أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

ما علاقة الغاز المسال الأميركي بالسياسة؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

على الرغم من المعارك الضارية، التي تشنها المنظمات البيئية ضد الغاز المسال الأميركي، فإن ما يحدث الآن يشير إلى أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن توجهها بتقديم هذا الغاز إلى أوروبا، الذي يأتي ضمن تحركات سياسية لن تسعى أميركا إلى خسارة نتائجها.

يقول مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي -في حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) بعنوان "هل تنتقل حرب غزة إلى المضائق المائية وتقلص إمدادات الطاقة؟"-، إن إمدادات الغاز المسال أصبحت رهينة السياسة بالفعل.

وأوضح أن صادرات الغاز المسال الأميركي أصبحت في صميم السياسة الخارجية للبلاد والأمن القومي في الولايات المتحدة، إذ دخلت السياسة في الغاز المسال بصورة كبيرة، ومن ثم أصبحت أهدافه مهمة جدًا بالنسبة إلى الطرف الآخر.

مساعي المنظمات البيئية

قال الدكتور أنس الحجي، إن هناك مجموعات بيئية قوية بدأت التحرك في الأوقات الأخيرة، لمنع التوسع في الغاز المسال الأميركي، ومنع بناء محطات جديدة للإسالة في الولايات المتحدة.

وأوضح أن هذه المنظمات البيئية تسعى إلى منع بناء المحطات من خلال محاربة شركات وأموال بعض صناديق الاستثمار، وهي بالفعل يمكنها أن تؤخرها أو تزيد التكاليف بالنسبة إليها من خلال جرها إلى المحاكم الأميركية.

الغاز المسال الأميركي

ولكن -وفق الدكتور أنس الحجي- يبدو أن هذه الفئات لم تدرك حتى الآن أن موضوع صادرات الغاز المسال الأميركي أصبح سياسيًا بصورة واضحة، وجزءًا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وبالتالي تصبح خاسرة إذا أنفقت الأموال والوقت في محاربته.

وأضاف: "بعبارة أخرى، على هذه المجموعات أن تركز على أشياء أخرى وتبتعد عن الغاز المسال، لأن أميركا ستحارب كل هؤلاء.. حتى في أوروبا وجدنا الآن بعض الإرهاصات بشأن أي توسع في الطاقة المتجددة لتخفيف دور الغاز المسال الأميركي في أوروبا".

ولفت إلى أن هذه التحركات ستواجهها الولايات المتحدة الأميركية بصورة واضحة، لأن الموضوع الآن أصبح من يسيطر على إمدادات الغاز أو الطاقة في أوروبا، ومن ثم فإن هذه الإمدادات أصبحت جزءًا من السياسة الخارجية الأميركية.

لماذا ارتفعت تكاليف الشحن والتأمين؟

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن سبب ارتفاع تكلفة الشحن بصورة كبيرة في قناة بنما هو الجفاف، والتنافس بين السفن المملوكة للشركات الكبيرة التي يمكنها دفع مبالغ أكبر لتقديم سفنها عن الدور، وتكون لها أولوية في العبور.

ولفت إلى أن ما حدث في مضيق هرمز، وما حدث قبله في البحر المتوسط بسبب الحرب في غزة، أدى إلى ارتفاع التكاليف التأمينية بصفة كبيرة على ناقلات النفط والغاز المسال، بالإضافة إلى كل الشحنات الأخرى في كل المواد.

مضيق هرمز
مضيق هرمز - الصورة من وكالة الأنباء العمانية

لذلك -وفق الدكتور أنس الحجي- فإن ارتفاع تكاليف التأمين هو إحدى نتائج الحرب في قطاع غزة، كما أن ارتفاع تكاليف التأمين إحدى نتائج هجوم الحوثيين على السفينة التي ادعوا أنها إسرائيلية، دون أن تكون هناك معلومات مؤكدة عن ذلك.

وعن القلق من ارتفاع التأمين، قال إن السبب هو التحول الأخضر، إذ يتطلّب تحول الطاقة انتعاش الغاز المسال، لأنه يصدر انبعاثات أقل من مصادر الطاقة الأخرى، وفي الوقت نفسه يمكن استعماله في أمور عدة، ويمكن أن يغطي تقطُّع الطاقة المتجددة.

ومن ثم -وفق الحجي- فإن الغاز -ومن ضمنه الغاز المسال الأميركي- أصبحت له أهمية خاصة، وأي فشل للسياسات الخضراء يعني الاعتماد أو زيادة الاعتماد على الغاز، فتوسع العالم في الغاز المسال، الذي يتطلب النقل في ناقلات أو سفن خاصة.

ولفت إلى أن هذا الأمر يعني زيادة الطلب على ناقلات الغاز المسال بصورة كبيرة، التي تتخصص الصين وكوريا الجنوبية في تصنيعها، ولكن كلما وقع حادث في أي مكان يرتفع التأمين على هذه السفن، وبالتالي ترتفع تكاليف الشحن، ومن ثم زيادة تكاليف الغاز.

الطاقة المتجددة وتكاليف التأمين

يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، أن هناك إشكالية كبيرة في موضوع الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، إذ إن الطاقة المتجددة في أوروبا وأميركا تعتمد على الواردات من الصين بصورة كبيرة، بغض النظر عن الضرائب الجمركية والتعرفة الإضافية التي فرضتها بعض الدول على ما يأتي من الصين، خاصة على الألواح الشمسية.

وتابع: "هذه المواد تنتقل عبر سفن، وكل ما حصل مشكلات -سواء طبيعية مثل ما حصل في بنما، أو سياسية مثل ما حصل في مضيق باب المندب- يرفع تكاليف التأمين، وبالتالي يرفع تكاليف هذه المواد، فالتكلفة ليست فقط بالنسبة إلى النفط والغاز، وإنما ترتفع حتى للطاقة المتجددة وغيرها".

ولفت إلى ارتفاع التأمين على السيارات الكهربائية بصورة كبيرة، إذ إن بعض الدول رفعت التأمين إلى 8 آلاف دولار سنويًا للسيارة، والسبب هو أنه مع انتشار السيارات الكهربائية بصفة كبيرة زادت الحوادث، وبما أن كل ما في السيارة وأكبر تكاليفها هو البطارية فإن تلفها يعني التعويض عن السيارة بالكامل.

السيارات الكهربائية

لهذا -وفق الدكتور أنس الحجي- رفعت بعض الشركات أسعار التأمين بصورة كبيرة، وبعضها توقف تمامًا عن تأمين السيارات الكهربائية، موضحًا أن الفكرة هنا أن الحوادث السياسية التي نراها لا تؤثر فقط في النفط والغاز، وإنما ترفع تكاليف النقل.

وأضاف: "لا يمكن لشخص أن يقول: لو اعتمدنا على الطاقة المتجددة في بلادنا لن نتأثر بالنفط والغاز ولا بالأحداث السياسية، هذا كلام خاطئ، لأن أغلب المواد اللازمة لبناء مزارع الرياح والمزارع الشمسية تأتي من الدول الأخرى خاصة الصين، وبالتالي تتأثر أيضًا في الممرات المائية والحوادث السياسية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق