تكنو طاقةالنشرة الاسبوعيةتقارير التكنو طاقةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعات

إنتاج الوقود الحيوي بأقل بصمة كربونية.. تقنية جديدة لباحثة لبنانية

داليا الهمشري

توصلت باحثة لبنانية إلى تقنية جديدة لخفض الانبعاثات الكربونية في إنتاج الوقود الحيوي المُنتَج من الحمضيات عند درجة حرارة معينة.

وأوضحت الباحثة بجامعة أورليان الفرنسية، المهندسة زهراء دبوق، أن الثورة الصناعية التي شهدها العالم، مؤخرًا، وازدياد عدد السكان قد أدى إلى زيادة نسبة التلوث بشكل كبير، وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأشارت دبوق -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- إلى أن الاستعمال المفرط للمشتقات النفطية قد تسبَّب -كذلك- في انخفاض ملحوظ في مخزونات النفط في العالم، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره، ومن ثم دفع العلماء إلى البحث عن بدائل متوفرة ومتجددة وذات جدوى اقتصادية في الوقت نفسه.

أهم خيارات الطاقة

قالت الباحثة اللبنانية، إن الوقود الحيوي يُعدّ من أهم خيارات الطاقة المتجددة التي يمكنها أن تحلّ محلّ الوقود الأحفوري، مشيرة إلى أن استعمال الوقود الحيوي قد مثّل نحو 75% من إجمالي الطاقة المتجددة، ونحو 10% من الاستهلاك الإجمالي للطاقة، و2% من الطاقة المستعملة لإنتاج الكهرباء عام 2015.

وأضافت أن الطاقة المستمدة من الكتلة الحيوية ستبلغ نحو 26% من إجمالي الطاقة المُستعملة بحلول عام 2050، وفقًا لتوقعات اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

وتابعت المهندسة زهراء دبوق -خلال تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الوقود الحيوي يُستمد من الكتلة الحيوية، والتي تشتمل على جميع المواد المُستدامة القابلة للتجدد ذات المصدر الحيواني أو النباتي، والتي بالإمكان استعمالها في توليد الكهرباء.

واستطردت قائلة، إن الطاقة الحيوية تنقسم إلى نوعين: الطاقة الحيوية التقليدية الناتجة عن حرق الخشب والفضلات الحيوانية والفحم، بينما تشتمل الفئة الثانية والحديثة على الوقود الحيوي السائل المُنتَج من النباتات، مثل قصب السكر والذرة.

كما تتضمن فئة الطاقة الحيوية الحديثة الهضم اللاهوائي للنفايات، والتقنيات المُستعملة في إنتاج الديزل الحيوي والإيثانول وغيرهما، بالإضافة إلى غازي الميثان والهيدروجين.

الجهاز المُستعمل في إنتاج الوقود الحيوي بأقل بصمة كربونية
الجهاز المُستعمل في إنتاج الوقود الحيوي بأقلّ بصمة كربونية

أنواع الوقود الحيوي

ويُقسَّم الوقود الحيوي إلى 3 فئات رئيسة: صلب وسائل وغازي، ويتضمن النوع الأول على مخلّفات النباتات كافة، بما في ذلك أنواع الأخشاب المختلفة، التي تُحرَق لتوليد الكهرباء وتسخين الماء.

بينما يأتي النوع السائل في عدّة أشكال، منها: الإيثانول والديزل الحيوي والزيوت النباتية، التي يمكن خلطها مع المُشتقات النفطية، أو استعمالها كما هي في محركات السيارات.

ويتمثل النوع الثالث في غاز الميثان المستخرج من تحلّل النباتات والمخلّفات وروث الحيوانات، الذي يُستعمل في توليد الكهرباء وعمليات التسخين.

وهذا الوقود الحيوي السائل يعتمد على مصدرين مختلفين، هما: النباتات المحتوية على السكر، أو النشاء، مثل: قصب السكر والشمندر السكري والذرة، التي يُستخرج منها الإيثانول عن طريق التخمير.

بينما يتمثل المصدر الآخر في النباتات المحتوية على الزيوت، مثل: الصويا والفستق ودوّار الشمس والذرة والنخيل، التي تُستغل لاستخراج الزيوت التي تعالَج كيماويًا للحصول على الديزل الحيوي.

ورغم التوسع في الوقود الحيوي في الدول الصناعية، خلال السنوات الأخيرة، فإنه ما يزال هناك تجاهل للآثار البيئية السيئة المترتبة عن زراعته وتصنيعه، وكمية السماد المنتج من الغاز والبتروكيماويات.

وتتصدر البرازيل والولايات المتحدة الدول المنتجة للوقود الحيوي، في حين برزت بعض الدول -مؤخرًا-، مثل إندونيسيا وماليزيا، بصفتها مصادر كبيرة لزيت النخيل المُستعمل في الإنتاج.

تجاهل البصمة الكربونية

أبرزت الباحثة اللبنانية بجامعة أورليان الفرنسية أنه على الرغم من المنافع التي تعود على العالم من التوسع في إنتاج الوقود الحيوي، فما يزال هناك تجاهل تامّ للبصمة الكربونية المرتفعة للتكنولوجيات المستعملة في مجال الطاقة الحيوية.

ولفتت المهندسة زهراء دبوق -خلال تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن الجزيئات والزيوت الحيوية التي تُحرق خلال عملية إنتاج الوقود الحيوي تحتوي -كذلك- على الكربون.

وسلّطت دبوق الضوء على الدراسة التي أجرتها مؤسسة ديفيد ولوسيل باكارد ونشرتها مجلة "غلوبال تشينغ بيولوجي" عام 2019، والتي حذّرت من أن الوقود الحيوي قد يحلّ محلّ الوقود الأحفوري في كمية الانبعاثات الكربونية الناتجة عن إنتاجه.

كما دعت الدراسة إلى ضرورة الحدّ من التوسع في استعمال الوقود الحيوي أسوةً بالمشتقات النفطية.

الجهاز المُستعمل في إنتاج الوقود الحيوي بأقل بصمة كربونية
الجهاز المُستعمل في إنتاج الوقود الحيوي بأقلّ بصمة كربونية

تقليل الانبعاثات

قالت دبوق، إن هذه المخاوف قد دعت العلماء إلى محاولة إنتاج الوقود الحيوي بأقلّ قدر من الانبعاثات الكربونية، موضحةً أنها قامت بدراسة تحت إشراف دكتور فيليب داغو بجامعة أورليان الفرنسية حول آليات تفاعل مجموعة من الوقود الحيوي المشتقة من النباتات لمعرفة الأنواع وظروف التفاعل الأقلّ ضررًا على البيئة.

وأضافت الباحثة اللبنانية أنها قامت بتمييز الانبعاثات وتحليلها بوساطة تقنيات مختلفة، مثل تقنية مقياس الكتلة وكروماتوغرافيا السائل عالية الدقة، للمقارنة بينها بهدف معرفة أنواع النباتات الأقلّ في البصمة الكربونية.

ووجدت الدراسة أن الانبعاثات الناتجة عن عملية إنتاج الوقود الحيوي من الحمضيات -عند درجة حرارة تتراوح ما بين 400 و800 درجة مئوية- هي الأقلّ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق