تقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

الشتاء يختبر إمدادات الطاقة في أوروبا.. هل تتكرر الأزمة؟

أسماء السعداوي

تعرَّض قطاع الطاقة في أوروبا لأزمة خلال العام الماضي (2022)، بعد انقطاع تدفقات الغاز الروسي المزوّد الرئيس قبل الحرب مع أوكرانيا، وهو ما دفع القارة للبحث عن بدائل ومورّدين جدد.

ويترقب معظم دول أوروبا هبوطًا في درجات الحرارة خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، لتنخفض بصورة أكبر في الأسبوع المقبل، وهو ما ينذر بارتفاع حجم الطلب على إمدادات الطاقة وأسعارها، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب بيانات شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية (Maxar Technologies)، ستكون أوروبا بأكملها أبرد من المعدلات الطبيعية حتى يوم 6 ديسمبر/كانون الأول المقبل، حسب تقرير لوكالة بلومبرغ.

انخفاض درجات الحرارة

في أول موجة برد تضرب القارة العجوز، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في برلين إلى سالب 2.5 درجة مئوية (27.5 فهرنهايت) بدءًا من السبت المقبل (الموافق 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) وحتى الأسبوع المقبل.

وفي لندن ستكون درجة الحرارة أقلّ بـ4.1 درجة عن الطبيعي يوم الأحد.

كما من المتوقع أن تشهد هلسنكي عاصمة فنلندا أدنى درجات على مدار 4 أيام متتالية، بدءًا من السبت، لتصل درجة الحرارة إلى سالب 11.5 درجة مئوية، كما ستتجمد عواصم شمال أوروبا الأخرى.

ويتوقع مكتب الأرصاد في المملكة المتحدة هطول أمطار وهبوب رياح قوية في شمال وشرق المملكة، مع تزايد مخاطر الصقيع خلال الليل، وذلك في أثناء عطلة نهاية الأسبوع.

وبحسب "ماكسار"، سترتفع أيام درجة التدفئة إلى إجمالي 80.3 خلال الأيام الـ6 أو الـ10 المقبلة، وهو معدل أعلى مقارنة بالمتوسط لـ10 أعوام سابقة.

يُعدّ "يوم درجة التدفئة" وسيلة لقياس حجم الطلب على الطاقة اللازمة لتدفئة مبنى ما، وهو درجات الحرارة التي تقلّ عن 18 درجة مئوية (65 فهرنهايت) في يوم ما، وفي هذه الحالة تحتاج إلى التدفئة.

واردات الغاز المسال

تراجع حجم الزيادة الموسمية في استهلاك الغاز والطاقة في أوروبا عمومًا بفعل الموجة الدافئة -على غير العادة- التي اجتاحت أوروبا خلال فصل الخريف.

ويقول محلل شؤون السلع الآسيوية كلايد راسل، إن حجم الطلب الضعيف نسبيًا أدى إلى خفض أسعار واردات أوروبا من الغاز المسال، على عكس المعتاد في هذا الوقت من كل عام، وفق مقال نشرته وكالة رويترز.

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من رويترز

وبحسب بيانات شركة كبلر (Kpler) لتحليل بيانات الطاقة، من المتوقع أن ترتفع واردات أوروبا من الغاز المسال خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى 10.12 مليون طن متري، بزيادة عن 9.50 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول السابق، وهو أعلى معدل لها منذ مايو/أيار.

وتسببت عدّة عوامل، منها تدمير الطلب وارتفاع واردات الغاز المسال حتى مايو/أيار، في امتلاء مرافق تخزين الغاز الأوروبية بنسبة 99.6%، وهو ما خفض الحاجة إلى استيراد المزيد.

ووفق الكاتب، ربما يؤدي حلول شتاء أبرد من المعتاد لاستنزاف تلك المخزونات، إلّا أنه من غير المحتمل أن يؤدي ذلك إلى استيراد المزيد قبل حلول يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من العام المقبل (2024).

لكن أوروبا أصبحت مستعدة بصورة أفضل لاستقبال ذروة الطلب خلال فصل الشتاء، مقارنة بما كان عليه الحال قبل عام من الآن؛ وذلك نتيجة لامتلاء مخزونات الغاز، إلّا أن الزيادات الكبيرة في الطلب على الغاز قد تدفع الأسعار نحو الارتفاع.

الرياح تدعم إمدادات الطاقة في أوروبا

ربما تحصل إمدادات الطاقة في أوروبا على دعم قوي من طاقة الرياح في ألمانيا التي ارتفع حجم إنتاجها مؤخرًا.

وفي وقت لاحق من الأسبوع الجاري، من المحتمل أن تسجل التوربينات الألمانية مستويات إنتاج شبه قياسية، ليصل حجم الإنتاج إلى 50.47 غيغاواط في الساعة 10 مساء يوم غدٍ الخميس الموافق 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ويقلّ ذلك بصورة طفيفة عن الرقم القياسي البالغ 50.8 غيغاواط المسجل في يناير/كانون الثاني 2023، وفق بيانات بورصة الطاقة الأوروبية.

ومن المتوقع أن تُسهم الكهرباء المولدة من طاقة الرياح في تلبية نحو ثُلثي ذروة الطلب في أكبر اقتصاد أوروبي الذي يسعى لأن تشكّل الطاقة المتجددة 80% من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030.

كما ساعد هبوب الرياح القوية والوفيرة في خفض تكلفة الكهرباء بالجملة، وجرى تداول العقود الآجلة للكهرباء تسليم الغد الخميس عند 71.50 يورو (78.21 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة في بورصة الطاقة الأوروبية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق