التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

أنس الحجي: ثورة الصخري الأميركية لم تنتشر عالميًا لأسباب قانونية.. وتمويلية

أحمد بدر

مع انطلاق ثورة الصخري الأميركية، بدأت الولايات المتحدة استغلال القفزة في إنتاج النفط والغاز بكميات هائلة، قادتها إلى أن تصبح أكبر منتج في العالم وكذلك أكبر مصدّر.

وفي هذا الإطار يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أميركا تصدّر كميات كبيرة من النفط، أكثر من أي دولة خليجية عدا السعودية.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان "هل تنتقل ثورة الصخري الأميركية إلى الدول العربية؟".

ولفت إلى أنه نتيجة ثورة الصخري الأميركية، بلغت صادرات الولايات المتحدة نحو 5.5 مليون برميل يوميًا، وهو رقم يتجاوز صادرات العراق وإيران والكويت والإمارات، إلا أنه ليس أكبر من صادرات المملكة العربية السعودية.

امتداد ثورة الصخري الأميركية

يقول الدكتور أنس الحجي، إن أحد الأسباب الرئيسة لعدم انتقال ثورة الصخري الأميركية إلى بقية دول العالم هو الملكية الخاصة للموارد في الولايات المتحدة.

وأضاف: "الأسباب هنا قانونية بحتة؛ فالنفط الصخري موجود في عدد من دول من العالم وبكميات ضخمة جدًا؛ إذ إن أكبر 10 دول في احتياطيات الغاز الصخري، هي الصين وتليها الأرجنتين ثم الجزائر وبعدها الولايات المتحدة ثم كندا فالمكسيك وأستراليا، ومن بعدها جنوب أفريقيا ثم البرازيل، والآن دخلت السعودية إلى هذا النادي.

النفط الصخري الأميركي

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن احتياطيات روسيا من النفط الصخري -وهذا لا يشمل النفط التقليدي- تعادل احتياطيات النفط التقليدية في كل من: البرازيل -وهي من أكبر الدول المنتجة في العالم- وأنغولا، والمكسيك، والجزائر، وأذربيجان، والإكوادور، والنرويج وبريطانيا، وهذا في روسيا فقط.

وبالنسبة للغاز، قال إن هناك كميات كبيرة من الغاز الصخري حاليًا في السعودية والجزائر وليبيا وقطر، لافتًا إلى أن قطر ثاني دولة بالعالم في موضوع الاحتياطيات، وهذا الغاز تقليدي وإن كان في منطقة بحرية؛ لأن البعض يَعُدونه غير تقليدي، ولكنه يعد من الغاز المهاجر وليس مثل الغاز الصخري.

وتابع: "ذكرت أن هناك بئر غاز على بُعد 900 متر من غرفة نومي، هذه البئر محفورة عموديًا ثم محفورة أفقيًا، وتتجه في عدة اتجاهات؛ منها تحت الأرض التي أسكنها ويأتيني شيك في آخر الشهر، أني أملك هذا الغاز تحت أرضي، وطبعًا مع التطورات القانونية في الولايات المتحدة طوّروا أنظمة مختلفة، لدرجة فصل ملكية سطح الأرض عن باطن الأرض".

ولفت إلى وجود مدن كاملة -مثلًا- كل الناس تملك البيوت في هذه المدن فوق سطح الأرض فقط، ولكن هناك من يملك تحت الأرض، لأنهم باعوها لآخرين، وهو استثمار مثل أي استثمار سواء شراء بيت أو أرض.

وأردف: "أنت تشتري الموارد من تحت أرض فلان، وتوثّق في المحاكم وغيرها، وهناك شركات متخصصة مهمتها شراء المعادن أو حق التعدين أو الحفر في هذه المناطق".

منصة حفر في حوض برميان
منصة حفر في حوض برميان - الصورة من فايننشال تايمز

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي؛ فإن الملكية الخاصة كانت السبب الأساسي لنمو ثورة الصخري الأميركية، ومعروف أن هذا غير موجود في الدول الأخرى، خاصة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

وأشار إلى أن دساتير كثير من الدول تنص على أن المعادن والسوائل تحت الأرض هي ملكية عامة، إما للأمة وإما للدولة؛ فإذا كانت ملكية الأمة فإن الدولة تديرها نيابة عن الشعب، ببعض الفروق القانونية.

بينما الملكية الخاصة، وفق الحجي، تعني أن الشخص هو من يتحكّم في عملية الاستثمار والإنتاج؛ لذلك فإن ما أدى لنمو إنتاج النفط الصخري إلى 9 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يعادل إنتاج السعودية الحالي، هو اعتماد ثورة الصخري الأميركية على الملكية الخاصة.

تطورات قانونية خلال 30 عامًا

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك أمورًا قانونية أخرى أسهمت في نمو ثورة الصخري الأميركية، حدثت خلال الأعوام الـ30 الماضية، وحررت أسواق النفط والغاز بعد أن كانت مسيطرة عليها، حتى بالتسعير من جانب الحكومة الأميركية.

وأضاف: "الآن أصبحت الأمور كلها حرة، هذا كله أسهم في ولادة ثوره الصخري الأميركية؛ إذ حاولت دول -خاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية غير الأرجنتين- تطوير الغاز الصخري، لكن كلها فشلت؛ مثل بولندا وبريطانيا وألمانيا، التي شهدت معارضة لعمليات الحفر والتكسير المائي".

ولفت إلى أن هذه الدول حاولت وفشلت، والسبب جيولوجي بحت؛ إذ إنه من قدر الله أن يكون النفط والغاز الصخريان في أميركا بطبقات جيولوجية مستقرة وسطحية نسبيًا، إذ يحفرون على أعماق تصل إلى نحو 3 آلاف متر.

النفط الصخري الأميركي

ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، في أماكن أخرى يحتاجون إلى حفر نحو 10 آلاف متر؛ إذ إنه في الصين هناك حاجة إلى حفر نحو 6 آلاف و7 آلاف متر تحت الأرض، ما يزيد التكاليف بشكل كبير.

لذلك، حتى الصين فشلت في تطوير الغاز الصخري، على الرغم من حاجتها إلى الغاز، وارتفاع الطلب عليه بشكل كبير، ولكن الأمور كانت واضحة تمامًا، أن التكاليف عالية؛ ففي أميركا -مثلًا- كانت تكلفة الغاز نحو دولار واحد، وفي الصين تجاوزت 6 دولارات بسبب العمق.

وتابع: "هناك أمور أخرى اقتصادية؛ من بينها أن التمويل متوافر، وقوانين التمويل متقدمة؛ فهناك بعض الدول -والحديث عنها هنا ليس بشكل مسيء إطلاقًا- لديها احتياطيات ضخمة، ولكن لا يوجد لديها تمويل، مثل الجزائر أو ليبيا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق