أنسيات الطاقةالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

أنس الحجي: سياسات تغير المناخ قد تقتل الناس.. أوروبا نموذجًا

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن سياسات تغير المناخ قد تؤدي إلى مقتل الناس، وهو ما حدث في أوروبا بالفعل، مؤكدًا أنها لا تخضع للنقاش بشأن ما إذا كانت حقيقة أم لا.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بمساحات منصة "إكس"، بعنوان "التراجع عن سياسات التغير المناخي وأثره في زيادة الطلب على النفط والغاز"، أنه نادرًا ما ينتقل أحد المؤيدين لهذه السياسات إلى صف المعارضين.

وأضاف: "نحن نعارض بشدة السياسات المتطرفة باسم تغير المناخ، والتي أدت إلى أزمات عديدة حول العالم، منها أزمة الطاقة في أوروبا كما نراها الآن، والتي أدت إلى تراجع الحكومات عن سياساتها التي كانت قد أعلنتها في السابق".

واقعية سياسات تغير المناخ

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي: "الموضوع أننا لا نريد أن تنجرف البلاد العربية وراء أوروبا انجرافًا أعمى فيما يتعلق بسياسات تغير المناخ، إذ إن النتائج في أوروبا والحقائق واضحة تمامًا، وأوضح بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة".

وأضاف: "عند الحديث عن سياسات تغير المناخ، فإنهم يريدون بناء الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والاعتماد على الوقود الحيوي بدلًا من الديزل والبنزين، إذ إنه من المعروف أن هناك شيئًا اسمه الديزل الحيوي أو الوقود الحيوي، في مقابل ما نستعمله الآن من الديزل والبنزين الذي نسميه المعدني".

ولفت إلى أن الديزل المعدني مقصود به الديزل الذي يُستَعمَل الآن عالميًا، إذ إنه تاريخيًا كان العرب يعدّون النفط نوعًا من المعادن، ولكن في صورة سائلة، لذلك فإنه عند وصف الديزل بأنه معدني، فالهدف هو تمييزه عن الديزل الحيوي.

تغير المناخ

وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه بالنظر إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح -وهما من أساسيات سياسات تغير المناخ- يتضح أنها كلها تعتمد على الطقس، ولكن الأزمة أن التغيرات المناخية تؤدي إلى تغير الطقس، ومؤيدو هذه السياسات يقولون بأنفسهم، إن القادم أسوأ، ومن ثم فإن تغيرات الطقس أكبر.

وتابع: "إذن، لماذا ترهن البشرية بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي، وكلها تعتمد على الطقس الذي تقول بنفسك، إنه سيتغير بشكل كبير بسبب تغير المناخ؟ فهذا أول تعارض".

الأمر الآخر، وفق الحجي، هو أنه بالنظر إلى تاريخ البشرية وأنواع الطاقة التي استعملتها -وهنا نقول دون أي تحفّظ، إن تاريخ البشرية هو تاريخ طاقة- نجد أن التحسّن الدائم بسبب التعلم كان باتجاه طاقة أكثر كثافة يمكن نقلها بكميات صغيرة، لأنها كثيفة، فتعطي طاقة أكبر.

وأشار إلى أن هناك إمكان النقل من جهة، وهناك الكثافة من جهة أخرى، إذ إن البشرية لم تصل إلى النفط وانتشاره بهدف الشكل بمؤامرة أو اتفاق دولي على استعمال النفط، بل إن الأمر حدث بشكل طبيعي بسبب كثافة الطاقة فيهما وإمكان نقلهما وكذلك إمكان التقسيم.

وأردف: "إمكان التقسيم مهم جدًا، لأن بعض مصادر الطاقة قد لا يمكن نقلها أو تجزئتها، بينما يمكن الحصول على كمية صغيرة جدًا أو كمية كبيرة من النفط، وهذا أمر مهم بالنسبة إلى كثافة الطاقة".

كثافة النفط والغاز والطاقة النووية

قارن خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي بين كثافة الطاقة الخاصة بالنفط والغاز والطاقة المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من المصادر المتجددة التي ينادي بها دعاة تغير المناخ، مؤكدًا وجود فروقات ضخمة.

ولفت إلى أن هناك ما هو أفضل من النفط والغاز، وهو الطاقة النووية، ولكن مشروعات الطاقة النووية فيها مشكلتان، الأولى أنها تتطلب رأس مال كبيرًا، والثانية أنها موضوع سياسي خطير، مضيفًا: "بين السياسية والاقتصاد والبحث عمّن يمول هذه المشروعات أصبحت الأمور صعبة، خاصة بالنسبة إلى الدول النامية".

الطاقة النووية

 

ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، دائمًا ما تتحرك البشرية باتجاه المصدر الأكثر كثافة، والذي يمكن تجزئته ونقله، وبالنظر إلى سياسات تغير المناخ، يتضح أنها تركّز على أشياء أقلّ كثافة، ولا يمكن نقلها إلّا على شكل كهرباء.

وأوضح أن نقل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على شكل كهرباء يؤدي إلى إهدار ضخم، مضيفًا: "أنا أتكلم بشكل مبسّط لتوضيح المشكلة، ولماذا نحاول تحجيم هذه السياسات قبل حصول الكارثة الكبرى؟ فنحن لسنا ضد الطاقة الشمسية أو طاقة الهواء، ولسنا ضد الوقود الحيوي أو السيارات الكهربائية".

وتابع: "نحن في حاجة إلى كل مصادر الطاقة، بسبب الزيادة الضخمة في استهلاك الطاقة مستقبلًا، ونحتاج إلى كل التقنيات لترشيد الاستهلاك، وكل تقنيات المواصلات، بما فيها السيارات الكهربائية والهيدروجينية وغيرها، فما لا نريده هو السياسات المتطرفة التي تؤدي إلى أزمات كبيرة، تؤدي بدورها إلى تضخم وأزمات اقتصادية، ومن ثم انقطاع في التيار الكهربائي، ومقتل الناس".

وأضاف: "عندما أقول مقتل الناس، أتحدث عن حقيقة أن أزمة الطاقة الأوروبية، خلال الشتاء الماضي، مات فيها عدد أكبر ممن ماتوا في أوروبا بسبب جائحة كورونا، وعدد أكبر ممن قتلوا في الحرب الروسية الأوكرانية، وكل هذا بسبب أزمة الطاقة، لذلك فإن محاولات تحجيم سياسات تغير المناخ سببها أن أثرها سيئ بالفعل".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق