هوم نيوز.

تحالف كوب 28 المقترح

يحمل المخطط المسرب لتحالف كوب 28 المقترح العديد من أوجه التشابه مع مبادرات الحياد الكربوني الحالية لقطاع الوقود الأحفوري، بحسب ما نشره موقع كلايمت تشينج نيوز (climatechangenews) في 12 مايو/أيار الجاري.

وفي أبريل/نيسان 2021، أطلقت الولايات المتحدة منتدى المنتجين المحايدين كربونيًا، جنبًا إلى جنب مع الدول الرئيسة المنتجة للوقود الأحفوري: كندا والنرويج والمملكة العربية السعودية وقطر.

وهدفت المبادرة إلى "تطوير إستراتيجيات عملية للوصول إلى الحياد الكربوني."

ويمكن أن يشمل ذلك وقف تسرب غاز الميثان وحرقه، ونشر تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، والتنويع من الاعتماد على عائدات الهيدروكربونات، وفقًا للبيان الأصلي.

نتائج محبطة

بعد الإعلان الأولي عن منتدى المنتجين المحايدين كربونيًا، ساد الهدوء المبادرة لمدة عام تقريبًا، وأعاد وزراء الطاقة من الدول الـ5 المشاركة إطلاق المنتدى مرة أخرى في مارس/آذار 2022، عندما عقدوا اجتماعًا افتتاحيًا في هيوستن، عاصمة النفط والغاز الأميركية.

وحضر الاجتماع مسؤولون تنفيذيون في مجال الوقود الأحفوري، من شركات شيفرون وأرامكو السعودية وإكوينور.

ويكشف الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الدعم السنوي المقدم لصناعة الوقود الأحفوري عالميًا، من عام 2012 حتى العام الماضي 2022:

دعم الوقود الأحفوري عالميًا

وتمثّلت النتيجة الرئيسة في إنشاء مجموعة عمل لإيجاد حلول للتخلص التدريجي من انبعاثات الوقود الأحفوري المستمرة، وبعد شهرين انضمّت الإمارات العربية المتحدة بصفتها عضوًا سادسًا في المبادرة، ولم يكن هناك أي ذكر علني لأنشطة المنتدى منذ ذلك الحين.

وتشكل تحالف آخر على هامش قمة المناخ كوب 27 في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

والتزمت (الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وكندا، والنرويج، وسنغافورة، والمملكة المتحدة) مجدّدًا بخفض الانبعاثات المرتبطة بإنتاج الطاقة الأحفورية، مع التركيز بشكل خاص على الميثان.

تحالف موازٍ

يعمل قطاع الوقود الأحفوري بشكل منفصل في تحالفه الخاص؛ ففي عام 2014 أنشأت 12 شركة نفط وغاز كبرى مبادرة مناخ النفط والغاز.

وشأنه شأن مبادرة قمة المناخ كوب 28، حددت الأطراف الموقّعة على هذا التحالف هدفًا يتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني في العمليات التي تخضع لسيطرتها، دون تحديد موعد مستهدف.

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية الأخيرة أن البنية التحتية للنفط والغاز في تركمانستان أطلقت غازات دفيئة أكثر من المملكة المتحدة بأكملها في عام 2022، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

وعلى الرغم من أن بعض النشطاء يرفضون ذلك باعتباره مصدر إلهاء؛ فإن آخرين -مثل مدير غاز الميثان في مجموعة كلين آير تاسك فورس، جوناثان بانكس- يدعمون العمل لتقليل الانبعاثات المباشرة للنفط والغاز.

وفي أبريل/نيسان 2023، قال جوناثان بانكس: "إن تقليل غاز الميثان من النفط والغاز هو إلى حد بعيد أبسط وأكبر شيء يمكننا القيام به في السنوات القليلة المقبلة للحد بشكل كبير من ظاهرة الاحتباس الحراري"، وفق موقع كلايمت هوم نيوز.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق