تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددة

هل تسهم الكتلة الحيوية بتحقيق الحياد الكربوني في أوروبا؟

أمل نبيل

تُمثّل الكتلة الحيوية نحو ثلثي إنتاج الطاقة المتجددة في أوروبا، وتعتمد القارّة العجوز بشكل رئيس في إنتاجها على حبيبات الخشب القادمة من الولايات المتحدة الأميركية.

وشكّلت مصادر الطاقة المتجددة، 21.3% من إنتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي عام 2020، الذي تجاوز بذلك أهدافه المعلَنة في عام 2009، بإنتاج 20% من المصادر المتجددة.

وتعدّ الأهداف الأوروبية، التي أُعلِنَت منذ 13 عامًا، من بين أوائل الوعود العالمية الطموحة لمواجهة تغير المناخ في قارّة تعتمد بشكل رئيس في إنتاج الكهرباء على النفط ومشتقاته.

وتخطط أوروبا لإنتاج 32% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ماهي الكتلة الحيوية؟

تُعرف الكتلة الحيوية بأنها أيّ مادة عضوية تستخدَم وقودًا، مثل السماد الطبيعي أو النفايات الزراعية أو الصناعية والقمامة، ويعدّ الخشب أحد أهم مصادرها.

كما تشمل الوقود الحيوي، الإيثانول، والديزل الحيوي، والغاز الحيوي، والبيوتانول الحيوي، وجميعها أنواع وقود تُستخدم مباشرةً في محرّكات النفط.

وتُستخدم الأخشاب مصدرًا للوقود منذ آلاف السنين، ومع تزايد الطلب العالمي على الكتلة الحيوية، بديلًا للفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، ارتفع الطلب على حبيبات الخشب.

هل تساهم الكتلة الحيوية في تحقيق الحياد الكربوني في أوروبا؟
إنتاج الكتلة الحيوية من حبيبات الخشب

وصُنِّفَت الحبيبات الخشبية بأنها مصدر طاقة خالٍ من الكربون للمرة الأولى ضمن وثيقة "كيوتو" التي وقّعت عليها 180 دولة في عام 1997، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية، لحماية العالم من أثار التغير المناخي.

وعلّقت الاتفاقية أمالًا كبيرة على الحبيبات الخشبية مصدرًا لتوليد الكهرباء، بدلًا من الفحم.

الكتلة الحيوية والحياد الكربوني

تعيد شركات الكتلة الحيوية الخشبية زارعةَ الأشجار خلال حصاد الأخشاب، مما يُعرّض الأشجار الصغيرة لامتصاص الكربون.

ولا يمكن للكتلة الحيوية أن تُسهم بشكل فوري في تحقيق الحياد الكربوني، إذ يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى تتمكن الشتلات الجديدة من امتصاص الكربون بمعدلات الأشجار القديمة التي حُصِدَت، بالإضافة إلى الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الحبيبات الخشبية.

ووجد تحليل لمشروع السلامة البيئية -منشور عام 2018- أن 21 منشأة من حبيبات الخشب يمكنها أن تصّدر انبعاثات كربونية إلى أوروبا تصل إلى 16 ألف طن/سنويًا، بخلاف الانبعاثات الصادرة من النقل في السفن عبر المحيط الأطلسي والتي لا تُحسَب في الغالب.

وتشير التقديرات إلى أن الأخشاب تمثّل 60% على الأقلّ من الكتلة الحيوية الأوروبية.

ومن المتوقع أن تبلغ قيمة سوق طاقة الكتلة الحيوية 108.64 مليار دولار بحلول عام 2027.

ويُحذّر أحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من أن الجهود المبذولة لخفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري غير كافية.

الكتلة الحيوية

وبحسب التقرير الأممي، إذا لم تتكاتف الحكومات العالمية لخفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2025، فإن العالم سيقف عاجزًا أمام ارتفاع درجات الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وتتبنّى الدول الأوربية خطة طموحة لخفض الانبعاثات الكربونية وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، إذ نمت إمدادات الطاقة المتجددة في القارّة الأوربية بنسبة 237% منذ عام 1990.

وتستهدف بريطانيا -رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي- إنتاج الكهرباء بنسبة 100% من مصادر متجددة بحلول عام 2035، ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ويأتي الطلب الأكبر على الكتلة الحيوية من قطاعات الطاقة والصناعة، إذ يمثّل كلّ منهما 34% من الطلب، يليه قطاع المباني بنسبة 18%، وقطاع النقل بنسبة 14%.

الحبيبات الخشبية الأميركية

وقّع أكثر من 500 عالِمٍ رسالةً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء اليابان والمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة، لمطالبتهم بالتوقف عن دعم وقود الكتلة الحيوية، وفقًا لموقع غلوب ناو.

وفي العام الماضي، توقفت هولندا -التي استوردت ما يقرب من مليون طن من الحبيبات الخشبية الأميركية في عام 2021- عن تقديم الدعم لمحطات الكتلة الحيوية الجديدة، بهدف التخلص منها تدريجيًا، والتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

ومثّلت طاقة الكتلة الحيوية 54% من إجمالي طاقة توليد الكهرباء في هولندا خلال العام الماضي.

ومع تصاعد حدّة الضغط لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة، خاصًة في أوروبا، يتزايد الطلب على الحبيبات الخشبية، والتي كانت بالغابات في ألمانيا والسويد، ولا تفيا مصدرًا رئيسًا لها عبر التاريخ.

ولتلبية الطلب في الدول الأوروبية التي تعاني عجزًا في إنتاج الكتلة الحيوية، تحوّل جنوب الولايات المتحدة إلى مركز لإنتاج الحبيبات الخشبية، إذ يُنتج أكثر من 23 مصنعًا نحو 10.5 مليون طن من الحبيبات الخشبية سنويًا.

وقفزت قيمة الصادرات الأميركية من الحبيبات الخشبية إلى أوروبا بنسبة 60% تقريبًا خلال السنوات الـ 5 الماضية.

ويعدّ جنوب الولايات المتحدة موطنًا لصناعة الحبيبات الخشبية الأميركية، بسبب توافر مساحات كبيرة من الغابات المملوكة للقطاع الخاص.

وتضغط شركات الكتلة الحيوية المستخرجة من الأخشاب لتخفيف قواعد الاتحاد الأوروبي المقترحة التي من شأنها زيادة حماية الغابات.

واعترضت جمعية الحبيبات الصناعية الأميركية على التغييرات المقترحة بإنشاء مناطق محظورة من الغابات، يُمنع فيها حصاد الأشجار.

وتتحكم 3 شركات هي: إنفيفا، ودراكس بيوماس، وفرام رينيوابل فويلز، بثلثي مرافق الحبيببات الخشبية في جنوب الولايات المتحدة، المصدر الرئيس للقارّة الأوروبية، وتمتلك دراكس 17 مصنعًا للكتلة الحيوية في كندا وجنوب الولايات المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق