تقارير النفطأنسيات الطاقةالتقاريررئيسيةنفط

أنس الحجي: النفط الإيراني انتعش في عهد بايدن.. و"ترمب" خطر على الصناعة

أحمد بدر

مع تصاعد الأحداث السياسية مؤخرًا، ثار كثير من التساؤلات بشأن النفط الإيراني، وعدم تطبيق عقوبات أميركية مشددة على طهران من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، مثلما كان يحدث في السابق.

وفي هذا الإطار، لفت مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى أن الجميع يعرفون الآن أن إنتاج النفط في إيران قد زاد بشكل كبير منذ العام الماضي 2023.

جاء ذلك خلال تقديم الدكتور أنس الحجي الحلقة الأولى من الموسم الجديد لبرنامجه "أنسيات الطاقة"، الذي يقدّمه عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، والتي قدّمها هذا الأسبوع بعنوان "النفط والسياسة بين جو بايدن وإيران".

وأوضح أنه بالنظر إلى النفط الإيراني من مدة أبعد، أي منذ بداية 2021 وحتى الآن، يتضح أن إنتاج إيران من النفط قد زاد بحدود مليون برميل يوميًا، ما يثير تساؤلات مفادها: أين العقوبات على إيران؟ كما أن زيادة الصادرات بشكل كبير تطرح سؤالًا حول تجاهل الرئيس بايدن العقوبات الأميركية على طهران.

الأزمة بين إيران والولايات المتحدة

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن مشكلات إيران مع أميركا كانت قديمة ومتكررة، وظاهرها أن هناك خلافًا على البرنامج النووي الإيراني، ولكن حقيقة الأمر أن الأزمة كانت متشعبة جدًا، لأن هناك اتفاقًا بين الأميركيين وإيران في أمور عدّة، وخلافات في بعض الأمور.

وأضاف: "بالطبع هناك اتفاق بين طهران وواشنطن على موضوع سوريا، وهناك خلافات في موضوعات أخرى مثل العراق واليمن، ولكن هذه أمور سياسية لا نتدخل بها، إذ إننا نكتفي بالتركيز على موضوعات الطاقة".

النفط الإيراني

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الرئيس الأسبق باراك أوباما ونائبه جو بايدن كانا قد وقّعا في عام 2014 اتفاقية مع إيران، سُمّيت باسم "الاتفاق النووي" وتُختَصَر باسم "جاكوبا"، وتلتزم إيران بموجب هذه الاتفاقية بتقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات عنها، وتحصل على أموالها المجمّدة في دول أخرى.

ولفت إلى أن ذلك حدث بالفعل، وأسهم في نمو إنتاج النفط الإيراني والإنتاج عمومًا، وزادت تجارة طهران وتحسنت علاقتها مع بعض الدول الأوروبية والعراق وغيره تجاريًا، قبل أن يأتي الرئيس السابق دونالد ترمب، لتواصل إيران إثارة القلق والأزمات في بعض الدول العربية.

وتابع: "رأينا ما حصل في بعض الدول مثل سوريا واليمن، فأعاد ترمب فرض العقوبات على إيران في الربع الرابع من عام 2018، ولكن حصلت مشكلة كبيرة، إذ كانت أسعار النفط حينها بحدود 85 دولارًا للبرميل، وتعبت أوبك، وبعدها عانت أوبك+ لتصل إلى هذه الأسعار، لوجود مشكلة في تخفيض الإنتاج، إذ لم تلتزم دول كثيرة".

أسعار النفط

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، كانت هناك مشكلات كثيرة، فكان الوصول إلى سعر 85 دولارًا ثمرة ثمينة جدًا، بسبب الجهود التي بُذلت على مدى 3 سنوات، لافتًا إلى أن ترمب طلب من السعودية وبعض دول الخليج زيادة الإنتاج لتعويض نقص النفط الإيراني، لأنه سيفرض عقوبات على إيران، ما يعني انخفاض إنتاجها وصادراتها.

من ثم، زادت دول الخليج إنتاجها، ولكن ما إن علم الرئيس الأميركي السابق أن ناقلات النفط بدأت تتحرك من مضيق هرمز محمّلة بالنفط الخام الخليجي الذي يستهدف تعويض النفط الإيراني، حتى أعطى استثناء لكل عميل يشتري النفط المنتَج في إيران، لتنهار الأسعار وتشهد انخفاضًا كبيرًا.

هل يدعم ترمب صناعة النفط؟

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن كل من يرى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يدعم صناعة النفط مخطئ، إذ وصفه بأنه "من أسوأ الرؤساء الذين مرّوا على الولايات المتحدة بالنسبة لصناعة النفط".

وأضاف: "صناعة النفط بطبيعتها صناعة جمهورية، تريد أن ترى شخصية جمهورية في البيت الأبيض، وشركات النفط الأميركية وحتى المستقلون يريدون أن يروا جمهوريًا في البيت الأبيض، ولكن خسائرهم في عام 2018 كانت كبيرة جدًا".

وتابع: "مستشار ترمب، وهو مالك شركة "كونتيننتال ريسورسيز"، وهي من أكبر شركات النفط الصخري، خسر خلال شهر واحد تقريبًا ما يصل إلى مليار دولار، بسبب تصرفات ترمب، فكان هناك إشكال كبير في موضوع سياسات الرئيس السابق تجاه إيران".

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب

ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، منذ ذلك الوقت، عرف الجميع أن إنتاج النفط الإيراني كان مستمرًا، وظلّت طهران تصدّر النفط الخام، فكان هناك انخفاض بالطبع، ولكنه كان قليلًا، مضيفًا: "من يتابع تغريداتي يعرف أنه قبل مجيء بايدن إلى البيت الأبيض، ركّزتُ على فكرة أن إنتاج إيران سيزيد بوصوله للبيت الأبيض".

إلّا أن جزءًا من هذه الزيادة، بحسب الحجي، ليس حقيقيًا، ولكنه صادرات ما كانت ستظهر للعلن، فهو نفط موجود أصلًا، لكن ستكون هناك جرأة في تصديره علنًا، والسبب الرئيس في ذلك أنه عندما يظهر للعلن سيباع بسعر أعلى، فتحقق إيران أسعارًا أعلى.

وأوضح أن هذه الفكرة كانت معروفة، أو بعبارة أخرى، البيانات والرسوم البيانية التي نستعملها لها مراجع أصلية، ولكنها لا تعبّر عن الحقيقة، لأن المليون برميل الزيادة في إنتاج النفط الإيراني، والزيادة في الصادرات منذ 2021 حتى الآن، جزء منها موجود أصلًا في السوق، ولكن كان مخفيًا، وظهر للعلن.

ناقلة نفط إيرانية في المياه الإقليمية الإندونيسية
ناقلة نفط إيرانية في المياه الإقليمية الإندونيسية

وأردف الدكتور أنس الحجي: "كما أن إيران لا تملك الإمكانات المالية أو التقنية التي تسمح لها بزيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا بهذه السرعة، لذلك فإن هذا النفط كان مخفيًا وظهر للعلن، وحصلت طهران على أسعار أعلى بناءً على ذلك".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق