التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

سياسات الاتحاد الأوروبي المناخية قد تشهد تحولًا كبيرًا في 2024

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • قوانين إصلاح الطبيعة من شأنها أن تحدّ من استعمال الأراضي للأغراض الزراعية
  • ليس من المستغرب أن يتراجع موقف حزب الشعب الأوروبي بشأن خفض الانبعاثات بأيّ ثمن
  • اليمين الأوروبي اكتشف الغضب ضد سياسات الحياد الكربوني بصفته موضوعًا قويًا لتعبئة الناخبين المحبطين
  • التحول الأخضر لا يؤدي إلى المزيد من فرص العمل والرخاء

قد يشهد عام 2024 تحولًا كبيرًا في سياسات الاتحاد الأوروبي المناخية، إذ كان معروفًا منذ مدة أن العديد من أهداف الانبعاثات الأكثر طموحًا لن يتحقق، ولم تكن المنهجية نفسها موضع شك، حتى وقت قريب.

وفي 23 يونيو/حزيران 2023، اعتمدت المفوضية الأوروبية تغييرات على إطار مساعدات الدولة لدعم "الخطة الصناعية للصفقة الخضراء لعصر الحياد الكربوني" الصادرة في فبراير/شباط 2023.

وتُعدّ الخطة جزءًا من الصفقة الخضراء الأوروبية الأوسع، التي تهدف إلى جعل أوروبا أول قارة محايدة مناخيًا في العالم بحلول عام 2050، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتحدد هذه الخطة عددًا كبيرًا من المقترحات التشريعية والمبادرات غير التشريعية الأخرى، بما في ذلك مراجعات إطار مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي ومقترحات لتشريعات جديدة.

من ناحية ثانية، تقترح المفوضية الأوروبية دعم إنتاج الهيدروجين العالمي، كما فعلت مع أهداف المصادر المتجددة وكفاءة الطاقة، بحسب شركة المحاماة البريطانية الأميركية نورتون روز فولبرايت (Norton Rose Fulbright).

خلاف حول سياسات الاتحاد الأوروبي المناخية

كان هناك إجماع واسع النطاق على أن الاتحاد الأوروبي في وضع يسمح له بأن يكون رائدًا عالميًا في خفض الانبعاثات والتحول الأخضر بعيدًا عن الوقود الأحفوري، حسب موقع أن-هيرد (UnHerd) المتخصص في شؤون السياسة والثقافة.

وبدأ هذا الإجماع ينهار، حاليًا، ويتضح ذلك جليًا في الفجوة متزايدة الاتّساع بين رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وحزبها في البرلمان الأوروبي، حزب الشعب الأوروبي، الذي يقوده ألماني آخر "مانفريد فيبر".

وكانت فون دير لاين مؤيدة للسياسات الخضراء، بما في ذلك التخلص التدريجي من سيارات محركات الاحتراق الداخلي أو قوانين إصلاح الطبيعة التي من شأنها أن تحدّ من استعمال الأراضي للأغراض الزراعية.

من ناحية أخرى، طالب مانفريد فيبر بمزيد من الدعم للمزارعين الألمان، بهدف إدارة حركة متنامية داخل حزبه (أو تحالف من الأحزاب، إذ لا يمكن للمرء التصويت مباشرة لصالح حزب الشعب الأوروبي في انتخابات الاتحاد الأوروبي) الذي يريد تأجيل حظر محركات الاحتراق الداخلي أو إلغاءه.

ويصبح الموقف المتغير لحزب الشعب الأوروبي مفهومًا لدى النظر إلى استطلاعات الرأي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقد تكون السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي قد قدّمت العشرات من مشروعات القوانين والمبادرات لبناء أسس الصفقة الخضراء الأوروبية على مدى السنوات الـ5 الماضية، إلّا أنها لم تتمكن من إنجاز جميع الأهداف، بحسب مجلة بوليتيكو يوروب (Politico Europe) المتخصصة بالشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي.

ويحذّر المجلس الاستشاري من أن المفوضية المقبلة ستحتاج إلى إحراز تقدّم عاجل بمراجعة قواعد ضرائب الطاقة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك رفع الحدّ الأدنى لمعدلات الضرائب على الوقود الأحفوري وخفض الإعفاءات الضريبية لقطاعات مثل الطيران، الذي اقترحته المفوضية الحالية في عام 2021.

تغير المناخ

أحزاب اليمين "الشعبوية"

يبرز دور أحزاب اليمين "الشعبوية" في استطلاعات الرأي، ويعود هذا جزئيًا إلى المقاومة الشعبية المتزايدة ضد سياسات الاتحاد الأوروبي المناخية، التي يُنظر إليها على أنها طموحة للغاية.

وعلى الرغم من أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تتمتع بميزة كونها بيروقراطية غير منتخبة، ولا يمكن عزلها بإرادة الناخبين، فإن زملاءها في حزب الشعب الأوروبي لا يتمتعون بذلك.

وسيكون مكانهم في البرلمان مهددًا إذا عُدُّوا أنهم يتجاهلون مطالب الناخبين، وليس من المستغرب أن يتراجع موقف حزب الشعب الأوروبي بشأن خفض الانبعاثات بأيّ ثمن.

واكتشف اليمين الغضب من سياسات الاتحاد الأوروبي المناخية بصفته موضوعًا قويًا لتعبئة الناخبين المحبطين، كما يتضح من احتجاجات المزارعين في دول مثل هولندا وألمانيا، حسب موقع أن-هيرد (UnHerd) المتخصص في شؤون السياسة والثقافة.

وسارع عدد من الأحزاب في جميع أنحاء القارة -على سبيل المثال، حزب الحرية النمساوي وحزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الجبهة الوطنية في فرنسا- إلى جعل هذه المشكلة قضية رئيسة في الحملة الانتخابية.

ويرى محللون أن ما كان يمثّل مشكلة بالنسبة لأحزاب يسار الوسط لكسب الناخبين، أصبح الآن سببًا لخسارة الأصوات.

ويشيرون إلى أن الأوروبيين يدعمون اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، ما دام ذلك لا يؤثّر في أنماط عيشهم.

وبمجرد أن يتضح أن الحدّ من الانبعاثات يأتي بتكلفة كبيرة، فإن الدعم للسياسات المقابلة ينخفض بشكل كبير.

وقد أظهر المثال الألماني في العامين الماضيين أن التحول الأخضر لا يؤدي إلى المزيد من فرص العمل والرخاء، بل العكس تمامًا.

وكانت ألمانيا الاقتصاد الرئيس الأسوأ أداءً في عام 2023، وقد أعلن وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، أن هذا الصراع سيستمر في المستقبل المنظور.

في المقابل، فإنه لا شيء من هذا يحفّز الناخبين، ويُنظر إلى موقف فون دير لاين -الأقرب إلى موقف هابيك من موقف فيبر- بصفته عائقًا في معركة اكتساب أصوات الناخبين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق