نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةعاجل

حصة صادرات الديزل من الشرق الأوسط لأوروبا تقفز إلى 31% في سبتمبر

دينا قدري

من المتوقع أن ترتفع حصة صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا، في شهر سبتمبر/أيلول الجاري، إلى 31% من إجمالي واردات القارة العجوز، في ظل سعيها إلى تنويع إمداداتها بعيدًا عن روسيا، بعد أن كانت تمثل 23% في شهر أغسطس/آب الماضي.

وكشفت بيانات شركة فورتكسا عن أن حصة صادرات الديزل وزيت الوقود من الشرق الأوسط كانت في المتوسط 19% في الشهور الـ12 الماضية.

وفي المقابل، ستنخفض صادرات الديزل ذات المنشأ الروسي إلى 39% فقط، من 51% في المتوسط، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على واردات الوقود الروسي المنقولة بحرًا في فبراير/شباط 2023، بصفته جزءًا من حزمة عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

أوروبا تنوّع إمدادات الديزل

تُقدّر صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا في سبتمبر/أيلول بنحو 509 آلاف برميل يوميًا، وهي الأعلى منذ بداية عام 2019 على الأقل، وفقًا لتتبع السفن وبيانات فورتكسا التي جمعتها بلومبرغ.

وكانت بيانات سابقة لشركة فورتكسا قد أظهرت أن واردات الديزل الأوروبية ستصل في شهر سبتمبر/أيلول إلى أعلى مستوى لها منذ 3 سنوات.

وكشفت عن أن أوروبا في طريقها إلى استيراد 1.65 مليون برميل يوميًا من الديزل هذا الشهر، ارتفاعًا من 1.46 مليون برميل يوميًا في شهر أغسطس/آب المنصرم، والأعلى منذ أغسطس/آب 2019، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ومن المقرر أن تظل الواردات من آسيا ثابتة عند نحو 225 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول بأكمله مقارنةً بأغسطس/آب، لكنها أعلى بـ3 أضعاف مما كانت عليه في يوليو/تموز، وبالقرب من أعلى مستوى في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

قفزة في صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا
إحدى محطات التزود بالديزل - أرشيفية

صادرات الديزل.. والعقوبات الأوروبية

أدت أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة التي تفاقمت بسبب الأزمة، إلى تحول بعض الشركات إلى المنتجات النفطية؛ ما أدّى إلى مزيد من استنزاف إمدادات الوقود.

وفي الوقت نفسه، فإن مخزونات الديزل وزيت الوقود في المراكز الأوروبية المستقلة بأمستردام وروتردام وأنتويرب تتراجع عند أدنى المستويات الموسمية منذ عام 2008 على الأقل، وفقًا لبيانات إنسايتس غلوبال.

وقال محلل النفط في شركة "تيرنر، ميسون آند كو"، جوناثان ليتش، إن أوروبا ستحتاج إلى التمسُّك بصادرات الديزل من الشرق الأوسط، "إذ تواجه خفضًا في تدفقات الديزل الروسي بدءًا من أوائل العام المقبل"، مع بدء عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وبحسب ليتش، فإن صيانة المصافي في فصل الخريف تحدّ من إمدادات الديزل في أوروبا.

كما أدت الأعمال الموسمية في الولايات المتحدة والهند إلى الحدّ من صادرات الديزل إلى القارة، ما زاد من الطلب على إمدادات الشرق الأوسط.

وشدد ليتش على أن بعض مصافي التكرير الأوروبية تكافح لتأمين إمدادات رخيصة، لتحل محل واردات خام الأورال الروسي، فضلًا عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الذي تستخدمه في المعالجة.

وقال: "على العكس من ذلك، تعاني مصافي الشرق الأوسط وفرة من الخام المحلي ووقود التكرير الرخيص".

أميركا.. أكبر مورّد للنفط

في سياقٍ متصل، أكدت وكالة الطاقة الدولية أن الولايات المتحدة هي المنافس الرئيس، لتصبح أكبر مورّد للنفط الخام إلى أوروبا، إذ تتدافع المصافي للحصول على إمدادات بديلة مع اقتراب تنفيذ العقوبات الأوروبية.

وأظهر تقرير وكالة الطاقة الشهري الأخير عن سوق النفط أن الخام الأميركي شكّل ما يقرب من نصف الكميات الروسية المفقودة في المنطقة.

وتقلّصت الفجوة بين واردات البراميل الروسية والأميركية بحلول شهر أغسطس/آب، إلى 40 ألف برميل يوميًا فقط، من 1.3 مليون برميل يوميًا في المتوسط قبل الحرب.

وانخفضت حصة روسيا في إجمالي الواردات إلى 17% من 27%، مع حفاظها بفارق ضئيل على ريادتها بوصفها أكبر مصدر لإمدادات النفط إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وبدءًا من ديسمبر/كانون الأول، ستحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى استبدال 1.4 مليون برميل يوميًا إضافية من أحجام النفط الروسي مقارنةً بشهر أغسطس/آب.

النفط الروسي - واردات أوروبا من النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية

بدائل النفط الروسي في أوروبا

أسهمت زيادة التدفقات القادمة من النرويج، بزيادة 310 آلاف برميل يوميًا، في استبدال ثلث آخر من النفط الخام الروسي الضائع في أوروبا، وكانت قازاخستان ثالث أكبر مورد للخام في المنطقة.

وبالإضافة إلى الإمدادات الأميركية والنرويجية، تمكنت الشحنات المتزايدة من العراق والمملكة العربية السعودية وغايانا والبرازيل من سد الفجوة وتلبية متطلبات الاستيراد الأعلى.

وعندما تتعافى أحجام قازاخستان إلى المستويات الطبيعية، يُمكن أن توفر 400 ألف برميل يوميًا للمساعدة في تعويض الخسائر الروسية.

ومن المقرر أن يرتفع إنتاج النفط الأميركي بنحو 300 ألف برميل يوميًا مع نهاية العام، وهو ما يمكن أن يحل محل الأحجام الإضافية الحالية من السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي، المقرر انتهاء صلاحيتها في أكتوبر/تشرين الأول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق