بسبب ضريبة الغاز الروسي.. مقدونيا تهدد بمقاضاة الاتحاد الأوروبي دوليًا

حياة حسين

2023-11-04

0 598

صادرات الغاز الروسي — أحد مرافق الغاز الطبيعي التابعة لشركة غازبروم الروسية - الصورة من ذا موسكو تايمز

هددت مقدونيا الشمالية بمقاضاة الاتحاد الأوروبي وبلغاريا دوليًا إذا استمرت الضريبة على الغاز الروسي، ولم تحصل على الغاز غير الروسي عبر بلغاريا، خاصة أن الكميات القادمة من موسكو تخضع لعقوبات ترفع الأسعار لمستهلكي الدولة بنسبة كبيرة، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بدأ خط أنابيب الغاز الذي يربط بين شبكتي بلغاريا واليونان العمل، ما يتيح للأولى الوصول إلى كميات أكبر من الغاز الأذربيجاني.

وتدشين هذا الخط، الذي طال انتظاره بعد تأجيل متكرر، يُعد بمثابة طوق نجاة لدول شرق أوروبا بتمكينها من الوصول إلى الغاز غير الروسي، إذ يمكن أن يوفر كميات إلى صربيا ومقدونيا الشمالية ورومانيا المجاورة ومولدوفا وأوكرانيا.

وفرضت بلغاريا رسومًا ضريبية على الغاز الروسي المنقول عبر البلاد منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أضر بجاراتها الأوروبيات، ومنها مقدونيا الشمالية، التي تحصل عليه عبر صوفيا، حسبما ذكر موقع "بلقان غرين إنرجي نيوز"، أمس الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

قيمة الرسوم على الغاز الروسي

بلغت قيمة الرسوم الضريبية التي فرضتها بلغاريا على الغاز الروسي المنقول عبر أراضيها منذ منتصف الشهر الماضي 10.75 دولارًا أميركيًا لكل ميغاواط/ساعة، ما رفع قيمة نقل كل 1000 متر مكعب إلى 113 دولارًا أميركيًا.

وتعتمد بلغاريا على الغاز غير الروسي، منذ وقف شركة غازبروم (Gazprom) الإمدادات إلى صوفيا في أبريل/نيسان 2022، بسبب مطلب لموسكو بسداد قيمة الغاز بعملتها المحلية (الروبل)، وهو ما رفضته الدولة الأوروبية.

وجاءت المشاحنات بين الدولتين وقرار وقف تصدير الغاز الروسي إلى بلغاريا، على خلفية بدء موسكو الحرب في أوكرانيا، وفرض الدول الغربية عقوبات عديدة عليها، ما دفع روسيا إلى استعمال مواردها الطبيعية، لتعزيز مقاومتها ضد العقوبات ومساندة عملتها المحلية، ما دعا الدول الأوروبية إلى اتهامها باتخاذ الغاز سلاحًا في هذا الخلاف.

وبناء عليه، عملت دول الكتلة الأوروبية على الاستغناء عن الغاز الروسي، وكان تدشين خط الغاز الذي يربط بين شبكتي بلغاريا واليونان واحدًا من الإجراءات لتحقيق هذا المستهدف.

ويؤكد ذلك قول رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال حفل بدء تشغيل الخط وهو: "نشعر جميعًا بعواقب الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن بفضل مثل هذا المشروع سيكون لدى أوروبا ما يكفي من الغاز لفصل الشتاء".

واعترضت كل من المجر وصربيا ومقدونيا الشمالية على الرسوم التي فرضتها بلغاريا على الغاز الروسي، كما احتجت الأولى والثانية رسميًا، واتهمتا صوفيا بالتحرك ضد مصالحهما.

تحذير رئيس الوزراء

حذّر رئيس وزراء مقدونيا الشمالية ديميتار كوفاتشيفسكي من رفع دعوى في المحكمة الدولية ضد بلغاريا والاتحاد الأوروبي، ما لم تحصل على الغاز غير الروسي، وتلغي صوفيا الضريبة التي فرضتها على الغاز الروسي القادم إليها عبر أرضيها.

وقال: "لن نتوقف عن المطالبة بتوفير إمكان الحصول على الغاز غير الروسي، وإلغاء الضريبة على الغاز الروسي غير العادلة التي تخالف مبادئ السوق وقواعد الاتحاد الأوروبي".

ولا تستطيع مقدونيا الشمالية استيراد الغاز إلا عن طريق بلغاريا. وتردد السلطات في سكوبيه عن مشكلة زيادة التكلفة على بلادها جراء عدم القدرة على الحصول على أي من كميات الغاز غير الروسي.

وتبحث مقدونيا الشمالية المشكلة حاليًا مع كل من بلغاريا والاتحاد الأوروبي، وفق تصريحات رئيس الوزراء.

وأضاف رئيس الوزراء، أن وزير الاقتصاد كرشنك بكتشي، أخطر الاتحاد الأوروبي بوجوب عدم فرض ضريبة، موضحًا أن بلغاريا منحت مقدونيا الشمالية سعة نقل داخلية لنقل الغاز من شركة غازبروم إلى أراضيها.

وأعلن وزير الاقتصاد في مقدونيا الشمالية، أن بلاده ستنتظر استجابة المفوضية الأوروبية إلى مشكلتها حتى نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وإذا لم تجد حلًا ستلجأ إلى الإدارة التنفيذية في الاتحاد لإخضاع بلغاريا لقواعد التكتل، مشيرًا إلى إمكان تصعيد الأمر إلى التحكيم الدولي.

من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تفحص الشكوى وآثار الضريبة البلغارية على الدول المستوردة للغاز الروسي عبر صوفيا.

ووفق تقارير في وسائل إعلام محلية في بلغاريا، فإن صوفيا ستجني مبلغًا تتراوح قيمته بين 1.2 مليار يورو (1.12 مليار دولار أميركي)، و1.5 مليار يورو (1.4 مليار دولار أميركي) من حصيلة الضريبة.

(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..