التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسيةسلايدر الرئيسيةقمة المناخ كوب 27

تفاصيل الساعات الأخيرة في قمة المناخ وصفقة "الصندوق".. هل نجحت كوب27؟

وجه "شكري" المُحبَط يعكس نتائج القمة رغم وصفه قرار تدشين الصندوق بالنصر التاريخي

حياة حسين

اختتمت قمة المناخ كوب 27 أعمالها في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة شرم الشيخ المصرية، بنتيجة يراها بعضهم نصرًا تاريخيًا، بينما يؤكد الكثيرون الفشل في تحقيق الأهداف المرجوّة، رغم مدّ المفاوضات يومين عن الموعد المقرر مسبقًا.

وبينما وصف رئيس القمة، وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاتفاق على تدشين صندوق تعويضات للدول الفقيرة عن آثار تغير المناخ بالنصر التاريخي، "إذ لم تشهده أيّ قمة سابقة"، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن القمة فشلت في التوصل إلى اتفاق يخفض الانبعاثات، وفق تلفاز "بي بي سي".

وخلال استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ كوب 27، كرّر مسؤولوها ضرورة جعلها قمة التنفيذ والالتزام بالتمويل من قبل الدول الغنية للبلدان النامية في إطار مساعي علاج تغير المناخ.

غير أن المشهد لم يتغير كثيرًا، ففي القمة السابقة كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاكسو الإسكتلندية، بدا رئيسها ألوك شارما عند إلقاء البيان الختامي يغالب دموعه، بسبب الفشل في وضع خريطة زمنية للتخلص من الوقود الأحفوري، بسبب رئيسَي الصين والهند، اللذين غابا عن قمة شرم الشيخ.

وفي قمة كوب 27، لم يختلف الوضع بالنسبة لوزير خارجية مصر سامح شكري، الذي لم تكن تعابير وجهه المجهدة والمُحبطة تتفق إطلاقًا مع من يعلنه نصرًا تاريخيًا للقمة.

بوابة النهوض

قمة المناخ كوب 27
رئيس قمة المناخ كوب 27 سامح شكري في الجلسة الختامية - الصورة من صفحة القمة في تويتر

أكد رئيس قمة المناخ كوب 27 سامح شكري أن 112 من القادة والزعماء انضموا لقمّة التنفيذ، وأن القرارات الناجمة هي بوابة للنهوض بالتنفيذ وتحقيق الحياد الكربوني والقدرة على الصمود، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط المحلية.

وقال: "عملنا على مدار الساعة، وجاهدنا للوصول إلى الهدف الأسمى الذي انخرطنا فيه ونسعى لتحقيقه، وفي نهاية المطاف تمكّنّا من تحقيق المنجزات، ومن مواصلة شقّ الطريق استجابةً لمعاناة الملايين من الأشخاص جراء تداعيات تغير المناخ في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ومصر وكل بقاع العالم".

وأضاف: "لقد استمعنا إلى دعوات مرتبطة بخيبة الأمل واليأس في باكستان وغيرها من الأماكن، فباكستان يواجهها تحديات كبرى مرتبطة بالفيضانات".

وتابع: "نحن نريد أن نغيّر ملامح المستقبل، فقد استمعنا إلى أصواتكم.. وعملنا على إعلان إرساء صندوق مخصص للخسائر والأضرار، فقمنا بالعمل عليه بكل قوة، ونفخر بذلك.. يعدّ هذا إنجازًا تاريخيًا بعد 27 عامًا من التناول والمطالبة من الدول الإفريقية بأن يتحقق ذلك، ونجاحًا للقمة، ونجاحًا لمصر التي ترأّست هذا المؤتمر ودعمته".

وشدد مجددًا على ضرورة الوصول إلى هدف إبقاء زيادة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية.

قمة منقسمة

أشار تقرير لوكالة بلومبرغ إلى أن الاتفاق على الخسائر والأضرار لحظة بارزة في سياسات المناخ العالمية، إذ إنه إقرار بأن الدول الأكثر ثراءً مسؤولة أمام العالم النامي عن الضرر الناجم جراء ارتفاع درجات الحرارة.

غير أن القمة المنقسمة، التي عُقدت على خلفية أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، عكست هشاشة في موقف العالم بكيفية التعامل مع تحول الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

كما لم تفعل كوب 27 الكثير لتعزيز طموح قمة غلاكسو لكبح انبعاثات الكربون الضارة وغازات الاحتباس الحراري، وفق وكالة بلومبرغ.

وقال الرئيس التنفيذي لمعهد الموارد العالمية آني داسجوبتا: "في حين إن التقدم بشأن الخسائر والأضرار كان مشجعًا، فمن المخيّب للآمال أن القرار نسخَ ولصقَ في الغالب لغة غلاسكو حول الحدّ من الانبعاثات، بدلًا من اتخاذ أيّ خطوات جديدة مهمة".

وانتهت القمة بعد الساعة 9 صباحًا بالتوقيت المحلي لمصر (07:00 صباحًا بتوقيت غرينتش) إثر جلسة ماراثونية نهائية استمرت طوال الليل.

وبدأ يوم الختام بتهديد الاتحاد الأوروبي بالانسحاب إذا لم يعزز البيان الختامي الطموح لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكن في النهاية لم يكن هناك تعهُّد شامل بالتخفيض التدريجي لجميع أنواع الوقود الأحفوري، ولا هدف لرؤية انخفاض الانبعاثات العالمية بحلول عام 2025.

واشتكت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك المماطَلة من "تحالف الدول الغنية بالنفط والمصدرين الأساسين للانبعاثات".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بتغريدة في موقع تويتر: "قد اتخذت القمة خطوة مهمة نحو العدالة المناخية، لذلك أرحّب بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار وتفعيله قريبًا.. هذا غير كافٍ، لكنه إشارة سياسية، تشتد الحاجة إليها، لإعادة بناء الثقة المكسورة".

جهود إضافية

في بيان الاتحاد الأوروبي لتقييم نتائج قمة المناخ كوب 27، الذي تلقّت منصة الطاقة المتخصصة نسخة منه، قال نائب الرئيس التنفيذي فرانس تيمرمانز: "كلنا متعبون، عداك سيدي الرئيس -يقصد سامح شكري- ففِرقنا منهكة، لكن الوقت والتعب ليسا عذرًا للتوقف عن مواصلة العمل.. ولن يشكرنا العالم عندما يسمعون فقط الأعذار غدًا".

وأضاف: "دعونا نُلقِ نظرة فاحصة على ما هو مطروح الآن على الطاولة، الأصدقاء ليسوا أصدقاء إذا أخبروك أيضًا بأشياء قد لا ترغب في سماعها، لكن ما هو أمامنا لا يكفي للتقدم خطوة إلى الأمام، للناس والكوكب".

قمة المناخ كوب 27
متظاهر أفريقي في قمة المناخ كوب 27 - الصورة من أكشوال نيوز ماغازين

وتابع قائلًا: "إنه لا يجلب جهودًا إضافية كافية من الجهات الرئيسة للانبعاثات لزيادة وتسريع تخفيضات الانبعاثات.. إنه لا يجلب درجة أعلى من الثقة بأننا سنحقق الالتزامات التي تعهّدنا بها بموجب اتفاقية باريس وفي غلاسكو العام الماضي.. إنه لا يعالج الفجوة المتسعة بين علوم المناخ وسياساتنا المناخية".

وقال: "إننا سمعنا أن 80 دولة وافقت على جعل عام 2025 ذروة استهلاك الوقود الأحفوري، لكن لا نرى ذلك منعكسًا في البيان الختامي، ويجب أن نعلم أن تكلفة التقاعس أكبر بكثير من الالتزام".

وقال: "عرضَ ممثل باكستان ودول الـ 77 وأفريقيا ما جرى لدولهما جراء تغير المناخ، والمتمثل في الفيضانات في الأولى والجفاف الشديد في الثانية، إنها أمور تكسر القلب".

وكان ممثل أفريقيا قد عبّر عن امتنانه بشأن تدشين صندوق التعويض، لكنه وصف القمة بالمخيبة للآمال الأفريقية.

دعم الأكثر ضعفًا

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في بيان منشور بموقع الاتحاد الأوروبي الإلكتروني: "إن كوب 27 فتح فصلًا جديدًا بشأن تمويل الخسائر والأضرار، ووضع أسسًا للتضامن بين المحتاجين ومن هم في موقع القدرة على المساعدة".

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يُعدّ المساهم الرائد في تمويل تغير المناخ، وأكد التزامه بدعم الفئات الأكثر ضعفًا، من خلال المساهمة الأولى في صندوق الخسائر والأضرار"، بحسب البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وقالت فون دير لاين: "حافظ كوب 27 على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، لكنه، لسوء الحظ، لم يُلزم أكبر مصادر الانبعاثات في العالم بالتخفيض التدريجي للوقود الأحفوري، ولا حتى بتخفيف آثار تغير المناخ".

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيواصل المسار من خلال تنفيذ الصفقة الخضراء، لأنه من الضروري الحفاظ على أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

إنجاز غير مسبوق

يرى رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030، الدكتور محمود محيي الدين، أن قمة شرم الشيخ "نجحت في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق في القمم السابقة".

جاء ذلك في بيان صحفي أصدره قبل قليل، مشيدًا خلاله بإنشاء صندوق للخسائر والأضرار، مضيفًا أن "الصندوق سيكون ممولًا، وله لجنة انتقالية محددة المهام في تنفيذه، خلال الأسابيع والشهور القليلة المقبلة".

وأوضح أن التمويل حظي ببُعد آخر، وهو الاهتمام بكل أبعاد التمويل في العمل المناخي، وذلك في تخفيف الانبعاثات الضارة، ومنها جهود الالتزام بالتعهدات الخاصة بالـ 100 مليار دولار من جانب الدول المتقدمة، رغم أنها لا تتجاوز 10% من تمويل تكلفة التحول العادل للطاقة في البلدان النامية والأسواق الناشئة، بخلاف الصين، وهو ما سيُتابَع على أن يكون التمويل العام الدولي مساندًا لاستثمارات القطاع الخاص.

وأشار إلى ترحيب الدول النامية بهذا الصندوق، خاصة الدول التي تعرضت على مدار العامين الماضيين لخسائر بالمليارات، وضرر لقطاعها الإنتاجي؛ نتيجة التغيرات المناخية، مثل باكستان وبنغلاديش، فضلًا عمّا سبّبته من خسائر في الأرواح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق