تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أورستد تقود تحول الطاقة بأكبر مشروع لإنتاج الميثانول الأخضر في أوروبا

أسماء السعداوي

أعلنت شركة أورستد الدنماركية، مؤخرًا، تدشين أول وأكبر مشروع لإنتاج الميثانول الأخضر في أوروبا، ضمن أهداف التحول الأخضر وخفض الانبعاثات، ويحمل المشروع الأول من نوعه أهمية خاصة؛ إذ يأتي في وقت حاسم تسعى فيه القارة العجوز للتخلص من الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري التقليدي، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.

والميثانول هو مركب هيدروكربوني يتألف من الكربون والهيدروجين والأكسجين، ويصبح أخضر عند استعمال مصادر الطاقة المتجددة في عملية إنتاجه.

ونجحت عملاقة الطاقة الدنماركية أورستد (سابقًا دي أو إن جي إنرجي الدنماركية للنفط والغاز الطبيعي)، في التخلي تمامًا عن الوقود الأحفوري والتحول بالكامل إلى مشروعات الطاقة المتجددة، بحسب تقرير نشره موقع "هيدروجين إنسايت" (hydrogen insight)، والذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تبلغ تكلفة مشروع (فلاغشيب وان) لإنتاج الميثانول الأخضر، الذي أُعلن، يوم الأربعاء (24 مايو/أيار الجاري)، 1.5 مليار كرونة (139 مليون دولار أميركي)، ويقع في شمال السويد.

إنتاج الميثانول الأخضر

من المتوقع أن يُنتج المشروع 50 ألف طن سنويًا من وقود الميثانول الصناعي، بدءًا من عام 2025، ويستهدف تزويد أسطول السفن العالمي المتزايد العامل بالميثانول، بحسب مدير عمليات "باور تو إكس" بشركة أورستد الدنماركية أندرز نوردستورم.

يُشير مصطلح "باور تو إكس" إلى عملية تحويل الكهرباء المُنتجة من مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح، إلى صورة أخرى من الوقود مثل الهيدروجين المتجدد، بهدف الاستفادة منه في تزويد السفن بالوقود النظيف، حسبما أورد موقع الشركة.

مدير عمليات "باور تو إكس" بشركة أورستد الدنماركية أندرز نوردستورم
مدير عمليات "باور تو إكس" بشركة أورستد الدنماركية أندرز نوردستورم - الصورة من موقع هيدروجين إنسايت

وسيُنتج الميثانول الصناعي من الهيدروجين الأخضر عبر استعمال جهاز تحليل كهربائي بقدرة 70 ميغاواط والمزود بالكهرباء المُنتجة من طاقة الرياح البرية، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الذي احتُجز في محطة قريبة للكتلة الحيوية.

من المحتمل دخول المرحلة الأولى لأكبر مشروع لإنتاج الميثانول الأخضر في أوروبا، والتي تتضمن جهاز تحليل كهربائيًا بسعة 10 ميغاواط، حيز التشغيل في عام 2025.

ومن المقرر بدء إنتاج الميثانول وزيادة أحجام الإنتاج، في وقت لاحق من العقد الجاري، بحسب التقرير الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

يقول نوردستورم: "سيُوجَّه الهيدروجين لتسيير الشاحنات الثقيلة ثم سيتوسع نطاقه بصورة أساسية".

وأضاف: "لا نعد المرحلة الأولى تجريبية، ولكن نراها خطة إنتاجية لقطاع النقل".

إمدادات الكهرباء النظيفة

للحصول على الكهرباء من مصادر متجددة، يمكن لشركة الطاقة الدنماركية الاستفادة مباشرة من شبكة الكهرباء التي تقع في "المنطقة 2" والتي تنقل أكثر من 90% من الكهرباء الخضراء في السويد.

كما تُجري أورستد الدنماركية حوارًا مع العديد من المزودين المحتملين للكهرباء، حسبما قال نوردستورم.

يُشار إلى أن شمال السويد به العديد من كبريات مزارع الرياح في أوروبا، ومشروعات أخرى قائمة مثل مجمع ماركبيغدن العملاق.

وفي هذا الشأن، يقول نوردستورم: "من الناحية التمويلية، أحد الأسباب المتعلقة باختيارنا للمنطقة هو توافر الإلكترونات وكذلك ثاني أكسيد الكربون الحيوي، وهي مواد أولية وأساسية للإنتاج".

حل ذكي

بالنسبة للقطاعات التي لا يمكن كهربتها بشكل مباشر، مثل الشحن وصناعة الكيماويات والصلب، يمثل الهيدروجين والوقود الصناعي "القطعة المفقودة" في مسار الحياد الكربوني، بحسب نوردستورم.

وأضاف: "سيؤدي الهيدروجين أو الوقود الصناعي دورًا كبيرًا، في مناطق محددة تتميز بوجود فائض من الإمكانات المتجددة".

وتساءل: "ماذا يحدث في المناطق التي لا تذخر بإمكانات ضخمة من الطاقة المتجددة، مثل شمال السويد منخفضة الكثافة السكانية وذات إمكانات رياح عالية؟".

وتابع: "لذلك، نحتاج للعمل معًا في أوروبا؛ فالدول الإسكندنافية مثل السويد وفنلندا تمتلك إمكانات ضخمة لإنتاج الميثانول الصناعي بسبب توافر الإلكترونات الخضراء وكذلك ثاني أكسيد الكربون الحيوي".

وأضاف: "تمتلك دول مثل الدنمارك وهولندا أو المملكة المتحدة -على سبيل المثال- سواحل ممتدة والمزيد من الإمكانات المتجددة لتوليد الكهرباء من البحر بصورة أكبر مما تحتاج إليه محليًا".

تلك الدول قادرة على تصدير الهيدروجين الأخضر لدول ذات كثافة سكانية مرتفعة وإمكانات أقل لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة مثل ألمانيا، حسبما قال.

وتابع: "على سبيل المثال، نقل الهيدروجين الأخضر من الدنمارك إلى ألمانيا سيكون عنصرًا رئيسًا، أعتقد أنكم سترون مشهدًا جديدًا للطاقة في أوروبا".

ولفت مدير العمليات في أورستد الدنماركية أندرز نوردستورم، إلى أن دول شمال أوروبا تحمل إمكانات هائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الصناعي، وتصديره -أيضًا- إلى دول أخرى داخل القارة مثل ألمانيا.

وبحسب نوردستورم؛ فالدول الإسكندنافية والمملكة المتحدة وهولندا، لديها فائض من إنتاج الهيدروجين الأخضر المتجدد لجيرانها الأوروبيين، لإنتاج الوقود الصناعي.

كما توقع أن تؤدي جهود التحول الأخضر في شمال أوروبا -بقيادة أورستد الدنماركية- إلى ظهور مشهد جديد للطاقة، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حاجة للدعم

جانب من تدشين مشروع فلاغشيب وان
جانب من تدشين مشروع فلاغشيب وان - الصورة من موقع أورستد الدنماركية

أكد مدير عمليات باور تو إكس في شركة أورستد الدنماركية الحاجة لتقديم الدعم المبدئي لبناء اقتصاد قائم على الهيدروجين والوقود الصناعي.

وأشار في الوقت ذاته إلى الفجوة الضخمة في التكلفة اليوم بين مصادر الوقود الأخضر والوقود الأحفوري والذي استغرق 100 عام للنضوج وتقليل تكلفة إنتاجه.

كما لفت إلى أن ذلك الدعم قد يأتي من جانب الطلب أو العرض أو الاثنين معًا، مضيفًا أن حزمة المناخ الخاصة بالاتحاد الأوروبي، التي تحمل اسم "فيت فور 55" ومبادرة "ري فيول إي يو" التي تستهدف استدامة قطاع النقل الجوي، والسياسات البحرية للاتحاد، تمهّد الطريق أمام الدول الأعضاء لتقديم ذلك الدعم.

يُشار إلى أن السويد -بموجب برنامج "كلايمات كليفت" أو حياة المناخ المعني باستثمارات المناخ المحلية، قدّمت 151 مليون كرونة (13.9 مليون دولار أميركي) من أجل مشروع فلاغشيب وان.

وقال نوردستورم: "من المهم وجود القليل من الدعم فيما يتعلق بالإنفاق الرأسمالي أو تخفيف المخاطر؛ لأن المشروع هو الأول من نوعه وأكثر صعوبة وتكلفة من الثاني والثالث".

وبالإضافة لمشروع فلاغشيب وان، تحرز أورستد الدنماركية تقدمًا في إنتاج الوقود الأخضر بالدنمارك، لتحقيق هدف تسيير 100% من قطاع النقل الجوي باستعمال الطاقة المتجددة، والذي يعد أحد أهم المشروعات التي تحقق المصالح الأوروبية المشتركة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق