التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

تأجيل زيادة أسعار المحروقات في المغرب بسبب الزلزال.. هل ترفعها الشركات؟

الطاقة

للمرة الأولى منذ ما يزيد عن عامين، أرجأت الشركات رفع أسعار المحروقات في المغرب، وذلك بهدف تخفيف المعاناة عن مواطني المملكة، الذين دفعوا تكلفة عالية إثر الزلزال الأخير.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه أسعار النفط العالمية ارتفاعًا كبيرًا، إذ تجاوزت حاجز الـ 94 دولارًا للبرميل، ارتفاعًا من 73 دولارًا للبرميل قبل عدّة أسابيع، وذلك في أعقاب الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب عدد من دول تحالف أوبك+، وفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكان من المقرر إعلان أسعار المحروقات في المغرب في منتصف شهر سبتمبر/أيلول الجاري (2023)، ولكن على غير العادة، لم تلجأ شركات توزيع المحروقات إلى زيادة الأسعار، وفق تقرير نشرته منصة "هسبريس" المغربية.

ارتفاع أسعار النفط العالمية

بينما كانت أسعار النفط العالمية تتخذ منحنى صعوديًا، كانت شركات التوزيع تستعد لرفع أسعار المحروقات في المغرب، إلّا أن الظرف الإنساني الذي تمرّ به البلاد قد عطّل هذه المساعي، ما يشير إلى أن هذه الشركات تواجه خسائر.

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد قرار السعودية وروسيا تمديد خفض الإنتاج الطوعي حتى نهاية العام الجاري، مع تحسّن توقعات الطلب على النفط، بعد ارتفاع نشاط مصافي التكرير في الصين.

وتتوقع بعض البنوك والمؤسسات المالية ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى مستويات تتجاوز 100 دولار للبرميل، لا سيما مع اقترابه من حاجز الـ95 دولارًا خلال الأيام الماضية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار النفط

في الوقت نفسه، كانت شركات توزيع المحروقات المغربية قد حركت خلال شهر أغسطس/آب الماضي الأسعار 5 مرات متتالية، مع استمرار أسعار النفط العالمية في الارتفاع، وكان سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي -حينها- قريبًا من 88 دولارًا للبرميل.

وتشير التقارير إلى أنّ تراجع الشركات عن زيادة أسعار المحروقات في المغرب منتصف الشهر الجاري، جاء متزامنًا مع تلقّي المغاربة دعمًا كبيرًا، سواء من المدن الداخلية أو بعض الدول، مما جعل من المستحيل إضافة أعباء مالية على المتضررين.

يشار إلى أن المملكة المغربية كانت قد تعرضت إلى زلزال مدمر في الثامن من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، تسبَّب في مقتل وإصابة الآلاف من المغاربة، بالإضافة إلى فقدان الكثيرين لمنازلهم، ما أضاف أعباء جديدة على الحكومة.

5 زيادات متتالية في شهر

خلال شهر أغسطس/آب الماضي، شهدت أسعار المحروقات في المغرب 5 زيادات متتالية، وهي خطوة لم تشهدها سوق المشتقات النفطية في المملكة من قبل، إذ يصل سعر لتر الغازوال "الديزل" إلى نحو 13.60 درهمًا (1.34 دولارًا)، في حين وصل سعر البنزين إلى 15.45 درهمًا (1.52 دولارًا).

وانعكست هذه الزيادات في أسعار المحروقات على أرقام التضخم في المغرب، إذ كشفت المندوبية السامية للتخطيط، في رصدها لتطور التضخم، تسارع وتيرة زيادة أسعار المحروقات لتبلغ 6.7% في أغسطس/آب على أساس سنوي.

أسعار المحروقات في المغرب
محطة وقود في المغرب

ويرى خبراء أن شركات توزيع المحروقات كانت تستعيد لزيادة قدرها 0.5 درهمًا (0.049 دولارًا) للّتر الديزل، بداية من 16 سبتمبر/أيلول الجاري، قبل تطبيق زيادة أخرى بمقدار 0.7 درهمًا (0.069 دولارًا) في أكتوبر/تشرين الأول المقبل 2023.

وعن أسباب التراجع عن هذه الزيادة في أسعار المحروقات في المغرب، قال الخبير في المجال الطاقي مصطفى لبرق، في تصريحات لوكالة "هسبريس" المغربية، إن السياق الحالي المرتبط بموجة التضامن بعد الزلزال، منع الشركات من تطبيق الزيادة الأولى.

ولكنه في الوقت نفسه، أشار إلى أنه من غير المعروف إلى متى يمكن أن يستمر هذا الموقف دون إضعاف الشركات، التي من الواضح أنها تبدأ ممارسة أعمالها التجارية بالخسارة، لا سيما مع ارتفاع أسعار النفط عالميًا، وانعكاس ذلك على المواد المكررة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق