تقارير النفطرئيسيةنفط

ثورة النفط الصخري المضادة.. هل يشعلها عمالقة الطاقة في حوض برميان؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أصبح حوض برميان أكثر إنتاجية بفضل التطور التكنولوجي الحاصل في تقنيات الحفر
  • تخطت صفقات النفط والغاز في حوض برميان 100 مليار دولار في 2023
  • ستهيمن حاليًا 10 شركات فقط على ما يزيد على 6.4 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميًا من إنتاج حوض برميان
  • تدفع تلك الصفقات حوض برميان إلى الدخول في حقبة جديدة مع انتهاء أعمال الحفر التي كانت تركز على النمو بأي ثمن
  • سيخضع نصف حوض ميدلاند الفرعي لسيطرة شركتين فقط ممثلتين في إكسون موبيل ودايموند باك إنرجي

تأخذ ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية مسارًا جديدًا في أعقاب الصفقات الضخمة التي أبرمها العديد من عمالقة الطاقة، أمثال إكسون موبيل، واستحوذت فيها على منافسين صغار، ما قد يغيّر المنحنى الصعودي للإنتاج.

وخلال العام المنصرم (2023) سجلت صفقات النفط والغاز في حوض برميان زخمًا شديدًا، تخطت قيمتها 100 مليار دولار بدعم من الصفقات الجديدة، البالغة قيمتها مليارات الدولارات، ما يسلط الضوء على جاذبية تلك المنطقة الحيوية لكبار المطورين المحليين الساعين لتعزيز حصصهم الإنتاجية ومضاعفة عائداتهم المادية.

وأصبح حوض برميان أكثر إنتاجية بفضل التطور التقني الحاصل في تقنيات الحفر، ما يتيح للمشغلين استخراج الهيدروكربونات اقتصاديًا من مكامن النفط، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

صفقات من العيار الثقيل

شهدت ثورة النفط الصخري، التي بدأت في الولايات المتحدة الأميركية قبل 15 عامًا، نشر آلاف الحفارات التي قلبت نظام الطاقة العالمي رأسًا على عقب، لتُعيد البلاد إلى مكانتها بصفتها أكبر مُنتِج عالميًا لهذا الوقود، وفق تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) البريطانية.

ويشهد حوض برميان -غرفة المحرك بالنسبة إلى صناعة النفط الأميركية- موجة من صفقات الدمج البالغة قيمتها مليارات الدولارات، تُسهم في تغيير المشهد بالكلية، مع ظهور مجموعة من اللاعبين الكبار الذين أصبحوا يمسكون بخيوط اللعبة في هذا القطاع الحيوي.

ولعل أحدث هذه الصفقات تلك التي استحوذت فيها شركة دايموند باك إنرجي (Diamondback Energy) المُنتِجة للنفط والغاز في تكساس على شركة إنديفور إنرجي (Endeavor Energy) المنافسة هذا الأسبوع نظير 26 مليار دولار، ما يضيف إلى قيمة صفقات النفط والغاز التي لامست قرابة 180 مليار دولار، وظهر صداها عبر قطاع النفط الصخري الأميركي منذ بداية العام الماضي (2023)، مع استحواذ اللاعبين الكبار المدرجين في البورصة على المنافسين الصغار.

10 شركات مهيمنة

ستهيمن -حاليًا- 10 شركات فقط على ما يزيد على 6.4 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميًا من إنتاج حوض برميان، وفقًا لتقديرات شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي (Wood Mackenzie)، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وستُنتِج 6 شركات أكثر من 700 ألف برميل من النفط يوميًا، أي أكثر من إنتاج بعض الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك".

وسيخضع نصف حوض ميدلاند الفرعي الجاذب لأنظار المطورين، الذي يشكل الجزء الشرقي من حوض برميان، لسيطرة شركتين فقط ممثلتين في إكسون موبيل (ExxonMobil) ودايموند باك إنرجي.

منشأة تابعة لشركة إكسون موبيل
منشأة تابعة لشركة إكسون موبيل - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

وقال مؤسس شركة بيكرينغ إنرجي بارتنرز (Pickering Energy Partners) الاستشارية دان بيكرنيغ: "إنها -الآن- قصة الشركات الكبرى، وليس الشركات الصغيرة، وهذا له مضمون مختلف".

وخلال الأشهر الـ4 الأخيرة فقط، أعلنت إكسون موبيل استحواذها على مواطنتها بايونير ناتشورال ريسورسيز (Pioneer Natural Resources)، أكبر مُنتِج للنفط في حوض برميان نظير 60 مليار دولار، كما وافقت شركة أوكسيدنتال (Occidental) على شراء شركة كراون روك (CrownRock) مقابل 12 مليار دولار.

وأعلنت دايموند باك إنرجي استحواذها على شركة إنديفور إنرجي (Endeavor Energy) الخاصة، إلى جانب اتفاق توصلت إليه شركة شيفرون (Chevron)، للاستحواذ على هيس (Hess) في أكتوبر/تشرين الأول (2023) مقابل 53 مليار دولار.

وتضع تلك الصفقة، حال دخولها حيز التنفيذ، اثنتين من كبرى شركات النفط الأميركية العملاقة -شيفرون وإكسون موبيل- وجهًا لوجه في اثنين من أسرع أحواض النفط نموًا في العالم.

حقبة جديدة

تدفع تلك الصفقات حوض برميان إلى الدخول في حقبة جديدة، مع انتهاء أعمال الحفر التي كانت تركز على النمو بأي ثمن، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الصدد، قال نائب الرئيس الأول في شركة إنفيروس (Enverus) الاستشارية أندرو ديتمار: "يبدو الأمر وكأننا نطوي الصفحة مع تحول النفط الصخري من مرحلة التوسع في الاستكشاف إلى مرحلة تُدار بصورة جيدة".

وخلال الأعوام الـ5 الماضية، وتحت ضعوط من وول ستريت، انسحبت الشركات العامة من خططها الرامية إلى زيادة أحجام الإنتاج، وسعت إلى إعادة نقل الأموال إلى المساهمين.

وقاد المشغلون من القطاع الخاص -الأقل تقيدًا بطلبات السوق- جانبًا كبيرًا من النمو في حوض برميان، عبر استجابتهم للأسعار المرتفعة من خلال تسريع وتيرة الإنتاج.

لكن، ومع الاستحواذ على عدد من تلك الشركات -حاليًا- بوساطة منافسين حكوميين أكبر، تلاشت احتمالية حدوث زيادات في الإنتاج مرة أخرى.

ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات والحقائق عن حوض برميان:

حوض برميان

ارتفاع في الأسغار

قال الرئيس المشارك لأعمال الاستكشاف والإنتاج في الأميركتين لدى شركة جيفريز (Jefferies)، كونراد غيبينز: "لا يمكن أن ينمو عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة الأميركية في أعقاب الموجة الأخيرة من صفقات الدمج التي أبرمتها شركات إكسون موبيل وشيفرون ودايموند باك إنرجي وأوكسيدنتال".

وأضاف غيبينز: "هذا يشير إلى شيء واحد لا ثاني له، وهو أننا مقبلون على موجة ارتفاع في أسعار النفط، وهي مسألة وقت فقط لا غير".

ويشير هذا الالتزام الصارم بخطط الاستكشاف إلى أن صناعة النفط الصخري في أميركا ستتحول بعيدًا أكثر عن دورها بصفتها موردًا قادرًا على زيادة الإنتاج بسرعة لكبح الزيادات في الأسعار، كما سبق أن فعلت في وقت مبكر من الطفرة.

ومع ذلك تمكن صفقات الدمج المنتجين في حوض برميان من مواصلة جني الأرباح حتى في أثناء موجات التباطؤ في الإنتاجية.

وتعتقد شركة وود ماكنزي أنه بمقدور المشغلين خفض قرابة 5 دولارات للبرميل من تكاليف التعادل للحفر التي تتراوح بين نحو 30 و35 دولارًا للبرميل في حوض برميان.

ونقطة التعادل بي إي بي (BEP) هي النقطة التي تكون عندها التكاليف (أو النفقات) والإيرادات متساوية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق