التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

الإمارات تعين سلطان الجابر رئيسًا لقمة المناخ كوب 28

عينت الإمارات اليوم الخميس مبعوثها الخاص للتغير المناخي سلطان الجابر رئيسًا لقمّة المناخ كوب 28 المقرر انعقادها في دبي خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

أصدر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان اليوم الخميس 12 يناير/كانون الثاني قرارًا بتكليف الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيسًا معينًا للدورة الـ18 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28".

كما كُلِّف كل من وزيرة دولة لشؤون الشباب شما المزروعي بصفتها "رائدة المناخ للشباب في قمة المناخ كوب 28، ورئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة رزان المبارك بصفتها رائدة المناخ في المؤتمر الذي تستضيفه الإمارات في مدينة إكسبو دبي خلال المدة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.

استعدادات الإمارات

يأتي التكليف ضمن استعدادات التحضير لقمة المناخ كوب 28 التي تقام في مرحلة بالغة الأهمية؛ نظرًا للآثار السلبية التي يعاني منها العالم بسبب تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتحديات التي تواجه ضمان أمن الطاقة والأمن الغذائي والمائي، إلى جانب ما يتطلبه هدف تفادي ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق حاجز الـ 1.5 درجة مئوية من خفضٍ كبيرٍ في مستوى الانبعاثات الكربونية، وتحقيق انتقال واقعي ومنطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وتقديم مزيدٍ من الدعم للاقتصادات الناشئة.شراكة بين أدنوك ومبادلة وطاقة في مصدر

وتكثّف الإمارات جهودها لتعزيز التعاون والعمل الشامل والتكاملي الذي يسعى إلى توحيد جهود الاقتصادات الناشئة والدول المتطورة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، إضافة إلى مستهلكي الطاقة ومنتجيها بهدف إيجاد الحلول المناسبة وتحقيق التغيير المطلوب.

وتؤدي الإمارات دورًا رائدًا في العمل المناخي بصفتها شريكاً مسؤولًا وموثوقًا للمجتمع الدولي في دعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة، إذ تحتضن 3 من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم وأقلّها في تكلفة الإنتاج.

كما استثمرت أكثر من 50 مليار دولار بمشروعات الطاقة المتجددة في 70 دولة في أنحاء العالم، وتعتزم إطلاق استثمارات إضافية بقيمة 50 مليار دولار بحلول 2030.

وكانت الإمارات أول دولة في المنطقة توقّع وتصدّق على اتفاق باريس للمناخ وتلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية، وتعلن مبادرة إستراتيجية سعيًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

قمة المناخ كوب 28

تولي الإمارات اهتمامًا كبيرًا باستضافتها قمة المناخ كوب 28، انطلاقًا من التزامها بالعمل المناخي العالمي وما تمثّله القمة من محطة مهمة فيه، خاصةً أنها ستشهد أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرَز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.

ويأتي حرص الإمارات على تكليف فريق قيادي يتمتع بالخبرة اللازمة بهدف العمل على نجاح مؤتمر المناخ المقبل في تقديم النتائج والمخرجات المنشودة بطريقة عملية تضمن مشاركة الأطراف كافة واحتواءها، وتحقيق نقلة نوعية إيجابية في العمل المناخي.

وعقب الإعلان الرسمي لاستضافة الإمارات قمة المناخ كوب 28، تشكّلت بتاريخ 23 يونيو/حزيران 2022 لجنة وطنية عليا برئاسة وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وعضوية عدد من المسؤولين في الدولة، بمن فيهم الدكتور سلطان الجابر الذي يتولى مهمة نائب رئيس اللجنة التي تختص بالإشراف على أعمال التحضير للمؤتمر من خلال منهجية شاملة ومتكاملة تتماشى مع تركيز الإمارات على التنمية المستدامة ومدّ جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي وتسهيل التوصل إلى حلول عمليّة تعود بالفوائد الاقتصادية والاجتماعية طويلة الأمد على المنطقة والعالم كله.

وتواصل وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم المهيري قيادة الجهود الوطنية في الإمارات للحدّ من تداعيات تغير المناخ والحفاظ على البيئة وإحداث نقلة نوعية في النظام الغذائي، وتنسيق العمل داخل البلاد على الوفاء بالمساهمات المحددة وطنيًا في خفض الانبعاثات بجانب الإشراف على مبادرة الإمارات الإستراتيجية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، والتي تمثّل مسارًا بالغ الأهمية للتنمية الاقتصادية المستدامة في الإمارات.

جهود سلطان الجابر في العمل المناخي

عُيِّن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة سلطان الجابر مرتين مبعوثًا خاصًا لدولة الإمارات للتغير المناخي (من 2010 إلى 2016 ومن 2020 حتى الآن)، وشارك في أكثر من 10 من مؤتمرات الأطراف السابقة للمناخ، بما في ذلك المؤتمر التاريخي كوب 21 الذي عُقد في باريس عام 2015.

ويعدّ الجابر أول رئيس تنفيذي يرأس مؤتمر الأطراف للمناخ، في حين يتيح تكليفه برئاسة قمة المناخ كوب 28 الاستفادة من خبرته الطويلة في مجال الإدارة والاقتصاد وفي قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة، إذ قام بدورٍ محوري في تنمية محفظة أصول الطاقة المتجددة لدولة الإمارات وتطويرها وتوسعتها داخليًا وخارجيًا.

وفي عام 2006، تولّى سلطان الجابر قيادة الفريق المعني بتأسيس شركة "مصدر" بهدف التركيز على تسريع جهود تنويع مصادر الطاقة المتجددة في الدولة والمنطقة والعالم، وأسهمت "مصدر" في تحقيق مستهدفات الدولة في مجال الطاقة المتجددة وأدت دورًا محوريًا في تنويع ومضاعفة محفظة أصول الطاقة المتجددة لدولة الإمارات، وأطلقت استثمارات بارزة بمشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة في أكثر من 40 دولة في أنحاء العالم، بما فيها العديد من الدول الجُزرية والإفريقية المعرّضة لتداعيات تغير المناخ.

ومن خلال شراكة جديدة مع كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" وشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة"، تعمل "مصدر" على تعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 غيغاواط من الطاقة المتجدّدة، ضمن محفظة مشروعاتها المحلية والعالمية بحلول عام 2030.

وفي عام 2009، قاد سلطان الجابر جهود "مصدر" ضمن مساعي الإمارات التي تكللت بالنجاح لاستضافة المقرّ الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في مدينة مصدر، إذ تهدف الوكالة إلى الترويج للتكنولوجيا النظيفة والتنمية المستدامة عالميًا.

أدنوك للغاز واحدة من أكبر شركات معالجة الغاز بالعالمخطط أدنوك المناخية

منذ تكليف بقيادة "أدنوك" خلال عام 2016، استفاد من خبرته في مجال الاستدامة وركّز على تطبيق أحدث التقنيات في عمليات الشركة لزيادة كفاءتها في خفض الانبعاثات والعمل في مسارين متوازيين، هما خفض انبعاثات مصادر الطاقة الحالية تزامنًا مع الاستثمار في منظومة الطاقة المستقبلية.

واتخذ سلطان الجابر إجراءات ملموسة لتحقيق ذلك، ولأول مرة في القطاع أصبحت "أدنوك" تعتمد على الطاقة النووية والشمسية النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية لتأمين 100% من احتياجات شبكتها من الكهرباء، كما يعمل معاليه على توسيع نطاق برنامج التقاط الكربون وتخزينه، الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة، إذ أطلقت أدنوك مشروع "الريادة" لالتقاط الكربون وتخزينه، كما وسّعت الشركة استثماراتها في مصادر الطاقة عديمة الانبعاثات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين.

وتحت إدارة الدكتور سلطان الجابر، وضمن هدفها لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 25% بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تخطط "أدنوك" استثمارات بقيمة 15 مليار دولار على مدى 5 أعوام للاستمرار في خفض الانبعاثات، والسعي إلى مضاعفة سعة التقاط الكربون وتخزينه إلى 5 ملايين طن متري في السنة بحلول عام 2030، إضافة إلى حصة الشركة في "مصدر".

طموحات مناخية

وبصفته الرئيس المعيَّن لقمّة المناخ كوب 28، سيقوم سلطان الجابر بدور مهم في قيادة العملية الحكومية الدولية لتقريب وجهات النظر وتوفيق الآراء للوصول إلى إجماع عالمي لرفع سقف الطموح المناخي، بالتعاون مع مجموعة واسعة ومتنوعة من الشركاء وأصحاب المصلحة، بما في ذلك قطاع الأعمال والمجتمع المدني.

وتتميز المسيرة المهنية للدكتور سلطان الجابر باتّباع نهج عملي ومسؤول لتحقيق انتقال واقعي وعملي وعادل في قطاع الطاقة يسهم في إنجاز عمل مناخي فعّال، بما يضمن أمن الطاقة وتوافرها بالتزامن مع تحقيق النمو الاقتصادي.

وفي عام 2009، عَيَّنه بان كي مون الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة في اللجنة الاستشارية حول الطاقة وتغير المناخ، التي نشرت تقريرها النهائي في عام 2010، وشكّلت توصيات التقرير أساساً لمبادرة "الطاقة المستدامة للجميع"، التي أُطلقت في عام 2011.

وحصل سلطان الجابر خلال 2010 على درجة الدكتوراة الفخرية في الفلسفة من جامعة تري TERI الهندية، وهي جامعة في دلهي متخصصة في مجال التنمية المستدامة.

كما نال خلال عام 2012 جائزة "بطل الأرض" من منظمة الأمم المتحدة تقديرًا لجهوده في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة للتخفيف من تداعيات تغير المناخ.

خريطة واضحة لإجراءات العمل المناخي

قال سلطان الجابر، تعليقًا على تكليفه بمهمة الرئيس المعيّن لقمّة المناخ كوب 28: "تحرص الإمارات على رفع سقف الطموح بخصوص استضافة مؤتمر الأطراف كوب 28، ففي هذا العام الذي يمثّل محطة مهمة في عقد حاسم بالنسبة للعمل المناخي، سنعمل على وضع خريطة طريق واضحة وشاملة تضمن تعزيز الإجراءات المتعلقة بكل من "التخفيف"، وتحقيق انتقال عملي وواقعي وعادل في قطاع الطاقة.. إضافة إلى تطبيق نهج "عدم ترك أحد خلف الركب" وزيادة التمويل المناخي للأطراف الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ ومضاعفة تمويل التكيّف".

وأضاف: "نعمل على تفعيل صندوق التعويض عن الخسائر والأضرار بالتعاون مع "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" وجمهورية مصر العربية الشقيقة التي استضافت قمة المناخ كوب 27".سلطان الجابر

وأشار إلى السعي لتقديم نهج واقعي وعملي وبراغماتي يركّز على إيجاد الحلول ويُحدث نقلة نوعية في العمل المناخي والنمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات، لذلك سنحرص على اتّباع نهج شامل يضمن مشاركة أصحاب المصلحة كافة واحتواءهم من القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني والأكاديمي والنساء والشباب، "كما نحتاج إلى التركيز بشكل خاص على تلبية احتياجات دول الجنوب، بوصفها الأكثر تعرضًا لتداعيات تغير المناخ".

وأوضح أن الإمارات ترى أن العمل المناخي يمثّل فرصة مهمة للاستثمار في النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وأن توفير التمويل اللازم يعدّ عاملًا حاسمًا لإطلاق العِنان للعمل المناخي.

وأشار إلى أن الدولة تلتزم بدعم وتسهيل عملية المراجعة المستمرة للمؤسسات المالية الدولية لتوسيع نطاق التمويل العام والاستفادة من التمويل الخاص وتحسين فرص الحصول عليه.

وقال: "سنركّز على أن تكون الدورة القادمة من مؤتمر الأطراف أكثر واقعية واحتواءً لجميع الآراء"، مضيفًا أن الإمارات بوصفها مركزًا تجاريًا دوليًا وملتقى طرق عالميًا، تتمتع بموقع فريد يمكّنها من توفيق الآراء وتوحيد الجهود العالمية والسعي إلى تقريب وجهات النظر للوصول إلى إجماع دولي حول مهمة واحدة ومشتركة، وهي تحقيق هدف تفادي ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق حاجز الـ 1.5 درجة مئوية، وحماية كوكبنا لمصلحة الأجيال القادمة".

وأكد أن قمة المناخ كوب 28 ستشهد أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرَز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، مما يتيح محطة مهمة وحاسمة لتوحيد الآراء السياسية والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات للنصف بحلول عام 2030، للتقدم في تحقيق هدف الحدّ من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق حاجز الـ 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، وسيسهم إنجاز الحصيلة العالمية في تحقيق الزخم اللازم لمفاوضات هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبلية، وستحرص الإمارات على الوصول إلى مخرجات عالية الطموح، استنادًا إلى المفاوضات ونتائج الحصيلة العالمية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق