أخبار التغير المناخيالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةمنوعات

مشروعات الطاقة الشمسية في نيفادا تهدد بانقراض السلاحف الصحراوية

وقعت ضحية الحيوانات المفترسة بعد ترحيلها من أماكن المشروعات

نوار صبح

تهتم دول عديدة، إلى جانب سعيها لاعتماد مصادر الطاقة المتجددة، ومشروعات الطاقة الشمسية، بالحفاظ على ثرواتها البيئية المتنوعة، وتشرّع القوانين الكفيلة بمنع التعامل الجائر مع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، أُدرِِجَت السلاحف الصحراوية ضمن الأنواع المهددة بموجب قانون حماية الأنواع المهددة بالانقراض في البلاد؛ نتيجة انخفاض أعدادها بسبب افتراس الوحوش لها، وحوادث الدهس على الطرق السريعة، واقتناء البشر لها.

ونشرت صحيفة "لاس فيغاس ريفيو جورنال"، مؤخرًا، تقريرًا بعنوان: "نفوق السلاحف الصحراوية يثير المخاوف في ظل تلبية مزارع الشمسية للطاقة"، لمراسلة الجمعية الأميركية للتقدم العلمي، ستيفاني كاستيلو، استعرضت فيه مصير السلاحف المُرَحَّلة من مشروع للطاقة الشمسية.

ويقع مشروع "يلو باين سولار بروجكت" – قيد التطوير- على بعد 16.09 كيلومترًا من بلدة "باهرمب"، وعلى مسافة قليلة من تقاطع طريق الولاية 160 وطريق مدينةتيكوبا، في ولاية نيفادا الأميركية، كما جرى تحصين المشروع بسياج معدني مؤقت لاستبعاد السلاحف الصحراوية.

ترحيل السلاحف الصحراوية

قام فريق من علماء الأحياء بترحيل 139 سلحفاة من موطنها لإفساح المجال للألواح الشمسية في مشروع "يلو باين سولار بروجكت"، وهو واحد من 4 مشروعات كبيرة للطاقة الشمسية بدأ بناؤها في جنوب نيفادا، حيث رُحِّلَت السلاحف برًّا إلى ينابيع "ستمب"في مايو/أيار.

وفي غضون أسابيع قليلة من ترحيلها، قُتلت 30 سلحفاة، وربما افترستها الغُرَيْر (وهو حيوان بري لاحم يشبه السنجاب، من فصيلة ابن عُرس).

ويعتقد دعاة الحفاظ على البيئة أن ضغوط إعادة التوطين جعلت الزواحف أكثر عرضة للخطر، وأن الجفاف تسبّب في بحث الوحوش عن مصادر جديدة للفرائس، ولا يزال خبراء الحياة البرية يبحثون في السبب الدقيق لمقتل السلاحف.

تحدّيات مصادر الطاقة البديلة

يكشف نفوق السلاحف، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض في ولاية نيفادا منذ عام 1990، تحدّيات ناجمة عن جلب مصادر طاقة بديلة إلى صحراء موهافي، في ولاية كاليفورنيا، إلى جانب الحفاظ على تنوّعها البيولوجي.

ويقول دعاة الحفاظ على البيئة، إن على الولاية تعديل قوانين إعادة التوطين في الصحراء، في ظل موسم الجفاف الحالي.

وقالت عالمة الأحياء، المؤسِّسة المشاركة لمؤسَّسة "بيسين آند رينجووتش"، لورا كننغهام، إن السلاحف تضيع وتصاب بالارتباك عندما تُرَحَّل من محيط موطنها.

وأضافت أنها غير مندهشة من اكتشاف الغرير لهذه السلاحف، التي تعيش تجمّعات منزلية وتحفر جحورها بمخالبها الطويلة، كما تحفر شقوقًا صغيرة في الصحراء، حيث ستجمع مياه الأمطار وتشرب من أحواض مياه الأمطار الصغيرة.

الطاقة الشمسية
جولة تفقدية في مكان ترحيل السلاحف الصحراوية

وأوضحت أن السلاحف الصحراوية تنتقل وتستريح في ظل شجيرات معيّنة، ولهذا يمكن لحيوان الغُرير التعرف إلى مواقعها.

وبيّنتْ أنه عندما تُرَحَّل السلاحف إلى منطقة مختلفة، فإنها تبدأ في التجول ومحاولة العودة إلى محيط منازلها، وذلك عندما تصطادها الحيوانات المفترسة.

تجدر الإشارة إلى أن كننغهام أسست مؤسسة "بيسين آند رينجووتش"، غير الربحية مع زوجها كيفن إميريتش، منذ 12 عامًا.

بدائل الطاقة المتجددة

عمل الزوجان عالمَين ميدانيين في علم الأحياء لدى وكالات الحياة البرية الفيدرالية والمحلية، قبل تحويل عملهما للمساعدة في الحفاظ على صحاري ولايتي نيفادا وكاليفورنيا، إلى جانب المطالبة بإيجاد بدائل مستدامة للطاقة المتجددة.

وأعرب الزوجان عن قلقهما بشأن مشروع الطاقة الشمسية الكبير وتأثيره في المساحات الطبيعية الصحراوية.

وقالت لورا كننغهام، إنه يوجد عدد أقلّ من القوارض وعدد أقلّ من السحالي، خلال فترة الجفاف، ولذا فإن الحيوانات المفترسة تطارد كل شيء.

مشروع الطاقة الشمسية

تحفّز الحكومة الفيدرالية الأميركية مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية في الأراضي العامة، بمقتضى قانون تطوير الطاقة المتجددة للأراضي العامة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وافق مكتب إدارة الأراضي على طلب مشروع "يلو باين سولار بروجكت"، الذي تطوّره إحدى الشركات التابعة لشركة "نكست إراإنرجيريسورسز".

ومن المتوقع أن يولّد المشروع 500 ميغاواط من الكهرباء لما يصل إلى 100 ألف أسرة باستخدام الألواح الشمسية الكهروضوئية بحلول نهاية عام 2022، وفقًا لما نشرته صحيفة "لاس فيغاس ريفيو جورنال".

وتمتصّ المصفوفات الشمسية الطاقة من الشمس وتولّد الكهرباء، التي ستُخزَّن بعد ذلك في بطارية أيونات الليثيوم، وتُجَمَّع بوساطة نظام تجميع كهربائي داخلي، ثم تتحول إلى جهد نقل كهربائي قبل الوصول إلى المنازل.

مزارع الطاقة الشمسية

يقول المطورون، إن مزرعة الطاقة الشمسية ستوفر فرص عمل محلية، بما في ذلك 300 وظيفة بناء، وتدرّ نحو 23 مليون دولار إيرادات ضريبية إضافية لمقاطعة كلارك في غضون عقد من عمر المشروع.

وقامت الشركة، قبل تطوير المشروع، بمسح الحيوانات البرية والنباتات والموارد الثقافية والقبلية والأنواع المهددة بالانقراض.

ثم أصدر مكتب إدارة الأراضي حق استخدام الطريق (حق المرور) في يناير 2021، ومنح المطورين الموافقة على البدء في تطهير منطقة السلاحف، ووضع سياج أمني لمنع السلاحف من العودة إلى موقع المشروع.

تبرير نفوق السلاحف

بلغت نسبة السلاحف التي قتلها الغرير نحو ثلث السلاحف البالغة التي رُحِّلَت، ولم ترد أنباء عن سقوط المزيد من القتلى منذ وقوع الحادث في الفترة من منتصف مايو/أيار إلى منتصف يوليو/تموز.

وعلى الرغم من تدابير الحماية وتخفيف المخاطر، ماتت عشرات السلاحف في غضون أسابيع من ترحيلها من موقع المشروع إلى منزلها الجديد في ينابيع "ستمب".

وقال منسّق إنقاذ سلحفاة الصحراء في دائرة الأسماك والحياة البرية، روي أفريلموراي، إنه ليس متأكدًا تمامًا مما كان يفعله حيوان الغرير، أو ما يحدث، لكنه كان يركّز إلى حدّ كبير على فترة الـ5 أسابيع تلك.

وأضاف أنه لا يُعرف عن الغرير أنه يفترس السلاحف الصحراوية؛ لأن فرائسه الرئيسة هي القوارض الصحراوية والطيور التي تعشّش على الأرض والسحالي والحشرات.

ويقترح الزوجان كننغهام وإميريش أن يقوم المطورون، بدلاً من تنفيذ المشروع، ببناء مصفوفات شمسية على أسطح مرائب وقوف السيارات، أو تأجيل تطوير مشروعات الطاقة الشمسية عندما لا يكون هناك جفاف شديد.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق