التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

جي بي مورغان تنسحب من تحالف الاستثمار المناخي.. ما الأسباب؟

سامر أبو وردة

انضمت جي بي مورغان لإدارة الأصول (JPMAM) إلى قائمة الشركات المُنسحبة من مجموعة كلايميت أكشن 100+ (Climate Action 100+)، بالتزامن مع ضغوط شديدة تتعرض لها الصناعة من جانب الحزب الجمهوري الأميركي.

وتعدّ كلايميت أكشن 100+ مجموعة استثمارية تحثّ الشركات على اتخاذ إجراءات بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأرجعت جي بي مورغان -الواقعة في مدينة نيويورك- سبب انسحابها إلى تطور قدراتها الإشرافية، إذ أصبح لدى قسمها الآن القدرة على القيام بالمشاركة المناخية للشركات بمفرده.

انسحاب جي بي مورغان

في ديسمبر/كانون الأول 2017، أُطلقت مبادرة المناخ 100، التي تحثّ شركات الطيران وشركات النفط الكبرى وغيرها من الشركات التي تنتج عن عملها انبعاثات ضارة، على تقليل بصمتها الكربونية، وانضمت إليها جي بي مورغان عام 2020، بالإضافة إلى العديد من الشركات الأميركية الكبيرة، مثل بلاك روك BlackRock، وستيت ستريت غلوبال أدفيزورس State Street Global Advisors

وقال متحدث باسم جي بي مورغان، في بيان، إن الشركة لن تجدد عضويتها في منظمة العمل المناخي 100+، وفقًا لما أوردت صحيفة فايننشال تايمز.

وأضاف: "لقد استثمرت الشركة باستثمار كبير في فريق الإشراف التابع لها، وفي مشاركة الشركات، بالإضافة إلى تطوير إطار المشاركة الخاص بها في مواجهة مخاطر المناخ على مدار العامين الماضيين"، مشيرًا إلى أن الشركة قامت ببناء فريق من 40 متخصصًا في الاستثمار المستدام.

العمل المناخي 100+

جاء انسحاب جي بي مورغان بعد مغادرة العديد من الصناديق خلال عام 2023 من تحالف الاستثمار البيئي والمناخي، مثل لوميس سايلز ووالتر سكوت، وبمغادرة جي بي مورغان سيتقلص عدد مديري الأصول الكبار في منظمة العمل المناخي 100+.

ويستمر إدراج شركات بلاك روك، وغولدمان ساكس، وإنفيسكو، وبيمكو، في الموقع الإلكتروني للمنظمة، في حين لم تنضم شركتا فانغارد "vanguard"، وفيديلتي "Fidelity" مطلقًا إلى المجموعة، التي تضم أكثر من 700 عضو.

من جانبه، لم يُعلّق ممثل منظمة العمل المناخي 100+ على انسحاب جي بي مورغان، مكتفيًا بالقول، إن 13 شركة فقط غادرت المنظمة منذ إطلاقها، بينما انضمت نحو 60 شركة منذ يونيو/حزيران 2023.

تغير المناخ

ضغوط الجمهوريين

تدعم سياسة الحزب الجمهوري الأميركي التحالف مع صناعة النفط والغاز، ويرى نشطاء المناخ أنها تضع العراقيل أمام قطاع الاستثمار المستدام.

وفي عام 2022، منعت ولاية فرجينيا الغربية 5 شركات مالية، منها جي بي مورغان وبلاك روك وغولدمان، من القيام بأعمال حكومية جديدة، بدعوى أنها تقاطع صناعة الوقود الأحفوري.

واتهمت ولاية تكساس، الرائدة في إنتاج النفط في الولايات المتحدة، منظمة العمل المناخي 100+، بأنها تناهض صناعة النفط، ومنعت شركات مالية، منها بلاك روك، من التعامل مع الحكومة.

كما منعت ولاية أوكلاهوما، في عام 2023، شركات جي بي مورغان وبلاك روك وغيرها، من التعامل مع الولاية.

واستدعت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي شركة بلاك روك وفانغارد وستيت ستريت غلوبال أدفيزورس، ومسؤول في منظمة العمل المناخي 100، للتحقيق في الاستثمار المستدام.

غادرت شركة فانغارد مبادرة "نت زيرو أست ماندغرز" Net Zero Asset Managers، في ديسمبر/كانون الأول 2022، قبل أيام من الموعد المقرر للإدلاء بشهادتها في جلسة استماع تشريعية في تكساس حول الاستثمار المستدام، وغادرت شركة فانغارد، بالإضافة إلى بلاك روك وستيت ستريت غلوبال أدفيزورس، وفي نهاية الأمر أُعفيت فانغارد من جلسة الاستماع.

بالإضافة إلى ذلك، يُحقق 21 مدعيًا عامًا جمهوريًا في الولايات مع مديري الأصول بسبب العمل معًا في قضايا المناخ، إذ قال المدّعي العامّ في 2023: "يظهر التنسيق غير القانوني المحتمل في جميع وثائق منظمة العمل المناخي 100+".

وأشار تقرير حديث لبنك جي بي مورغان عن تغير المناخ، أنه بشأن حدود العمل الجماعي، فإن المصرف لا يعمل بالتنسيق مع مستثمرين آخرين فيما يتعلق بالمسائل الاستثمارية، ويتخذ قراراته المستقلة فيما يتعلق بالشركات المستثمر فيها.

مناهضة مشروعات النفط والغاز

تتعالى أصوات الجماعات المعنية بالتغيرات المناخية للمطالبة بكبح الإنفاق الاستثماري على مشروعات النفط والغاز، لما ينتج عنها من قدر هائل من الانبعاثات الكربونية.

وبدأ العديد من الحكومات حول العالم في التوجه إلى استبدال الطاقة المتجددة بمصادر الوقود الأحفوري، وتعظيم حصّتها في مزيج الكهرباء العالمي، ضمن إطار مساعيها الحثيثة لمنع ارتفاع الاحترار العالمي لأكثر من 1.5 درجة مئوية، وهي المستويات التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية.

وأشار أحدث تقرير صادر عن لجنة التغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة، إلى أن العالم بحاجة ماسّة إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة، حتى تنخفض بنسبة 60% عن مستوياتها المسجلة في 2019، وذلك بحلول عام 2035، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرغ".

وقال ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣُﻼك اﻷﺻﻮل ذات الحياد الكربوني "إن زد إيه أو إيه"، إنه يتوقع من أعضائه عدم ضخ استثمارات جديدة في مشروعات النفط والغاز، حسبما أوردت وكالة رويترز.

وطالب التحالف شركات النفط والغاز، بجانب الشركات التي تستعمل الوقود، بتحديد أهداف علمية لخفض انبعاثاتها الكربونية، وتنفيذ خطط التحول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق