غازأخبار الغازرئيسية

الغاز المسال الأميركي يروي عطش بريطانيا بصفقة لمدة 15 عامًا

أسماء السعداوي

يواصل الغاز المسال الأميركي شق طريقه إلى بريطانيا، تعويضًا عن نظيره الروسي الذي انقطعت سبل وصوله إلى أوروبا في أعقاب اندلاع الحرب على أوكرانيا أوائل العام الماضي (2022).

وفي هذا الصدد، أبرمت شركة سنتريكا البريطانية المالكة لشركة "بريتش غاز"، صفقة مدتها 15 عامًا لشراء الغاز المسال الأميركي من شركة "دلفين ميدستريم" ومقرها الولايات المتحدة.

وبموجب الاتفاق، ستستقبل سنتريكا 14 شحنة من الغاز المسال الأميركي بإجمالي مليون طن سنويًا، وهي كافية لإنارة نحو 5% من منازل المملكة المتحدة، بحسب بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تفاصيل الصفقة الجديدة

تبلغ قيمة الصفقة 8 مليارات دولار، وستشهد بيع أولى شحنات الغاز المسال من ميناء المياه العميقة الذي تعتزم شركة دلفين إنشاءه قبالة سواحل ولاية لويزيانا الأميركية.

وفور اتخاذ قرار الاستثمار النهائي الخاص بالمشروع، ستبدأ عمليات التشغيل في الميناء الجديد، وتسليم أولى الشحنات في عام 2027.

وسيجري تسليم الشحنات على أساس التسليم على ظهر السفينة، من الميناء الجديد الذي يقع على بُعد 40 ميلًا بحرًا قبالة السواحل الأميركية، بحسب بيان صحفي نشرته شركة سنتريكا على موقعها الإلكتروني.

وعادة ما تبرم الشركات المطورة للحقول اتفاقيات إمداد طويلة المدى مع المشترين قبل اتخاذ قرار الاستثمار النهائي.

الاتفاق بين سنتريكا ودلفين ليس هو الأول، فقد سبقه آخر أبرمته الشركتان في شهر أغسطس/آب من عام 2022 الماضي، لشراء الغاز المسال الأميركي.

كما أبرمت سنتريكا اتفاقية مدتها 3 سنوات مع شركة إكوينور النرويجية، لشراء غاز من شأنه أن يوفر الكهرباء لـ4.5 مليون منزل في المملكة المتحدة.

شركة سنتريكا تبرم اتفاقًا لشراء الغاز المسال الأميركي
شعار شركة سنتريكا - الصورة من صحيفة الإندبندنت البريطانية

نبأ سار وخطوة للأمام

أعرب كبار مسؤولي الشركتين عن سعادتهما بالاتفاق، وقال الرئيس التنفيذي لشركة سنتريكا، كريس أوشيا: "الاتفاقية نبأ سار لمستهلكينا ولبلادنا. كشف العام الماضي النقاب عن الأهمية الكبيرة للاستثمار في أمن الطاقة في بريطانيا".

وأضاف: "معالجة الآثار الفورية لأزمة الطاقة على مستهلكينا، إحدى أبرز أولوياتنا، لكنني مدرك تمامًا بأننا في حاجة إلى التفكر في سبل إدارة المخاطر المستقبلية وتأمين إمداداتنا".

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة دلفين، دودلي بوستون: "متحمسون بشأن إبرام الاتفاقية مع سنتريكا.. وتحقيق إنجاز مهم آخر لمنشأة تصدير الغاز المسال في المياه العميقة".

وأضاف: "يتزايد الطلب العالمي على إمدادات الغاز المسال طويلة الأمد والقابلة للزيادة".

وتابع: "مع بيع أولى شحنات ميناء التصدير في المياه العميقة، سنواصل المضي قدمًا وصولًا إلى اتخاذ قرار الاستثمار النهائي، ودفع هذا المشروع المهم إلى الأمام، لنصبح شريكًا لدول مثل المملكة المتحدة التي تحرز تقدمًا في تعزيز أمن الطاقة وخفض الأسعار عبر الغاز المسال النظيف والموثوق".

الغاز المسال الأميركي

اتجهت أنظار الدول الأوروبية -ومنها بريطانيا- صوب أمريكا لشراء الغاز المسال، للمساعدة في تقليل الاعتماد المفرط على روسيا، التي كانت قبل الحرب على أوكرانيا المزود الرئيس للقارة العجوز.

واتجهت 70% من صادرات الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا في العام الماضي (2022).

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا شراكة طاقة تهدف إلى زيادة صادرات الغاز المسال إلى بريطانيا، والتعاون حول سبل رفع كفاءة الطاقة.

وتصدّرت الولايات المتحدة قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال، خلال الربع الأول من هذا العام (2023).

وصدّرت واشنطن نحو 21.5 مليون طن، مقارنة على أساس سنوي، بمعدل نمو قدره 3.4%، وفق تقرير أصدرته منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".

وغادر نحو 36 سفينة تحمل على متنها الغاز المسال الأميركي، إلى أوروبا منذ بداية شهر يونيو/حزيران (2023)، بانخفاض من 70 سفينة الشهر الماضي (مايو/أيار 2023)، بحسب أحدث بيانات شركة فورتيكسا لتحليلات النفط.

وشكّلت صادرات الغاز المسال الأميركي نسبة 43% من صادرات البلاد في العام الماضي (2022)، ونحو 40% من العائدات حتى الآن خلال العام الجاري (2023)، وفق "فورتيكسا".

ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تصدر أميركا قائمة مصدري الغاز المسال إلى أوروبا في الربع الأول من عام 2023:

الغاز المسال الأميركي

في سياق متصل، انهارت صادرات الغاز المسال ووارداته في المملكة المتحدة، خلال يونيو/حزيران المنصرم، إلا أن الشركات حافظت على مخزوناتها من هذا الوقود.

وتراجعت سعة الخزانات في محطة ساوث هوك إلى ما دون 85%، بدءًا من صباح يوم الإثنين 26 يونيو/حزيران (2023)، في حين بلغت السعة التشغيلية لمحطة آيل أوف غرين نحو ثلاثة أرباعها، مقابل 67% في محطة دراغون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق