أنسيات الطاقةتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

ما أسباب التغيير الشهري في الخفض الطوعي لإنتاج النفط؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن التغيير الذي شهده الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب السعودية وروسيا له أسباب متعددة.

وأوضح الحجي -خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها بعنوان "تمديد السعودية لتخفيض الإنتاج: الانعكاسات الاقتصادية والسياسية"- أن المملكة مدّدت الخفض الطوعي الإضافي، الذي كان بمقدار مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز الجاري، إلى شهر أغسطس/آب المقبل.

وأضاف: "في أعقاب ذلك، أعلنت روسيا زيادة في الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، ثم أعلنت الجزائر تخفيضًا طوعيًا إضافيًا قدره 20 ألف برميل يوميًا، وكلها خطوات استهدفت دعم سوق النفط العالمية".

ما أسباب التغيير الشهري للخفض الطوعي؟

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنه مع انهيار أسعار النفط في عام 2020 -بسبب إغلاقات كورونا التي أدت إلى انخفاض ضخم في الطلب على النفط- خفّضت دول أوبك الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، وهو أكبر تخفيض تاريخيًا.

ولفت الحجي، إلى أن هذا الخفض الطوعي لإنتاج النفط لم يكن متوقعًا أبدًا، ولكن المنظمة لجأت بعدها إلى الاجتماعات الشهرية وتكوين لجان، واستطاعت إنقاذ السوق، وهذا واضح في عامي 2021 و2022.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط من جانب السعودية وبعض دول أوبك+ حتى نهاية 2024:

الخفض الطوعي من جانب السعودية و8 دول في أوبك+

 

وأضاف: "بالنظر إلى تاريخ دول أوبك -تحديدًا- وهي جزء من أوبك+، نجد أن المدة الذهبية لدول أوبك في إدارة السوق منذ تأسيسها عام 1960 حتى الآن هي عامي 2021 و2022، وقد يكون السبب -وهو أمر يحتاج إلى بحث أكثر- هو الاجتماعات الشهرية التي مكّنتها من أن تكون أكثر مرونة".

وأوضح أن هذه الاجتماعات الشهرية مكّنت دول أوبك من مراقبة السوق بصورة دائمة، وهذه المراقبة والاجتماعات انتهت مع نهاية العام الماضي، إذ قرر الأعضاء أن يعودوا إلى ما كانت أوبك عليه سابقًا، وهو اجتماعان خلال العام الواحد، الأول في منتصف العام والآخر في نهايته.

ولكن في الوقت نفسه -وفق الحجي- اتفقت دول أوبك على أن تجتمع لجنة مراقبة السوق كل شهرين، وحال وجود سبب يمكن أن تقترح تغيير الإنتاج، أو إذا كان هناك شيء طارئ يمكن أن تطلب اجتماعًا طارئًا للمنظمة.

أوبك والخفض الطوعي لإنتاج النفط

وأشار إلى أنه منذ بداية العام الجاري 2023 اتضح أن هناك مشكلة كبيرة، إذ انخفضت الأسعار بصورة كبيرة، وكانت هناك مشكلات عديدة في السوق، وواضح أن دول أوبك كانت من المقرر أن تخفّض الإنتاج بصورة أبكر، ولكن أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا.

وتابع: "أعلنوا التخفيض الأول في عام 2023، وهو الخفض الطوعي لإنتاج النفط، الذي جرى تمديده لاحقًا، إذ كان حتى نهاية العام الجاري 2023، وامتد حتى نهاية العام المقبل 2024، ولكن الأسعار لم تتحرك، والأمور لم تتغير".

وقال الحجي، إن أعداء المملكة وأعداء أوبك استغلوا هذه الفكرة، وزعموا أن أوبك فشلت في إدارة السوق، ما دعا قادة أوبك+ إلى إدراك ضرورة المراقبة الشهرية كما كانت في 2021 و2022، فبدلًا من الاجتماعات الشهرية قررت السعودية وحدها أن تُقدم على الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا لمدة شهر، قابلًا للتجديد، كما ترى المملكة.

وأردف: "لا أحد كان يعرف ما إذا كانت المملكة ستمدّد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا مرة أخرى أم لا حتى اللحظة الأخيرة، وهذه هي فكرة الاجتماعات الشهرية نفسها، التي تهدف في النهاية إلى الأخذ بزمام الأمور، وسحب البساط من تحت المضاربين ووسائل الإعلام المعادية".

الخفض الطوعي وأسعار النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه ليس من الضرورة أن يكون الخفض الطوعي لإنتاج النفط هدفه رفع الأسعار، إذ إن وزراء أوبك لا يتكلمون عن أسعار النفط، وإنما يتكلمون عن العرض والطلب وتوازن السوق.

توقعات انخفاض أسعار النفط

وتابع: "من يُعادون أوبك بوجه عام، خاصة في وسائل الإعلام، تكلموا كثيرًا عن كيف أن تصرفات المملكة لم تؤتِ ثمارها وفشلت، وهذا الكلام غير صحيح، لأنه لو عدنا إلى اجتماع أوبك في بداية شهر يونيو/حزيران الماضي، كان هناك توقع ضمن المضاربين والمحللين بأن أوبك+ سيخفّض الإنتاج".

ومن ثم -وفق الحجي- فإن عدم تخفيض الإنتاج يعني بالضرورة انخفاض أسعار النفط، ولكن أوبك+ اجتمع ولم يقرر تخفيض الإنتاج، فكل ما فعله هو تمديد الخفض الذي اتفق عليه مسبقًا حتى نهاية 2024، فكان من المنطقي أن تخفّض المملكة مليون برميل يوميًا لمنع الأسعار من الانهيار.

وأضاف: "هناك سببان عندما نتكلم عن أسباب التغيير الشهري في الخفض الطوعي لإنتاج النفط، السبب الأول هو الأخذ بزمام الأمور وسحب البساط من تحت المضاربين ووسائل الإعلام المعادية، والأمر الآخر هو منع الأسعار من الانخفاض".

وبالتالي -حسب الحجي- فإن من يقول إن جهود السعودية فشلت لأن الأسعار لم ترتفع، ينظرون إلى النصف الفارغ من الكوب، فإذا نظروا إلى الجزء الآخر، سيجدون أنه مليء، إذ إن الأسعار لم تنخفض، ولولا الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب السعودية، لكانت الأسعار أقل من الحالية بنحو 5 دولارات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق