التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

قدرة التحليل الكهربائي في أوروبا قد تهدد زيادة إنتاج الهيدروجين

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • المحللات الكهربائية المخصصة لصنع الهيدروجين الأخضر تمثل 0.33% فقط من إجمالي القدرة الإنتاجية لأوروبا
  • • القدرة المجمعة لجميع المشروعات في أوروبا أصغر من مشروع كوكا في الصين
  • • بلجيكا وهولندا هما من الدول الأعضاء الأكثر تقدمًا من حيث تطوير البنية التحتية لنقل الهيدروجين
  • • أوروبا تمتلك حاليًا 3.9 غيغاواط من القدرة السنوية لتصنيع المحلل الكهربائي

من المنتظر أن تسجل قدرة التحليل الكهربائي في أوروبا لإنتاج الهيدروجين الأخضر نحو 1 غيغاواط بحلول عام 2030، وهو أقل بكثير من النطاق المطلوب لهدف الإنتاج المحلي للاتحاد الأوروبي البالغ 10 ملايين طن بحلول ذلك العام.

جاء ذلك حسب تقرير حديث حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، إذ يتتبع مراحل مشروعات الإنتاج بالإضافة إلى الطلب على الهيدروجين.

وزادت مشروعات الهيدروجين الأخضر بصورة ملحوظة، مع 228 ميغاواط من قدرة التحليل الكهربائي في أوروبا قيد التشغيل بدءًا من سبتمبر/أيلول من 58.9 ميغاواط في عام 2017، بمعدل نمو سنوي قدره 25%.

إجمالي القدرات المطلوبة للتصنيع

تمثّل قدرة التحليل الكهربائي في أوروبا، المخصصة لصنع الهيدروجين الأخضر، على عكس المستعملة في عملية الكلور القلوي، 0.33% فقط من إجمالي القدرة الإنتاجية للقارة، البالغة 11.5 مليون طن سنويًا من غاز الهيدروجين.

ويكمن جزء من المشكلة في أن مشروعات الهيدروجين الأخضر الفردية التي بدأت اليوم ما تزال صغيرة للغاية، وذلك حسب تقرير بعنوان "مراقبة الهيدروجين النظيف"، أصدره اتحاد صناعة الهيدروجين في أوروبا "هيدروجين أوروبا".

ووجد الاتحاد أن متوسط قدرة التحليل الكهربائي في أوروبا يبلغ 1.37 ميغاواط -بزيادة طفيفة عن متوسط 0.93 ميغاواط في عام 2020- في حين أن 13 مشروعًا للهيدروجين الأخضر بقدرات أعلى من 5 ميغاواط تمثّل 52% من إجمالي القدرة المجمعة.

محطة هيدروجين أخضر تابعة لشركة إيبردرولا في إسبانيا
محطة هيدروجين أخضر تابعة لشركة إيبردرولا في إسبانيا - الصورة من موقع هيدروجين إنسايت

ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة، إلى أن قدرة التحليل الكهربائي في أوروبا المجمعة لكل المشروعات، أصغر من مشروع كوكا، الذي تبلغ قدرته 260 ميغاواط في الصين، والذي تم تشغيله هذا العام.

وتوجد مشكلة أخرى تتمثّل في أن جميع المشروعات التي تعتمد على التحليل الكهربائي في أوروبا، العاملة تحديدًا، مخصصة لأغراض البحث أو العرض التجريبي، بسبب قلة شهية مشتري الهيدروجين النظيف المحتملين لكميات كبيرة على المدى القريب، بسبب فجوة التكلفة بين الهيدروجين المتجدد ونظيره الأحفوري المتوفر.

الطلب على الهيدروجين في أوروبا

عندما يتعلق الأمر بالطلب، يتوقع اتحاد صناعة الهيدروجين في أوروبا "هيدروجين أوروبا" إنتاج 7.1 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030 لمشروعات الصلب النظيف الأوروبية المعلنة، أو الأمونيا، أو التكرير، أو الوقود الاصطناعي، حسبما نشره موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight)، المعني بأخبار صناعة الهيدروحين العالمية.

ومن المتوقع أن يتزايد هذا في السنوات المقبلة، إذ تحول الدول الأعضاء أهداف "إرشادات الطاقة المتجددة" المحدثة لاستعمال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في الصناعة والنقل، وفق التشريعات واللوائح الوطنية.

في الوقت نفسه، ارتفع عدد مشروعات الهيدروجين المنتج من مصادر الطاقة المتجددة المعلنة، التي من المقرر أن تبدأ في عام 2030 بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي.

وحال تطوير خط الأنابيب الحالي، فسيصل هذا تقريبًا إلى 100 غيغاواط من قدرة التحليل الكهربائي في أوروبا، وستكون التقديرات ضرورية لإنتاج 10 ملايين طن من غاز الهيدروجين المتجدد بحلول عام 2030.

ويشير اتحاد صناعة الهيدروجين في أوروبا إلى أنه "على غرار السنوات السابقة، ما تزال المشروعات تتأخر".

على سبيل المثال، في حين أن تقرير اتحاد صناعة الهيدروجين في أوروبا لعام 2022 تتبع 257 محطة من المقرر أن تدخل الخدمة في عام 2024، إلا أنه تتبع 194 محطة فقط هذا العام "بعد مراعاة الجداول الزمنية المنقحة".

مشروع لإنتاج الهيدروجين
مشروع لإنتاج الهيدروجين - الصورة من موقع مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة

وتميل هذه المشروعات المتأخرة إلى أن تكون أكبر بكثير، إذ أشار الاتحاد إلى أنه "في حين أن تقارير عامي 2021 و2022 تتبعت نحو 6 غيغاواط ليتم نشرها في عام 2024، فإن تقرير هذا العام يتتبع 2.4 غيغاواط، في حين جرى تأجيل الباقي أو إلغاؤه".

ويضيف التقرير: "من المرجح أن يكون العدد الحقيقي الذي سيجري وضعه في الخدمة بحلول نهاية عام 2024 أقل بكثير".

وعلى الرغم من إعلان نحو 9 غيغاواط من القدرة الجديدة هذا العام للتركيب بحلول عام 2030، فإن أرقام "هيدروجين أوروبا" للقدرة المركبة التراكمية بحلول نهاية هذا العقد قد انخفضت بمقدار 54 غيغاواط إلى 85 غيغاواط، ويرجع ذلك جزئيًا إلى "إلغاء" مشروع كبير واحد أُعلن مسبقًا".

ويشير الاتحاد إلى أنه بالإضافة إلى جمع المعلومات من مصادر سرية، فإنه سيدرج المشروع على أنه ملغى في تقريره عند غياب معلومات بشأن التقدم المحرز خلال 18 شهرًا، حسبما نشره موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight)، المعني بأخبار صناعة الهيدروحين العالمية.

الحاجة إلى أجهزة التحليل الكهربائي في أوروبا

تمتلك أوروبا حاليًا 3.9 غيغاواط من القدرة السنوية لتصنيع المحلل الكهربائي بدءًا من الشهر الماضي، أو زيادة قدرها 0.6 غيغاواط عن العام الماضي، ما يمنحها حصة سوقية تبلغ 27%، مقارنة بـ4.9 غيغاواط في الصين (34%).

ويفيد اتحاد صناعة الهيدروجين في أوروبا "هيدروجين أوروبا" بأن هذا لن يؤدي إلا إلى توفير ما يصل إلى 23.4 غيغاواط من قدرة التحليل الكهربائي على مدى السنوات الـ7 المقبلة.

وهذا يعني أن القدرة على تصنيع المحلل الكهربائي يجب أن تزيد بنسبة 40% سنويًا، وإلا فإن أوروبا سوف تعتمد على المعدات المستوردة، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقد أعلن المصنعون توسعات بقدرة 27.8 غيغاواط بحلول عام 2030، مع زيادة قدرها 10 غيغاواط بدءًا من عام 2025، ما سيمكن من تصنيع 169 غيغاواط من المحللات الكهربائية بحلول نهاية عام 2030.

ويرى محللون أن هذه القدرة أكثر من كافية لإنتاج 10 ملايين طن من غاز الهيدروجين المنتج محليًا الذي يستهدفه الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030.

ويشير اتحاد صناعة الهيدروجين في أوروبا إلى أن القدرة التصنيعية الجديدة تستغرق عمومًا مدة زمنية للاستثمار تتراوح من 3 إلى 4 سنوات، في حين أن ثلثي مشروعات التوسعة ما تزال في مرحلة ما قبل الاستثمار النهائي، في ظل خطر كبير للإلغاء أو التأخير أو إعادة التوطين.

دول رائدة في تطوير الهيدروجين الأخضر

من غير المستغرب أن تهيمن إسبانيا، بسبب وفرة الطاقة الشمسية رخيصة الثمن لديها مقارنة بمعظم دول أوروبا، على خط أنابيب مشروع الهيدروجين الأخضر، بقدرة 21.6 غيغاواط موزعة على 141 منشأة معلنة.

محطة كالفيرا هيدروجين في سرقسطة في إسبانيا
محطة كالفيرا هيدروجين في سرقسطة بإسبانيا - الصورة من بلومبرغ

في المقابل، فإن نحو نصف هذه القدرة لم تبدأ بعد في دراسة الجدوى، مع وجود 14% فقط في المرحلة "الإعدادية"، أي التصميم الهندسي الأمامي.

بدورها، تمتلك السويد 3.1 غيغاواط من مشروعات المرحلة المتقدمة، أو 61% من مشروعاتها قيد التنفيذ، في حين أن 59% من مشروعات فنلندا قيد التنفيذ (3.3 غيغاواط) تتقدم بالمثل.

ويشير تقرير اتحاد صناعة الهيدروجين في أوروبا إلى أن "هذه الأرقام تعكس الجاذبية النسبية للدول الإسكندنافية ومكانتها بصفتها المحرك الأول في تطوير مشروعات الهيدروجين، بسبب شبكة الكهرباء ذات التكلفة المعقولة ومنخفضة الكربون".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق