تقارير الغازرئيسيةغاز

أسعار الغاز المسال تنخفض رغم ارتفاع الطلب.. ما السبب؟

أسماء السعداوي

عادةً ما ترتفع أسعار الغاز المسال في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مع قرب حلول فصل الشتاء؛ حيث تزداد الحاجة إلى ذلك الوقود من أجل التدفئة إلى جانب الاستعمالات الأخرى.

لكن الأسعار في هذا الوقت من العام تشهد واقعًا مغايرًا تمامًا؛ إذ سجّلت انخفاضًا لافتًا رغم ارتفاع الطلب في آسيا وأوروبا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الأسبوع المنتهي يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2023) انخفض السعر الفوري للغاز المسال المتجه إلى شمال آسيا إلى 16.50 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بانخفاض عن 17 دولارًا في الأسبوع السابق له.

كما تراجعت أسعار الغاز المسال لـ3 أسابيع متواصلة، إلا أنها ما زالت أعلى من آخر انخفاض مسجل في الأسبوع المنتهي يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول عندما بلغت 13.50 دولارًا للمليون وحدة حرارية بريطانية.

أسباب تراجع أسعار الغاز المسال

يقول محلل شؤون السلع الآسيوية كلايد راسل، إن ارتفاع الطلب في أكبر المناطق المستوردة للغاز المسال في آسيا وأوروبا لم يكن كافيًا لزيادة الأسعار بالسوق الفورية التي -على العكس- واصلت الانخفاض، بحسب المقال الذي نشرته وكالة رويترز.

وأوضح أن النمط المعتاد لأسعار الغاز الفورية في آسيا هو الصعود في الشتاء، ثم تنخفض نتيجة لتراجع الطلب قبل حلول فصل الصيف.

لكن الأسعار ما زالت مرتفعة، بحسب "راسل" الذي أرجع ذلك إلى كون حجم الطلب ضعيفًا نسبيًا، وكذا زيادة المعروض الأكثر من كافٍ؛ خاصة ذلك القادم من الولايات المتحدة الأميركية.

كما لا يتوقع كاتب المقال أن تؤثر المخاوف بشأن الإمدادات مثل العقوبات المحتملة على مشروع أركتيك-2 للغاز المسال (Arctic LNG-2) في روسيا، وارتباك الإمدادات في محطة غورغون التابعة لشركة شيفرون (Chevron) بأستراليا، في التوقعات بشأن زيادة المعروض.

وأضاف: "هذا يترك السعر الفوري تحت رحمة الطلب، ورغم وجود بعض الارتفاع في كل من آسيا وأوروبا؛ فإنه لم يكن كافيًا لرفع الأسعار الفورية".

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من "بيزنس ريكوردر"

واردات آسيا من الغاز المسال في نوفمبر

استعان المحلل كلايد راسل، في مقاله الذي اطلعت عليه منصة الطاقة، بتوقعات شركة "كبلر" (Kpler) لتحليل بيانات الطاقة، بشأن واردات آسيا من الغاز المسال خلال الشهر الجاري.

وبحسب كبلر، من المتوقع زيادة واردات القارة إلى 22.67 مليون طن متري في نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفاعًا من 21.18 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

يمثل ذلك ارتفاعًا طفيفًا عن 21.41 مليون طن متري مقارنة بواردات آسيا في نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

ومن المتوقع أن تستولي الصين على معظم واردات آسيا في الشهر الجاري.

ووفق بيانات الشركة، ستستورد الصين 5.67 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني بزيادة عن 5.41 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن الرقم ما زال دون 6.12 مليونًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

ومن المتوقع أن تشهد اليابان وصول 5.41 مليون طن متري، دون تغيير عن أكتوبر/تشرين الأول السابق، وبانخفاض طفيف عن 5.65 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

كما من المتوقع أن تستورد الهند 1.3 مليون طن متري في نوفمبر/تشرين الثاني، بانخفاض عن 1.85 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول.

وتُعَد الهند سوقًا حساسة لأسعار الغاز المسال، وأثّر ارتفاع الأسعار الفورية في الأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر/تشرين الأول عند 17.90 دولارًا للبرميل، في إضعاف إقبال التجار على الشراء.

واردات أوروبا من الغاز المسال

تتوقع شركة كبلر ارتفاع واردات أوروبا من الغاز المسال في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى 10.12 مليون طن متري، زيادة من 9.50 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول، ليكون أعلى منذ مايو/أيار.

يُقارن ذلك الرقم بـ11.67 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2022).

واتجهت بلدان أوروبا إلى زيادة واردات الغاز المسال في أعقاب خسارة قطاع كبير من إمدادات الغاز الروسي المنقولة عبر الأنابيب في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، بحسب الكاتب كلايد راسل.

وتسببت مجموعة عوامل؛ منها تدمير الطلب وارتفاع واردات الغاز المسال حتى مايو/أيار، في امتلاء مرافق تخزين الغاز في أوروبا بنسبة 99.6%، وهو ما يعني حاجة أقل لاستيراد المزيد من الغاز المسال.

يُقصَد بمصطلح تدمير الطلب، حالة انخفاض دائمة أو مستدامة للطلب على سلعة ما، نتيجة للارتفاع المستمر في أسعارها، أو محدودية المعروض منها.

ونتيجة لتلك العوامل، يقرر المستهلكون أن السلعة لا تستحق الشراء، كما قد يبحثون عن بدائل لها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يقول كاتب المقال إن حلول شتاء أبرد من المعتاد ربما يستنزف المخزونات الأوروبية، إلا أنه من غير المحتمل أن يؤدي هذا السيناريو إلى استيراد المزيد قبل حلول يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من العام المقبل (2024).

يوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة، استنادًا إلى أحدث بيانات منظمة أوابك- ترتيب مصدري الغاز المسال إلى أوروبا في الربع الأول 2023:أسعار الغاز المسال

الغاز المسال الأميركي

يقول المحلل الاقتصادي كلايد راسل، إن واردات أوروبا من الغاز المسال الأميركي في تزايد؛ إذ تقدم الولايات المتحدة أسعارًا أرخص من كبار المصدرين الآخرين مثل قطر، نتيجة للفائض في إنتاج الغاز المحلي.

ومن المتوقع ارتفاع واردات أوروبا من الغاز المسال الأميركي إلى 5.45 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني بزيادة عن 3.98 مليونًا في أكتوبر/تشرين الأول السابق، وهو أعلى معدل منذ أبريل/نيسان.

كما تشق صادرات الغاز المسال الأميركي طريقها إلى آسيا أيضًا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 1.97 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني، بزيادة عن 1.83 مليونًا في أكتوبر/تشرين الأول.

واردات أوروبا من الغاز عبر الأنابيب

قال خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن مواقع تخزين الغاز في أوروبا ممتلئة بنسبة 99.5% حتى اليوم الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وفي تدوينة عبر منصة إكس (X)، قال عبدالمعطي إن إجمالي الغاز المتدفق إلى بلدان القارة عبر الأنابيب بحسب طلبيات الشراء بلغ 428.8 مليون متر مكعب اليوم.

الطن = 1.38 ألف متر مكعب.

أسعار الغاز المسال

وبحسب البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة، جاءت النرويج في المركز الأول لمصادر الإمدادات بـ240.1 مليون متر مكعب، ثم الجزائر ثانيًا بـ88.2 مليون متر مكعب، مع إمكان رفع الضخ إلى 100 مليون متر مكعب حسب الطلب.

وجاءت روسيا في المركز الثالث بـ70.4 مليون متر مكعب، ثم أذربيجان بمعدل 23.5 مليون متر مكعب، وأخيرًا ليبيا بـ10.5 مليون متر مكعب وهو أحد أعلى المعدلات منذ بداية العام (2023)، بحسب بيانات خبير أوابك عن حجم الإمدادات ليوم الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق