تقارير النفطرئيسيةنفط

صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا تنخفض لأدنى مستوى منذ 11 شهرًا

دينا قدري

انخفضت صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا في أكتوبر/تشرين الأول إلى أدنى مستوى لها منذ 11 شهرًا، في ظل تركيز القارة العجوز على تنويع مصادر إمداداتها بعيدًا عن روسيا.

وأدى تعطّل مصافي التكرير وزيادة المنتجات من الولايات المتحدة إلى تراجع الواردات من الشرق الأوسط لمتوسط 248 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعدّ هذا هو أدنى مستوى لصادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، انخفاضًا من 307 آلاف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، بحسب بيانات إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي (S&P Global Comodities at Sea).

وارتفعت الشحنات الأميركية لأوروبا إلى 115 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، وبلغ إجماليها 236 ألف برميل يوميًا لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، مقارنةً بـ262 ألف برميل يوميًا من الشرق الأوسط.

ومن بين تدفقات تجارة المنتجات الأخرى من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ارتفعت شحنات البنزين والنافثا في أكتوبر/تشرين الأول مقارنةً بسبتمبر/أيلول، في حين سجلت صادرات وقود الطائرات أدنى مستوياتها منذ مايو/أيار.

مصدر بديل للمنتجات الروسية

يُعدّ الشرق الأوسط مصدرًا بديلًا رئيسًا للمنتجات المكررة، بعد أن حظر الاتحاد الأوروبي واردات المنتجات النفطية الروسية في 5 فبراير/شباط، بعد غزوه أوكرانيا.

قبل الحرب، كانت أوروبا مشتريًا رئيسًا للديزل الروسي، إذ استوردت نحو 780 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط 2022، في حين شوهد 80 ألف برميل يوميًا فقط من الديزل الروسي في المياه الأوروبية، في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولسدّ هذه الفجوة، اتجهت أوروبا إلى مصادر بديلة، مثل الشرق الأوسط وساحل الخليج الأميركي، بحسب ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

علاوة على خطوة الاتحاد الأوروبي، أوقفت روسيا نفسها صادرات الديزل في 21 سبتمبر/أيلول لخفض الأسعار المحلية، على الرغم من أنها سمحت في وقت لاحق بتصدير الديزل الذي سُلِّمَ إلى المواني عبر خطوط الأنابيب في ظل ظروف معينة.

وفي حين رُفعت القيود على تصدير البنزين في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، ظلت القيود المفروضة على الديزل قائمة.

أعمال الصيانة في مصافي التكرير

خضعت مصفاة ساتورب السعودية للصيانة طوال شهر أكتوبر/تشرين الأول، في حين واجهت مصفاة الزور الكويتية عدّة حوادث غير مخطط لها؛ ما أدى إلى تقليص إمداداتها من الديزل وزيت الوقود.

وقالت مديرة الأبحاث والتحليل في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" إليانور بودز: إن "مصفاة الزور ربما تكون السبب الرئيس" لتراجع صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا (أكتوبر 2022 - أكتوبر 2023):

صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا

تقول مديرة الأبحاث والتحليل في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" إليانور بودز: "بالإضافة إلى ذلك، كانت مراجحة الديزل من ساحل الخليج الأميركي إلى أوروبا قابلة للتطبيق في الآونة الأخيرة؛ لذلك تدفّق المزيد من الكميات عبر المحيط الأطلسي.. على الرغم من أن مخزونات الديزل الأميركية وصلت الآن إلى أدنى مستوياتها منذ مايو/أيار، فمن المتوقع أن تجف هذه التدفقات".

وشددت على أن صيانة المصافي في الشرق الأوسط والهند أدت -أيضًا- إلى تقليص الإمدادات في المنطقة.

وقالت بودز: إنه "مع إعادة تشغيل مصفاة الزور وتكثيف عمل مصفاة الدقم في عمان وعودة المصافي الأخرى بعد الصيانة، من المفترض أن يكون هناك بعض التحسن في نهاية العام الجاري (2023) وحتى يناير/كانون الثاني 2024".

ومع ذلك، أفادت منصة "إس آند بي غلوبال" بأن أوروبا تحاول إعادة استعمال المخزونات لإدارة المخزون في نهاية العام، نقلًا عن أحد المصادر.

وقال المصدر: "ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني من الأشهر الرهيبة في أوروبا بسبب تفريغ المخزون من أجل إدارة الحسابات"؛ لأن المخزون غير المستعمل سينعكس في ميزانياتها العمومية.

صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا

بحسب بيانات الشحن، بلغت صادرات الديزل من مصفاة الزور إلى أوروبا "صفرًا" في أكتوبر/تشرين الأول، ولم تُسجل أيّ شحنات لشهر نوفمبر/تشرين الثاني.

وانخفض الإنتاج في المصفاة إلى 325 ألف برميل يوميًا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، من 392 ألف برميل يوميًا في أوائل الشهر، و410 آلاف برميل يوميًا في نهاية أغسطس/آب، وفقًا للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك)، وهي شركة تابعة لمؤسسة البترول الكويتية.

وقالت الشركة في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، إن المصفاة توقفت بشكل شبه كامل، بعد عطل في صمام توصيل غاز الوقود إلى المحطة.

ولم تتعطل عملية إعادة التشغيل التي كان من المتوقع أن تجري خلال 10 أيام، بعد اندلاع حريق في 16 نوفمبر/تشرين الثاني.

أمّا مصفاة ساتورب السعودية، البالغة طاقتها 460 ألف برميل يوميًا والواقعة في الجبيل، فإنها تخضع للصيانة منذ نهاية سبتمبر/أيلول وحتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وفق ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال".

في سياقٍ متصل، بدأت صيانة بعض العمليات في مصفاة جامناغار الهندية المملوكة لشركة ريلاينس إندستريز (Reliance Industries) في النصف الثاني من سبتمبر/أيلول، ومن المتوقع أن تستمر حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.

وتدير ريلاينس أكبر مجمع لتكرير النفط في العالم في جامناغار بولاية غوجارات على الساحل الغربي للهند؛ وتبلغ الطاقة الإنتاجية بالمصنع الموجّه للتصدير في جامناغار 35.2 مليون طن متري سنويًا، أو 704 آلاف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق