التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

انخفاض صادرات الديزل الروسية يضع أوروبا في ورطة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • صادرات الديزل الروسية تتراجع ما يهدد بأزمة نقص محتملة في الإمدادات
  • تسبب الحظر الأوروبي للديزل الروسي في إعادة تشكيل مشهد الطاقة العالمي
  • ارتفعت واردات تركيا من الديزل إلى 60.4 ألف يوميًا خلال المدة من مارس إلى أغسطس 2023
  • ارتفاع صادرات الديزل السعودي إلى أوروبا
  • يتعيّن مرور صادرات الديزل الروسي إلى أوروبا عبر المصافي لتنقيته من الكبريت

تسجل صادرات الديزل الروسية تراجعًا ملحوظًا بسبب بدء موسم الصيانة الخاص بمصافي النفط في روسيا، وهو الأمر الذي يضع أوروبا أمام أزمة نقص إمدادات محتملة؛ ما يُسبب -بالتالي- ضغوطًا على حكومات القارة العجوز، نتيجة ارتفاع الطلب المحلي على هذا الوقود.

ويُهدد الفشل الأوروبي في إيجاد بدائل للديزل الروسي توافر الوقود المستعمل في كل شيء تقريبًا، بداية من الصناعة إلى الشحن والنقل، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على واردات الديزل الروسي والمنتجات النفطية المكررة في شهر فبراير/شباط (2023)، في إطار حزمة عقوبات تستهدف شل قدرة موسكو على تمويل آلة الحرب التي يديرها الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وسرعان ما تسبّب الحظر الأوروبي في إعادة تشكيل مشهد الطاقة العالمي، واضطراب سلاسل الإمدادات، ما دفع كلًا من موسكو وأوروبا إلى البحث عن عملاء جدد.

في ضوء تلك الخلفية، من المرجح أن يقود الانخفاض في شحنات صادرات الديزل الروسية، وكذلك الديزل الأحمر، إلى الضغط على الإمدادات العالمية، ما يُلحق الضرر بأوروبا، مع اقتراب موسم صيانة مصافي تكرير النفط والمقرر له في موسم الخريف، وفق ما أورده موقع أرغوس ميديا argus media.

إجراءات صارمة

يحاول الكرملين اتخاذ إجراءات صارمة ضد صادرات المنتجات المُخصصة للسوق المحلية، وهو الإجراء الذي تعده موسكو مسؤولًا -ولو جزئيًا- عن النقص الحاصل في تلك المنتجات، وارتفاع أسعار الجملة.

وعلاوة على ذلك، يبدأ -حاليًا- موسم صيانة مصافي التكرير في روسيا.

وهبطت شحنات صادرات الديزل الروسية اليومية إلى 135.2 ألف طن يوميًا (959.9 ألف برميل) خلال المدة بين 1 و11 سبتمبر/أيلول (2023)، من 139.3 ألف طن يوميًا (989 ألف برميل) في أغسطس/آب (2023)، و148.2 ألف طن يوميًا (1.05 مليون برميل) في يوليو/حزيران (2023)، وفق أحدث البيانات الصادرة عن شركة فورتيكسا Vortexa للتحليلات النفطية.

* (الطن = 7.1 برميلًا تقريبًا)

وتضع المعدلات اليومية المسجلة في شهر سبتمبر/أيلول صادرات الديزل الروسية على المسار الذي يقودها إلى تسجيل أدنى مستوياتها في 5 أشهر.

وقال المشاركون في السوق، إن صادرات الديزل الروسية التي تحتوي على نسب منخفضة من الكبريت، والآتية -تحديدًا- من ميناء بريمورسك الرئيس في البلاد، والواقع على بحر البلطيق، من الممكن أن تهبط بواقع الثُلث إلى 1.1 مليون طن يوميًا (7.81 مليون برميل) في سبتمبر/أيلول (2023).

قطار محمل بمنتجات نفطية
قطار محمل بمنتجات نفطية - الصورة من بيزنس ريكوردر

الأوضاع تتفاقم

من الممكن أن يفاقم هذا القيود المفروضة على الإمدادات في أوروبا، حتى رغم الحظر الذي فرضه كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على واردات الديزل الروسية في فبراير/شباط (2023).

وقد يكون هذا عاملاً مساهمًا في الصعود الأخير الذي شهدته أسعار العقود الآجلة للديزل الأحمر منخفض الكبريت في شمال غرب أوروبا، التي سجلت ارتفاعًا بواقع 95.25 دولارًا في الطن خلال المدة بين 1 و11 سبتمبر/أيلول (2023)، لتستقر عند 11.75 دولارًا في الطن في تعاملات 11 سبتمبر/أيلول (2023).

والديزل الأحمر هو نوع رديء من الديزل، ويحتوي على الكبريت بنسبة 0.005%.

وتُعد تركيا والبرازيل أكبر بلدين مستقبلين لصادرات الديزل والديزل الأحمر الروسية منذ بدء سريان الحظر الأوروبي، إذ تستأثران بما نسبته 44% من كافة الصادرات الروسية.

وقد مكن هذا أنقرة وبرازيليا من زيادة تدفقاتهما -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- إلى أوروبا.

وأتاح وصول الديزل الروسي إلى أنقرة الفرصة لمصافي النفط التركية بيع الديزل الخاص بها إلى أوروبا، مع استعمال الواردات الروسية رخيصة التكلفة للاستهلاك المحلي.

واردات الديزل التركية

ارتفعت واردات الديزل التركية إلى 60.4 ألف طن يوميًا (428.84 ألف برميل يوميًا) خلال المدة من مارس/آذار -أغسطس/آب (2023)، بزيادة بواقع الثلثين على أساس سنوي، وفق بيانات فورتيكسا.

لكن شركة تجارية في المنطقة، قالت إن مصافي النفط التركية تخفض -حاليًا- الصادرات لقلة واردات الديزل الآتية من روسيا.

وسجلت صادرات الديزل التركية 18 ألف طن يوميًا (127.5 ألف برميل) خلال المدة بين 1-11 سبتمبر/أيلول (2023)، مقارنةَ بـ25.300 طنًا يوميًا (179.6 ألف برميل) في أغسطس/آب (2023)، وفق بيانات "فورتيكسا".

بدورها، قد تميل البرازيل إلى الإمدادات الأميركية إذا تعثرت الشحنات الروسية العابرة للمحيط الأطلسي.

واستقبل البلد الواقع في أميركا اللاتينية 15.700 طنًا يوميًا (111.47 ألف برميل) من الديزل والبنزين خلال المدة من مارس/آذار إلى أغسطس/آب (2023)، ما يعادل نحو نصف وارداتها من الديزل في ذاك الوقت.

وقد يجذب الانخفاض المستمر في واردات البرازيل من الديزل والبنزين الروسيين مزيدًا من المنتجات الأميركية؛ نظرًا إلى قصر أوقات الشحن.

مصافي أميركا تنتهز الفرصة

ربما تتطلع مصافي النفط الأميركية إلى تأمين حصة سوقية، كما قد تدفع شركات التجارة أموالًا أقل للشحن، مقارنة بأسعار الشحن التي يجري تحصيلها في المحيط الأطلسي.

وعلى الساحل الأميركي المطل على المحيط الأطلسي، ما تزال مخزونات الديزل أقل من المستويات المتعارف عليها موسميًا.

ووفق أحدث التقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، بلغ حجم مخزونات الديزل 27.1 مليون طن (192.4 مليون برميل) في الأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر/أيلول (2023)، ما يقل بنسبة 30% -تقريبًا- عن المدة ذاتها من العام قبل الماضي (2021)، أي قبل اندلاع شرارة الحرب الأوكرانية.

وحتى الآن تُسهم واردات أوروبا من الديزل الآتية عبر قناة السويس -على ما يبدو- في تخفيف أي فجوة تظهر في الإمدادات.

ولامست ورادات الديزل التي استقبلها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة من المملكة العربية السعودية والهند نحو 780 ألف طن (5.5 مليون برميل) خلال المدة بين 1 و11 سبتمبر/أيلول (2023).

ولا يقل هذا الرقم كثيرًا عن نظيره المسجل في شهر أغسطس/آب (2023) بأكمله، والبالغ قرابة 990 ألف طن (7.02 مليون برميل).

لكن مستويات الواردات الحالية التي تُعد مرتفعة على أساس يومي، من الممكن أن تهدّئ المخاوف بشأن واردات الديزل المنخفضة في أوروبا في أواخر الصيف الحالي.

واردات أوروبا من الديزل الروسي

الديزل السعودي

في 7 مارس/آذار 2023، وضع تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية المملكة العربية السعودية على رأس قائمة الدول التي تُسهم بأكبر زيادة في أحجام تدفقات الديزل إلى شمال غرب أوروبا بنهاية فبراير/شباط (2023)، إذ ارتفعت إلى 202 ألف برميل يوميًا.

وارتفعت صادرات الديزل السعودي إلى أوروبا، وتحديدًا من مدينتي ينبع ورابغ، إذ تدير عملاقة الطاقة الحكومية أرامكو عددًا من المصافي مع كل من إكسون موبيل وسينوبك وتوتال إنرجي وسوميتومو كيميكال.

وفي فبراير/شباط (2023)، توجهت 3 ناقلات تحمل على متنها نحو 190 ألف طن من الديزل (1.35 مليون برميل)، من ميناء بريمورسك الروسي على بحر البلطيق إلى السعودية، بحسب بيانات ريفينيتيف.

وبينما كانت الناقلة سريني متجهة إلى ميناء جدة لتفريغها، كان ميناء رأس تنورة يتأهّب لاستقبال الناقلتين "أبانيمو" و"وزاريا،" وفق تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويزعم تجار أن السعودية تعيد تصدير الديزل الروسي إلى دول أخرى، بعد إجراء بعض عمليات التكرير، لاحتوائه على نسبة عالية من الكبريت.

ويتعيّن مرور صادرات الديزل الروسي إلى أوروبا عبر المصافي لتنقيته من الكبريت، ولذلك تقوم المصافي السعودية بتلك المهمة لاستعماله محليًا أو بغرض إعادة التصدير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق