سلايدر الرئيسيةأخبار الغازأخبار النفطغازنفط

وزير الطاقة السعودي: كسبنا الرهان في كل الأزمات.. ومستمرون بإنتاج النفط والغاز

ياسر نصر

أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن بلاده لا تترك فرصة للشك والريبة، فكلّ الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية التي مرّت بالعالم خلال العقود الماضية أثبتت أن المملكة كسبت الرهان الأول للعالم.

وقال في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة: "نحن لا نبني خططنا على الأوهام والأمنيات، بل على الواقع والدراسات العلمية والخبرات المتراكمة".

وأضاف وزير الطاقة السعودي: "ما زلنا نعمل، وسنستمر في استغلال ثرواتنا الطبيعية من النفط والغاز جنبًا إلى جنب، مع تطوير مصادر الطاقة النظيفة، كالطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والنظيف، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الطاقة".

وأشار إلى أن النمو الذي يشهده العالم سيتطلب تطوير الإمداد وزيادته من جميع مصادر الطاقة الأولية، بما فيها المواد الهيدروكربونية، مع مراعاة تطبيق التقنيات اللازمة لإدارة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المواد الهيدروكربونية.

تحول الطاقة

قال وزير الطاقة السعودي: "المملكة طرف فاعل في تحولات الطاقة العالمية، نؤثّر فيما يحدث ونتأثر به، ونطور صناعة النفط لدينا لتواكب التغيرات التقنية، ونعمل على تطوير عناوين تحولات الطاقة بتوطين صناعة الطاقات المتجددة".

وأشار إلى أن بلاده عايشت مرور قطاع الطاقة بمراحل عديدة، وتعايشت مع تطوراتها، وتحدياتها، ولحظاتها الصعبة، وكانت لها عدّة أعين تعمل بها، وليست عينان فقط، أعين على تطوير القطاع، والتقنيات الخاصة بها، وعلى الاستثمار فيها، وأعين أخرى على الأوضاع الاقتصادية العالمية، قائلًا: "كنّا، وسنستمر، مستعدين دائمًا لتلبية الطلب".

الطاقة في السعودية

وأوضح وزير الطاقة أن رؤية المملكة 2030 أوجدت نموًا كبيرًا في كل القطاعات، كما أنها تركّز على إيجاد قطاعات اقتصادية عديدة، سواء سياحية أو صناعية أو خدمية وغيرها، وهذه تتطلب تلبية النمو في الطلب على الطاقة، حسب حوار مع النشرة الفصلية الصادرة عن جمعية اقتصاديات الطاقة السعودية.

وقال: "نتعامل مع الموضوع بشكل إستراتيجي، إذ لدينا برنامج بدأنا تنفيذه لإزاحة الوقود السائل، الذي يحرق حاليًا في قطاعات توليد الكهرباء وتحلية المياه والصناعة والزراعة والتجارة، ويعتمد البرنامج على تحويل محطات إنتاج الكهرباء وتحلية المياه والمنشآت الصناعية لتعتمد على الغاز الطبيعي أو الوقود البديل، بدلًا من استعمال الوقود السائل، وبناء مصادر طاقة متجددة ومحطات حرارية جديدة لإنتاج الكهرباء عالية الكفاءة تعمل بالغاز الطبيعي، وترتبط بأنظمة التقاط ثاني أكسيد الكربون ونقله وتخزينه".

وشدد على أن الخطة تتضمن إحلال المحطات القديمة التي تعتمد على الوقود السائل، بالإضافة إلى ربط المزارع والمرافق الصناعية والتجارية بالشبكة الكهربائية، من خلال توسعة شبكة الغاز بأطوال تفوق 4 آلاف كيلومتر، وهي التوسعة الكبرى منذ إنشاء الشبكة في سبعينيات القرن الماضي، والتي يسهم في تحقيقها تطوير موارد إضافية من الغاز، وأهمها حقل الجافورة العملاق، إضافة إلى توسعة خطوط نقل الكهرباء بأكثر من 66 ألف كيلو متر و290 ألف كيلومتر، على شبكة التوزيع، مما سينتج عنه توفير أكثر من مليون برميل من النفط المكافئ بحلول 2030.

وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن الخطط تستهدف تحقيق مزيج طاقة أمثل في السعودية، تشكّل فيه سعات إنتاج الطاقة المتجددة نحو 50%، ومثلها للغاز، وهو ما يدعم الجهود الحثيثة في برامج كفاءة الطاقة في جميع القطاعات، كتوليد واستهلاك الكهرباء والصناعة والنقل التي حققت خلال العام الماضي وفرًا بأكثر من 400 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا، والعمل على الاستفادة من التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والوصول إلى مستهدفات توطين مكونات قطاع الطاقة، لتصل إلى 75 % بحلول عام 2030.

الطاقة المتجددة في السعودية

شدد وزير الطاقة السعودي على أن رؤية المملكة 2030 تعمل على تمكين قطاع الطاقة عمومًا، وتمكين قطاع الطاقة المتجددة خصوصًا.

وأشار إلى أن البرنامج لا يركز فقط على الطاقة الشمسية، بل جميع مصادر الطاقة، بما في ذلك طاقة الرياح، والهيدروجين الأخضر النظيف، والطاقة النووية، والطاقة الحرارية الأرضية، إذ إن استثمار مصادر الطاقة المتجددة جزء مهم من السعي إلى خفض استهلاك الوقود السائل بتوليد الكهرباء في المملكة، والوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل.

الطاقة في السعودية

وقال وزير الطاقة السعودي، إن الخطة تستهدف رفع كفاءة استهلاك الطاقة في إنتاج الكهرباء، وتأكيد مستوى التزامها البيئي وتعزيزه، بخفض مستوى الانبعاثات المتسببة في الاحتباس الحراري، وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية، وحفظ الثروات الوطنية.

وأضاف: "على سبيل المثال، من خلال الجهود القائمة بالبرنامج الوطني للطاقة المتجددة حتى الآن، قمنا بمضاعفة قدرات الطاقة المتجددة الحالية بمقدار 4 أضعاف من 700 ميغاواط إلى 2800 ميغاواط بنهاية عام 2023، مع وجود أكثر من 800 ميغاواط من مصادر الطاقة المتجددة ما تزال قيد التنفيذ، ونحو 1300 ميغاواط في مراحل التطوير المختلفة، ونخطط لإنتاج 200 ميغاواط إضافية بحلول عام 2024، وسنواصل تطوير مشروعات الطاقة المتجددة لتحقيق مزيج الطاقة الأمثل بحلول عام 2030، والتي ستصل سعات الطاقة المتجددة فيه إلى نحو 100 إلى 130 غيغاواط".

مبادرات السعودية

يقول الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن المملكة تدرك دورها العالمي في دعم جهود مواجهة آثار التغير المناخي، وكانت من السبّاقين في هذا المجال، إذ تواصل الاستثمار لطاقة نظيفة مستدامة منذ عقود.

وأشار إلى أن المملكة أطلقت عام 2021 مبادرة السعودية الخضراء، لتكون ركيزة أساسية لتحقيق طموحاتها المناخية، إذ تستهدف أن تبلغ مساهماتها الوطنية في مجال تقليل الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، من خلال برنامج إزاحة الوقود السائل ومشروعات الطاقة المتجددة، وإضافة العمل بشكل حثيث لبناء أحد أكبر مشروعات التقاط ثاني أكسيد الكربون ونقله وتخزينه بسعة تصل إلى 9 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، و44 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "نطمح إلى أن نكون أحد أكبر المنتجين والمصدرين للهيدروجين الأخضر والنظيف، إذ نمتلك القدرة على إنتاجه بأسعار تنافسية، وبدأنا العمل على تحقيق الطموح من خلال إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة نيوم بقدرة إنتاجية تبلغ 250 ألف طن سنويًا بحلول عام 2026، وسيَلي ذلك مشروعات كبرى مماثلة، ونرحّب بجميع الدول والشركات التي ترغب بالاستثمار معنا في هذا المجال".

وأوضح وزير الطاقة السعودي أن بلاده تعمل على توسيع جهودها إقليميا ودوليًا، من خلال مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، لتعزيز جهودنا لتحقيق أهداف المناخ العالمية، وسبق ذلك من خلال مجموعة العشرين، عرض مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتبنّته جميع الدول المشاركة، وهو نهج شمولي يتعامل مع الانبعاثات وليس المصادر، ويستند إلى 4 ركائز (تخفيض الانبعاثات، وإعادة الاستعمال، وإعادة التدوير، وإزالة الكربون).

وشدد وزير الطاقة على أن بلاده تؤمن بضرورة تنوع الحلول، ومراعاة الظروف الوطنية لكل دولة، وأن هناك 3 مستهدفات يجب مراعاتها في هذا المجال، وهي: الاستدامة وضمان أمن الطاقة، وتحقيق النمو والازدهار للشعوب، ومواجهة تداعيات التغير المناخي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق