أسهم وشركاترئيسيةشركات

أورستد تلغي مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. الثاني خلال أشهر

محمد عبد السند

تراجعت شركة أورستد Orsted عملاقة طاقة الرياح الدنماركية عن خطط استثمارية في مجال الهيدروجين الأخضر؛ نتيجة عدم اليقين الذي يغلّف صناعة هذا الوقود النظيف الذي يُعول عليه كثيرًا في تسريع جهود تحول الطاقة.

ويمثّل هذا أحدث حلقة في مسلسل إلغاء مشروعات استثمارية بقطاع الطاقة من قبل الشركة العالمية في الشهور الأخيرة بسبب الصعود القوي في تكاليف شحن المواد الخام وزيادة أسعار الفائدة والتضخم، إلى جانب اضطراب سلسلة الإمدادات، بعد تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والذي فاقمته الحرب الروسية الأوكرانية؛ ما أدى في النهاية إلى هبوط حادّ في نتائج أعمال العديد من المطوّرين الكبار، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ضوء تلك الخلفية الباعثة على التشاؤم، ألغت أورستد Orsted المتخصصة في تطوير مزارع الرياح البحرية وشريكتها مصفاة النفط الألمانية هايد (Heide) خططًا لبناء محطة إنتاج هيدروجين أخضر، نتيجة تكاليف الاستثمار الزائدة، وما يرتبط بها من مخاطر اقتصادية، حسبما أوردت شبكة بلومبرغ (Bloomberg) الأميركية.

ويُعدّ هذا هو المشروع الثاني من نوعه على الأقلّ الذي تلغيه أورستد في الشهور الأخيرة، في أعقاب قرارها وقف بناء محلل كهربائي في مصفاة هامبر (Humber) الواقعة في المملكة المتحدة.

وكانت أورستد قد أعلنت مؤخرًا شطب أصول ذات صلة بمشروعات رياح، بقيمة إجمالية لامست 4 مليارات دولار أميركي .

مشروع دون جدوى

قال العضو المنتدب في أورستد في ألمانيا يورج كوبيتزا: "يتعين أن يكون المشروع ذا جدوى من الناحية الاقتصادية، وهذا المشروع لم يكن كذلك"، وذلك في بيان رسمي صادر بشأن مشروع هايدي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف كوبيتزا: "لا يوجد شك في أن الهيدروجين سيؤدي دورًا مهمًا في إزالة الكربون من الصناعة الألمانية، غير أن التكاليف المرتبطة به يجب أن تكون معقولة، وتحتاج السوق لأن تكون مستقرة".

ولطالما انتقدت شركة كليش غروب (Klesch Group) المالكة لمصفاة هايد في شمال ألمانيا، المقترحات المقدّمة من الاتحاد الأوروبي بشأن توثيق الهيدروجين الأخضر.

ويُستعمل الهيدروجين في إنتاج وقود الديزل، ويُلقّب بالأخضر إذا أُنتِج بمصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والمياه عبر تقنية التحليل الكهربائي التي تزيد كلفتها 4 مرات عن تصنيعه بمصادر الوقود الأحفوري، وفق تقديرات حديثة أفرجت عنها مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس (Bloomberg NEF) البحثية المتخصصة في تزويد البيانات ذات الصلة بقطاع الطاقة، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولا تُعدّ أورستد شركة الطاقة الوحيدة التي تتراجع عن خطط استثمارية، بل تشاركها هذا التوجه -كذلك- شركة شل (Shell) متعددة الجنسيات عبر مصفاة فسلينغ Wesseling التابعة لها في ألمانيا، والتي كانت أول مصفاة في أوروبا تشرع في وقف تشغيل محطة صغيرة لإنتاج الهيدروجين، ولم تُبدِ المصفاة بعد أيّ التزام بتوسيعها.

ومؤخرًا، شرعت عملاقة الطاقة الإسبانية ريبسول (Repsol) في بناء محطة في مدينة بلباو الإسبانية، كما تقترب شركة أو إم في (OMV) للنفط والغاز النمساوية من إكمال بناء جهاز محلل كهربائي جنوب شرق العاصمة فيينا.

يُشار إلى أن تلك المشروعات لا تزوّد سوى كمية ضئيلة جدًا من احتياجات كل مصفاة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر - الصورة من dailynewsegypt

التكاليف تهز صناعة الرياح

على خطى أورستد، أبدت رائدة طاقة الرياح السويدية فاتنفول "Vattenfall" انزعاجها من ارتفاع التكاليف هذا الصيف؛ ما دفعها إلى تعليق العمل في مزرعتها البحرية العملاقة الواقعة قبالة ساحل نورفولك في إنجلترا.

وأعلنت فاتنفول أنها ستعلّق العمل في مزرعة نورفولك بوريس التي تستهدف توليد كهرباء تكفي لتشغيل مليون ونصف المليون منزل في المملكة المتحدة، بسبب زيادة التكاليف بنسبة 40%.

وتقدّمت الشركة بسعر منخفض للغاية لا يتجاوز 37.35 جنيهًا إسترلينيًا (45.30 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة، للفوز بعقد دعم من قِبل الحكومة للمشروع.

(الجنيه الإسترليني = 1.21 دولارًا أميركيًا).

لكن في أعقاب الزيادة بأسعار الكهرباء العالمية، أشارت فاتنفول إلى أنها ستحتاج إلى دعم "مرتفع جدًا" لمشروعها؛ كي يحقق جدواه الاقتصادية المأمولة.

وحذّرت الشركة -إلى جانب نظيرتيها شركة إس إس إي رينيوابلز (SSE Renewables) وسكوتش باور (ScottishPower)- من أن آخر مزاد لها في الصيف، والخاص بعقود الدعم الجديدة، كان منخفضًا جدًا لتغطية التكاليف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق