رئيسيةأخبار التكنو طاقةتكنو طاقة

إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية.. تقنية مبتكرة في قطاع الطاقة

محمد عبد السند

يبرز إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية بوصفه تقنية واعدة تَعِد بإشعال ثورة في قطاع الطاقة؛ إذ تتيح بديلًا مستدامًا وصديقًا للبيئة لمصادر الوقود الأحفوري، مع تقديم حل عملي لمعضلة إدارة النفايات.

ومع استمرار تطور هذه التقنية، يأمل الخبراء في أن تصبح أكثر جدوى وأوسع انتشارًا، لتسهم في تحقيق مستقبل أكثر نظافة واستدامة، اتساقًا مع أهداف الحياد الكربوني.

وفي ضوء هذه الخلفية الباعثة على التفاؤل، يقف قطاع الطاقة على أعتاب ثورة، بينما يُعول على الحلول الإبداعية في مواجهة التحدي المزدوج المتمثل في ندرة الكهرباء والتدهور البيئي، موقع إنرجي بورتال. إي يو EnergyPortal.eu المتخصص.

ولعل إحدى تلك التقنيات المبتكرة تعتمد على إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية، باعتباره مصدر طاقة مستدامًا وصديقًا للبيئة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

فائدة مزدوجة

لا يعد إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية حلًا مبتكرًا فعالًا من حيث التكلفة فحسب، ولكنه يساعد كذلك على خفض البصمة الكربونية؛ ما يُسهِم في الجهود العالمية الرامية لمكافحة التغيرات المناخية.

وقد جرت العادة على التخلص من نفايات الزيوت النباتية التي تُعَد منتجًا ثانويًا لصناعة الأغذية، أو حتى استعمالها في التطبيقات منخفضة القيمة.

ومع ذلك ساعدت التطورات التكنولوجية الحديثة على إمكان تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى مورد قيم للطاقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

والوقود الحيوي المُنتَج من نفايات الزيوت النباتية هو شكل من أشكال الطاقة المتجددة التي يمكن استعمالها بدلًا من مصادر الوقود الأحفوري، وهو ما يُسهِم في النهاية بتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية الملوثة للبيئة.

الوقود الحيوي
زيت نباتي - الصورة من alibaba

آلية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية

تشتمل عملية تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى وقود حيوي على مراحل عدة.

أولًا يُجمع الزيت، ويُرشح لإزالة ما يُعلق به من جسيمات الطعام.

ثم يُسخن الزين المرشح، ويُمزج بالكحول –عادةً الميثانول- ومادة محفزة.

يُترك هذا الخليط ليتفاعل؛ ما ينتج عنه تكون الديزل الحيوي والغليسرين.

وأخيرًا يُفصل الديزل الحيوي بعد ذلك من الغليسرين، ويُنقى من أي شوائب تمهيدًا لاستعماله وقودًا.

فوائد متعددة

تتعدد الفوائد التي تتأتى من تقنية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية المبتكرة، ويمكن رصدها على النحو التالي:

أولًا: تتيح تلك التقنية طريقة عملية وفاعلة لإدارة النفايات.

فبدلًا من التخلص من نفايات الزيوت النباتية، التي يمكن أن تقود إلى التلوث البيئي، يُعاد تدويرها وتحويلها إلى منتج على درجة عالية من الأهمية.

ثانيًا: يبرز الوقود الحيوي المُنتَج من نفايات الزيوت النباتية مصدرًا نظيفًا وأكثر استدامة لتوليد الكهرباء المتجددة منخفضة التكلفة، مقارنة بمصادر الوقود الأحفوري الحساس بيئيًا.

فهذا الوقود الحيوي لا يَصدُر عنه سوى مستويات منخفضة من غازات الدفيئة، المسبب الرئيس للتغيرات المناخية، عند حرقة؛ ما يُسهم في تخفيف آثاره في الاحترار العالمي.

وعلاوة على ذلك يتيح إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية ونفاياتها -أيضًا- مزايا اقتصادية كبيرة.

فهذه التقنية تخلق رافدًا جديدًا للإيرادات بالنسبة للشركات العاملة في مجال صناعة الأغذية، والتي بمقدورها أن تبيع نفايات الزيوت لإنتاج الوقود الحيوي.

ويمكن أن تساعد تقنية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية على استقرار أسعار الوقود عبر خفض الاعتماد على أسواق النفط المتقلبة باستمرار.

تحديات قائمة

رغم كل المزايا المصاحبة للتقنية الجديدة؛ فإن تطبيقها عمليًا لا يخلُ –أبدًا- من التحديات التي تحتاج إلى حلول عاجلة.

ولعل العقبة الرئيسة التي تعترض عملية تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى وقود حيوي هي جمع ونقل نفايات الزيوت تلك؛ إذ يشتمل ذلك على تعقيدات لوجستية، إلى جانب ارتفاع التكلفة المصاحبة.

وبينما تُعد عملية تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى وقود حيوي مباشرة نسبيًا؛ فإنها تتطلب أجهزة ومعدات متخصصة وخبرات عالية.

ورغم تلك التحديات؛ تبقى تقنية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية ونفاياتها قابلة للتطبيق؛ فهي تمثل حلًا مثاليًا لقطاع الكهرباء والبيئة.

وبينما يكافح العالم مع الحاجة العاجلة للتحول إلى مصادر لتوليد الكهرباء المستدامة النظيفة، يمكن أن تؤدي التقنية المذكورة دورًا حاسمًا في تلك المساعي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق