روسيا وأوكرانياتقارير الغازرئيسيةغاز

ضريبة صادرات الغاز الروسي إلى شرق أوروبا قد لا تتحملها غازبروم

المجر تقدم شكوى إلى الاتحاد الأوروبي

حياة حسين

توقع مصدر قريب أن ترفض شركة غازبروم (Gazprom) سداد الضريبة البلغارية على صادرات الغاز الروسي إلى دول شرق أوروبا، عن الشركات المسؤولة عن تجارة الغاز في المنطقة، تزامنًا مع بدء تطبيقها بعد غد الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وأكد المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، في تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، عدم وضوح الرؤية عن الخطوة التالية من جميع الأطراف المتضررة والمستفيدة من ضريبة بلغاريا المرتقبة، التي هددت مقدونيا الشمالية، قبل أسبوع، باللجوء إلى التحكيم الدولي، إذ لم يتصد الاتحاد الأوروبي لها.

واستبعد محللون أن تؤدي الضريبة البلغارية على صادرات الغاز الروسي إلى تعليق شركة غازبروم، المحتكرة لغاز موسكو، التصدير عبر خطوط الأنابيب التي تمر عبر بلغاريا إلى دول مثل المجر والنمسا ومقدونيا الشمالية، حسبما ذكر موقع "مونتل"، أمس الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وقررت بلغاريا فرض رسوم ضريبية على الغاز الروسي المنقول عبر البلاد في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما يضر بجاراتها الأوروبيات.

شكوى المجر

طلبت المجر من الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوة قانونية ضد بلغاريا، بسبب إعلانها فرض ضريبة على صادرات الغاز الروسي المار عبر أراضيها، وفق ما ذكرته الوكالة الفرنسية، أمس الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وترى بلغاريا أن تلك الضريبة التي أثارت غضب دول عديدة منها المجر وصربيا، ستقوّض نفوذ شركة غازبروم المحتكرة لصادرات الغاز الروسي في شرق أوروبا، وفق الوكالة الفرنسية.

وقال مصدر قريب الصلة من أكبر المشترين للغاز في بلغاريا: "إن اليوم السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هو آخر يوم لدفع مستحقات الغاز الذي يُنقل عبر بلغاريا متضمنًا الضريبة الجديدة، بعد غد الإثنين".

وتبلغ قيمة الضريبية، التي أعلنتها بلغاريا على الغاز الروسي المنقول عبر أراضيها منذ منتصف الشهر الماضي، 10.75 دولارًا أميركيًا لكل ميغاواط/ساعة، ما يرفع قيمة نقل كل 1000 متر مكعب إلى 113 دولارًا أميركيًا.

موقف شديد العدوانية

رغم أن جميع دول الكتلة الأوروبية فرضت عقوبات عنيفة على روسيا منذ غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، فإن دولًا -مثل بلغاريا- اتخذت موقفًا شديد العدوانية ضد موسكو، التي قطعت غازبروم عنها الغاز عقب الحرب بشهرين، بسبب رفض صوفيا الدفع بالروبل الروسي.

وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بدأ خط أنابيب الغاز الذي يربط بين شبكتي بلغاريا واليونان العمل، ما يتيح لبلغاريا الوصول إلى كميات أكبر من الغاز الأذربيجاني، ويعزز خطواتها للاستغناء عن الغاز الروسي.

وقال المصدر، قريب الصلة بأكبر مشترٍ للغاز في بلغاريا، إن هناك بين 22 و30 شركة لم تدفع مستحقات نقل الغاز بالضريبة البلغارية حتى الآن، شاملة غازبروم.

وأضاف: "غالبًا لن تدفع روسيا الضريبة، لكنها لن توقف الصادرات، ويبدو أن هناك مفاوضات سرية مع شركة بلغارغاز البلغارية (Bulgargaz) بهذا الشأن".

خط أنابيب الغاز
خط أنابيب الغاز بين بلغاريا واليونان - الصورة من رويترز

عجز بلغاري

توقع محللون أن تعجز بلغاريا عن وقف تدفق صادرات الغاز الروسي عبر أراضيها إلى دول شرق أوروبا، حتى إذا رفضت غازبروم دفع الضريبة التي فرضتها عليها. وأرجع المحللون ذلك إلى قيود الاتحاد الأوروبي، وضغوط المفوضية.

ولدى غازبروم اتفاقيات طويلة الأجل عديدة مع دول شرق أوروبا، أكبر كميات تمر إلى المجر، وتبلغ 3.5 مليار متر مكعب سنويًا، تحصل عليها عبر صربيا، ومليار متر مكعب سنويًا إضافية عبر النمسا.

وعلق المحلل في شركة "إل إس إي جي" لتحليل أسواق الغاز يوري أونيشكيف قائلًا: "أتفق مع وجهة النظر القائلة بأن تدفقات صادرات الغاز الروسي إلى دول شرق أوروبا ستستمر، حتى إذا رفضت غازبروم دفع ضريبة بلغاريا".

ورغم هذا الصخب حول ضريبة بلغاريا، فإن روسيا أو شركة غازبروم لم تعلنا أي موقف رسمي حتى الآن، وفق المحلل.

ووفق اتفاقات الإمدادات بين دولتي صربيا والمجر وغازبروم، فإن الدولتين الأوروبيتين لا تسددان سوى قيمة الغاز التي تدخل إلى حدودهما فقط، ما يعني أن روسيا تسدد قيمة نقل الغاز المار في بلغاريا.

وأشار المحلل إلى احتمال بأن تتجه روسيا إلى تصدير هذا الغاز المنقول عبر بلغاريا، لنقله إلى شرق أوروبا عبر تركيا، أو خطوط أنابيب غاز أخرى، مثل تلك الموجودة في بولندا أو أوكرانيا.

وإذا لجأت روسيا إلى هذا البديل، فإن بلغاريا ستخسر أكثر من مليار دولار، وفق تقديرات ذكرتها وسائل إعلام محلية في صوفيا، لحصيلة الضريبة على صادرات الغاز الروسي، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتوقع المحلل أن يكون للضريبة تأثير سلبي في صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا على المدى الطويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق