تقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأخضر في الهند قد يكون طوق نجاة من فاتورة واردات الطاقة الهائلة

تحديات عديدة تقف في طريق تنفيذ خطة نيودلهي

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • الطلب على الهيدروجين في الهند 6 ملايين طن سنويًا
  • الهند تستورد 40% من احتياجات الطاقة
  • فاتورة واردات الطاقة الهندية تصل إلى 90 مليار دولار سنويًا
  • تنفيذ خطة الهيدروجين الأخضر قد يحول الهند إلى مصدر صافٍ للطاقة

قد يصبح الهيدروجين الأخضر في الهند وسيلة لخفض الانبعاثات ومصدر للوقود النظيف، تخفف به عبء فاتورة واردات الطاقة الثقيل، وتوفر ملايين الوظائف، لكن الأمر يواجه عدّة تحديات.

جاء ذلك في مقال لرئيس مجلس إدارة شركة غودريج "Godrej" للصناعات الاستهلاكية والكيماويات، نادر غودريج، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إذ رصد فيه خطط الهند في هذا المجال، وشرح تطور النظرة إلى هذا الغاز المكتشف حديثًا.

وقال، في مقاله المنشور في صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز-إنرجي وورلد" الهندية، إن من أولويات العالم في المستقبل القريب، فك رموز هذا الوقود من عدّة اتجاهات تتعلق بالتكلفة والتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر.

وأوضح أن 75% من كتلة الكون تتشكّل من الهيدروجين، ورغم ذلك ما زال بعيد المنال عن أيدي البشرية حتى وقتنا الحاضر؛ لذلك يعمل العلماء على اكتشاف وسائل تُمكن الدول من الانتفاع به، وفك رموز شفرته.

وتابع أنه وفق محللي شركة الاستشارات "ماكنزي" (McKinsey)، من المتوقع أن يخفض استعمال وقود الهيدروجين الأخضر الانبعاثات الكربونية العالمية بنسبة 20% بحلول عام 2050.

وأشار نادر غودريج إلى أنه خلال العام الجاري (2023)، أعلنت دول العالم أكثر من 1000 مشروع هيدروجين جديد من الحجم الكبير، تبلغ قيمة استثماراتها المباشرة 320 مليار دولار.

الطلب على الهيدروجين

يبلغ حجم الطلب على الهيدروجين في الهند –حاليًا- نحو 6 ملايين طن سنويًا، ومن المتوقع ارتفاعها إلى الضعف، أو ما يعادل 12 مليون طن سنويًا بحلول 2030، وفق مقال رئيس مجلس إدارة شركة غودريج "Godrej".

وأوضح أنه من منطلق إدراك أهمية هذا الوقود، وضعت الحكومة خريطة طريق ورؤيتها للبحث والتطوير التي كُشِفَت مؤخرًا بقيمة 400 كرور روبية (48 مليون دولار أميركي).

ووفق الخطة، تعمل الحكومة الهندية على إنتاج 5 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر في 2030، ما يساعد في توفير آلاف الوظائف.

ويرى غودريج أن هذه الخطوة لاقت ترحيبًا، كما أن تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، سيكون عنصرًا أساسيًا في خطة تحقيق طموحات الهند البيئية والاقتصادية.

وقال في مقاله الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إن الهند تستورد 40% من احتياجاتها من الطاقة في الوقت الراهن، تبلغ تكلفتها أكثر من 90 مليار دولار أميركي سنويًا.

ويعتقد الكاتب أن تنفيذ خطة الهيدروجين الأخضر في الهند يمهد الطريق لتتحول نيودلهي من مستورد للطاقة إلى مُصدّر صافٍ للطاقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما يخفض تنفيذ الخطة فاتورة واردات الوقود الضخمة، "لكن رغم عظمة هذا التصور، هناك تحديات تقنية-تجارية تحتاج البلاد إلى التغلب عليها قبل العيش في هذا الحلم" وفق الكاتب.

شاحنة تنقل هيدروجين
شاحنة تنقل هيدروجين - الصورة من بوا غروب

دعم صناعة أجهزة التحليل الكهربائي

يؤكد نادير غودريج، في مقاله، ضرورة دعم الحكومة الهندية لصناعة معدّات التحليل الكهربائي للمياه، التي يُنتَج الهيدروجين عن طريقها، بشرط أن تعمل المصانع بمعايير عالمية، ما يمنح الهند قدرة وصول إلى الأسواق العالمية.

وأشار إلى زيادة مبيعات أجهزة التحليل الكهربائي للضعف في عام 2021، لتبلغ 458 ميغاواط، مقارنةً بـ200 ميغاواط في 2020، "وهو الوقت المناسب والفرصة لتقتحم الهند هذه السوق".

وقال: "نظرًا لاهتمام القطاعين الصناعي والحكومي بالهيدروجين، فالمنطق يفترض التعاون بين الجانبين، لتحقيق نتائج إيجابية مضاعفة، والعمل على تدشين مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند بصورة تجريبية".

واقترح رئيس مجلس إدارة شركة غودريج "Godrej" الهندية للصناعات الاستهلاكية والكيماويات، التعاون بين الجانبين بأشكال مختلفة مثل نظام المشاركة مع القطاع الخاص "بي بي بي"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى سبيل المثال، أعلنت المفوضية الأوروبية في 2020 تشكيل تحالف الهيدروجين النظيف، وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص، تضم العديد من أصحاب المصلحة لتطوير الأعمال في أوروبا بمجالات مختلفة، مثل الطاقة النظيفة والسيارات الخالية من الانبعاثات.

ونصح غودريج حكومة الهند بالاقتداء بقارة أوروبا، والتعاون مع الكيانات الخاصة، لعمل مثل هذه الشراكات.

تحديات أخرى

كشف نادر غودريج في مقاله تحديًا آخر يقف أمام الهند في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو كميات المياه الهائلة التي يحتاج إليها.

وقال، إن إنتاج كيلو هيدروجين يحتاج إلى 10 لترات من المياه العذبة و50 كيلوواط/ساعة من الكهرباء؛ ما يعني أن الهند تحتاج إلى 50 مليار لتر من المياه لإنتاج 5 ملايين طن من الهيدروجين سنويًا، وفق الخطة، "وهذا تحدٍ بيئي واجتماعي ضخم"؛ لذلك تحتاج الهند إلى تشجيع البحوث لبناء تقنيات توفر بدائل للمياه العذبة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأوضح أن استعمال المياه الرمادية وعوادم المياه سيمثّل دعمًا للاقتصاد الدائري، وتابع قائلًا: "إنّ تقطُّع الطاقة المتجددة، التي سيعتمد عليها إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتأثيره في التحليل الكهربائي، يجب أن يُوضع في الحسبان للبحث عن تقنيات حديثة للتعامل معها".

وتبلغ قدرة الطاقة المتجددة المركبة في الهند 168.96 غيغاواط، وتحتاج الحكومة إلى زيادة مستهدفات الطاقة المركبة في 2030، عن المستهدف الحالي وهو 500 غيغاواط، لتصبح دولة منتجة للهيدروجين، إضافة إلى ضرورة الاستثمار في تطوير شبكات الكهرباء، وزيادة الاعتماد على الذكاء الصناعي والتقنيات الأخرى لتقليل التذبذب، ودعم جاهزيتها للطاقة الخضراء.

وذكر رئيس مجلس إدارة شركة غودريج "Godrej" الهندية، أن تكلفة إنتاج كيلو الهيدروجين مرتفعة، وتتراوح بين 4.1 و 7 دولارات أميركية، غير أنه أشار إلى تكلفة هائلة أخرى، وهي المتعلقة بنقل الهيدروجين؛ بسبب طبيعته الخفيفة وسهولة تطايره، ما يعني ضرورة العمل عليها.

على جانب آخر، حذّر مركز أبحاث المناخ "آفاق مخاطر المناخ" (Climate Risk Horizons)، مؤخرًا، من أن السعي نحو الهيدروجين الأخضر في الهند قد يؤدي -عن غير قصد- إلى زيادة انبعاثات الكربون، ما لم يكن ذلك مصحوبًا بمعايير وضمانات صارمة لحساب الطاقة.

وشدد المركز على خطر تحول ما يسمى بالهيدروجين الأخضر إلى أن يكون أقلّ صداقة للبيئة من الهيدروجين الرمادي، عندما يُنتج دون حساب صارم للطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق