التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

احتياطيات المعادن في عسير.. كنز سعودي قيمته 64 مليار دولار (تقرير)

تعدّ احتياطيات المعادن في عسير واحدة من المقومات التي تعوّل عليها وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية، لتحقيق إستراتيجيتها الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل بالمملكة.

وأسهم التنوع الجغرافي في منطقة عسير باكتناز الأرض لعدد من الخامات المعدنية الفلزية، تتصدّرها معادن الذهب والنحاس، والمعادن اللافلزية من "ركام خفيف الوزن" والغرانيت.

تتنوع المعادن في عسير، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- لتضم أكثر من 34 معدنًا تحتضنها جبال ووديان وسهول المنطقة الممتدة على مساحة جغرافية تُقدَّر بنحو 81 ألف كيلو متر مربع.

التعدين في عسير

تقع منطقة عسير ضمن سلسلة "الدرع العربي" التي تحتوي على الذهب والنحاس والزنك والرصاص والحديد والنيكل والعناصر الأرضية النادرة والترسبات المعدنية الأخرى من الأنواع المرتبطة والمتصاحبة مع الصفائح التكتونية النشطة.

وقدّرت وزارة الصناعة والثروة المعدنية حجم ثروات احتياطيات المعادن في عسير بنحو 240 مليار ريال (63.98 مليار دولار)، حسبما ذكرت وكالة واس الرسمية.

أحد مواقع التعدين في السعودية
أحد مواقع التعدين في السعودية - أرشيفية

يعدّ الزنك أحد أهم المعادن في عسير باحتياطيات تُقدَّر قيمتها بنحو 78.7 مليار ريال (20.98 مليار دولار)، يليه الذهب بـ 73.9 مليار ريال (19.70 مليار دولار)، وجاء النحاس ثالث الثروات المعدنية بـ 60.9 مليار ريال (16.23 مليار دولار)، في حين بلغت قدرة قيمة الفضة بـ 22.5 مليار ريال (6 مليارات دولار).

ووفقًا لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تحتوي منطقة عسير على 404 مكامن تعدينية تنتشر في أنحاء المنطقة، إذ يبلغ عدد مواقع الخامات الفلزية منها 251 موقعًا، تمثّل 62% من إجمالي مواقع المعادن في عسير، مقابل 153 موقعًا للخامات اللافلزية تبلغ نسبتها نحو 38% من إجمالي مواقع الخامات المعدنية .

ويتصدر الذهب بحسب تقرير للغرفة التجارية الصناعية في أبها أعداد مكامن الخامات الفلزية في عسير بـ 131 مكمنًا، يليه النحاس بـ 52 مكمنًا، ثم التلجيستون بـ 12 مكمنًا، في حين حلّ خام الزنك رابعًا بـ 10 مكامن، ثم الفضة بـ 9 مكامن، ويليها بالتتابع خامات الفضة والجلوسان والحديد والبريليوم والرصاص والقصدير والسيريوم والنيكل والكروميوم واليورانيوم والتيتانيوم والنيوبيوم.

وفي الخامات اللافلزية، جاء معدن الركام خفيف الوزن بـ 46 مكمنًا، يليه الغرانيت بـ 27 مكمنًا، ثم الكوارتز بـ 19 مكمنًا، ثم الحجر الجيري والرخام بـ 13 مكمنًا لكل منهما، في حين تتوزع بقية المكامن على خامات لاتيريت وفلدسبار وكسوريا وتلك وجابرو وميكا وغرافيت وفلورايت وكاولين واسبستوس وبازلت وشيل وسيانيت وصلصال وكونجلوميريت وكيانيت وركام.

التعدين في السعودية

حافظت منطقة عسير على مركزها الخامس في عدد التراخيص التعدينية السارية في المملكة حتى نهاية شهر يوليو/تموز 2023 بعدد 191 رخصة، من إجمالي 2348 رخصة أصدرتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وفقًا لتقرير المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية التابع لها.

وتنوعت الرخص المصدَرة بين رخص الاستطلاع للمسح الجيولوجي المبدئي للتعرف على البيئة الجيولوجية والشواهد السطحية لوجود المعادن والخامات بصفة عامة، قبل البدء بالكشف، ورخص الكشف عن الرواسب بالطرق الجيولوجية أو الجيوفيزيائية أو الجيوكيميائية أو الحفر بأنواعه، ورخص الاستغلال لاستخراج الخامات والمعادن "تعدينًا أو تحجيرًا"، إضافة لرخص محاجر مواد البناء وفائض خامات معدنية.

ووضعت رؤية المملكة 2030 قطاع التعدين في السعودية ضمن أهم مستهدفاتها، ليكون الركيزة الثالثة في الصناعة السعودية ضمن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، بعد النفط والغاز، والصناعات الكيميائية.

وتعمل المملكة على تعظيم أثر القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، ورفع نسبة مشاركة المحتوى المحلي، وتحسين الميزان التجاري، وتحقيق استدامة القطاع، وتحسين الممكنات التشريعية والاستثمارية في القطاع، وتوليد فرص وظيفية، وتنمية الكوادر الوطنية .

ويُتوقع أن تسهم سلاسل القيمة المعدنية بحلول عام 2035 بأكثر من 281 مليار ريال (74.91 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر أكثر من 265 ألف فرصة عمل جديدة، وتحدّ من صافي الواردات بما لا يقلّ عن 37 مليار ريال (9.86 مليار دولار)، مما يرفع من معدل الإيرادات الحكومية بمقدار 10.9 مليار ريال (2.91 مليار دولار) سنويًا بحلول عام 2035.

أحد مواقع التعدين في السعودية
أحد مواقع التعدين في السعودية - أرشيفية

وتعمل المملكة على الترويج للاستثمارات النوعية بقطاع التعدين في السعودية، من أجل استغلال الثروات التعدينية المقدّرة بـ1.3 تريليون دولار، مثل الفوسفات الذي يُقدّر بـ321 مليار دولار، والذهب بـ229 مليار دولار، والنحاس بـ222 مليار دولار، بالإضافة إلى الزنك بـ138 مليار دولار.

وينظر لقطاع التعدين في السعودية، وفي منطقة عسير بشكل خاص، بصفته ممكّنًا للفرص الاستثمارية غير المباشرة في القطاعات الأخرى، فيسهم في القطاع الصناعي بإنشاء وحدات التكسير والطحن، ووحدات معالجة الخامات المعدنية، ووحدات صهر وتنقية المعادن إضافة للصناعات التحويلية المتعلقة بالخامات المستغلة، وفي قطاع المقاولات يدعم إقامة وصيانة المنشآت، وخدمات النقل والتموين وأعمال الحفر والتفجير وصيانة المعدّات وإنشاء الطرق، وتمديد خطوط الكهرباء والمياه.

ويدعم التوسع في قطاع التعدين في عسير قطاع الخدمات في التعليم والتدريب والخدمات المالية والمصرفية، وسينعكس على تفعيل قطاع النقل للمواد الأولية والأفراد والمنتجات، ويرفع من الحركة التجارية في توريد المعدّات والمحروقات وقطع الغيار و ومواد البناء ومستلزمات المناجم، مع ما سيسهم به في مجال التوسع في الخدمات الصحية والاستشارية والدراسات البيئية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق