التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةقمة المناخ كوب 27منوعات

صندوق تعويض الخسائر في قمة المناخ.. هل ينجح أم يكون امتدادًا لفشل سابق؟ (تقرير)

داليا الهمشري

بعد أيام من انتهاء فعاليات قمة المناخ كوب 27 ما يزال الجدل مستمرًا حول ما إذا كانت القمة قد حققت النجاح المطلوب، وهل يمثّل صندوق تعويض الخسائر والأضرار إنجازًا فعليًا أم سيكون امتدادًا لفشل صندوق المناخ الأخضر؟

فعلى الرغم من الاتفاق على تمويل الدول الكبرى صندوق المناخ الأخضر بـ100 مليار دولار سنويًا، لدعم إجراءات التكيف والتخفيف في الدول النامية، فإن تدفق الأموال ما يزال متواضعًا للغاية حتى الآن على الرغم من مرور 5 أعوام على إقراره.

وأكد استشاري التغيرات المناخية، عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، مدير مشروع البلاغ الوطني الرابع بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي، أن صندوق الخسائر والأضرار يُعَد إنجازًا تاريخيًا يُحسب للجانب المصري الذي نجح في الضغط على الدول الكبرى، لإدراجه في جدول الأعمال بعد أن رفضت ذلك خلال المؤتمرات المناخية السابقة.

معايير وجهات التمويل

استشاري التغيرات المناخية، عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، مدير مشروع البلاغ الوطني الرابع بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي المشارك في قمة المناخ
استشاري التغيرات المناخية، الدكتور سمير طنطاوي

قال طنطاوي -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- إن هذا الإنجاز سيُسجّل باسم مصر في تاريخ المفاوضات الأممية حول تغير المناخ، مشيدًا بنجاح رئاسة المؤتمر المصرية في التوفيق بين الأطراف كافّة للتوصل إلى هذا القرار المهم.

وردًا على سؤال حول آلية عمل صندوق الخسائر والأضرار، لفت طنطاوي إلى أنه ستكون هناك لجنة منبثقة عن المؤتمر تتولى إعداد تقرير -على مدار الشهور الـ12 المقبلة- لتقديمه خلال كوب 28 في دبي العام المقبل.

ويجب أن يشتمل تقرير اللجنة على دراسة معايير عمل الصندوق ومصادر تمويله المحتملة والجهات أو الدول المُستفيدة من هذا الصندوق للنظر بعدها في الخطوات المقبلة.

هدف تراكمي جديد

أوضح مسؤول الغابات الرئيس، المنسق الوطني لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في تنزانيا كانيزيو فريدريك مانيكا، أن جدول أعمال قمة المناخ كوب 27 كان يتضمن عددًا من القضايا التي كان لا بد من معالجتها، بما في ذلك خفض الانبعاثات، والهدف العالمي بشأن التكيف، والهدف الكمي التراكمي الجديد بشأن تمويل الخسائر والأضرار.

وحول خفض الانبعاثات، قال مانيكا -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- إن كوب 27 لم ينجح -مثل العديد من مؤتمرات الأطراف السابقة- في التوصل إلى اتفاق قاطع في هذه القضية.

ورجّح المنسق الوطني التنزاني لتغير المناخ استمرار هذا الاتجاه المتمثل في فشل الاتفاق على خفض الانبعاثات، قائلًا: "الدول أصبحت أكثر أنانية، والدول المتقدمة ليست مستعدة للقيادة".

وتساءل مانيكا عما إذا ما كان صندوق تمويل الخسائر والأضرار سيكون قادرًا على تلبية الدعوات طويلة الأمد حول تمويل إجراءات التكيف والتخفيف للدول النامية أم سيمثّل هدفًا تراكميًا جديدًا بشأن التمويل بعد فشل الدول المتقدمة في الوفاء بتعهدها السابق بدفع 100 مليار دولار سنويًا.

رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية الدكتور عباس شراقي المشارك في قمة المناخ
رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الأفريقية، الدكتور عباس شراقي

غياب آلية واضحة

رأى المسؤول التنزاني كانيزيو فريدريك مانيكا أن القمة نجحت في تحقيق بعض الأهداف وفشلت في تحقيق البعض الآخر، إلا أنه نوّه بالقيادة الجيدة لرئاسة المؤتمر، لافتًا إلى أن فعاليات القمة شهدت حالة من الشفافية ساعدت في تقديم بعض القضايا المثيرة للجدل مثل صندوق الخسائر والأضرار.

ومن جانبه، رأى رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الأفريقية الدكتور عباس شراقي أن قمة المناخ كوب 27 نجحت في تحقيق عدد من الأهداف، من بينها نجاح مصر في توقيع اتفاقيات بقيمة 83 مليار دولار في قطاع الطاقة المتجددة.

كما أن القمة سلّطت الضوء على المجالات المرتبطة بالعمل المناخي كافّة مثل الطاقة والمياه والتمويل وإزالة الكربون وغيرها.

وحول صندوق الخسائر والأضرار الذي تمخضت عنه نتائج المؤتمر، أوضح شراقي أنه -حتى الآن- لا توجد آلية واضحة لإدارة هذا الصندوق، وتحديد الدول المُمولة والمستفيدة وحجم التمويل المتوقع من قبل كل دولة.

وتوقع شراقي -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- تعنتًا من قبل الدول الصناعية في تمويل الصندوق الجديد بعد رفضها الوفاء بتعهداتها المالية السابقة بدفع الـ100 مليار دولار سنويًا للدول الضعيفة.

تحقيق أهداف اتفاقية باريس

أكد رئيس قسم التخطيط والدراسات الاقتصادية في قسم الطاقة النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية هنري بيلير أن الاتفاق على إنشاء صندوق لتغطية الخسائر والأضرار يُعد إنجازًا كبيرًا لقمة المناخ كوب 27.

إلا أنه عبّر عن إحباطه -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- من فشل القمة في بذل المزيد من الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

وأضاف بيلير قائلًا: "على الرغم من أن الاتفاق على صندوق تغطية الخسائر والأضرار كان خطوة في الاتجاه الصحيح، فإنه يجب أن نحافظ على إيماننا بتحقيق أهداف اتفاقية باريس".

الرئيس التنفيذي لمنظمة غرينفيث (الإيمان الأخضر)، فليتشر هاربر المشارك في قمة المناخ
الرئيس التنفيذي لمنظمة غرينفيث (الإيمان الأخضر)، فليتشر هاربر

مواجهة الآثار الكارثية

أشار الرئيس التنفيذي لمنظمة غرينفيث (الإيمان الأخضر)، فليتشر هاربر إلى أن نتائج مؤتمر المناخ كوب 27 تمثّل خطوة متواضعة إلى الأمام.

وقال هاربر -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-: "إن التوصل إلى إنشاء صندوق تعويض الخسائر والأضرار أمر جيد، ولكنه ما يزال وعاء فارغًا حتى يُملأ بمستويات مناسبة".

وأضاف هاربر أن القمة لم تثمر -كذلك- اتفاقًا حول التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أنه حتى تتوقف مشروعات الفحم والنفط والغاز الجديدة، ويجري التخلص التدريجي المنصف من الإنتاج الأحفوري الحالي، فإن العالم يواجه خطر الآثار الكارثية لتغير المناخ.

وتابع هاربر قائلًا: "إن الجماعات الدينية من جميع أنحاء العالم تدعو إلى التغيير، فمستقبل البشرية ورفاهية المليارات من الناس على المحك بسبب التغيرات المناخية، ولا بد من الضغط على الحكومات والمؤسسات المالية للتفاعل بصورة أكبر مع الأزمة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق