التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

كيف تؤمّن قطر بيع غاز توسعة حقل الشمال؟.. العقود الأطول تاريخيًا والناقلات الأكبر عالميًا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • قطر للطاقة توقّع عقود غاز مسال هي الأطول في تاريخ الصناعة.
  • الصين وبنغلاديش وألمانيا أبرز المشترين للغاز المسال القطري مستقبلًا.
  • قطر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم بأكثر من 80 مليون طن سنويًا.
  • قطر تمتلك أسطولًا ضخمًا من ناقلات الغاز المسال العملاقة.
  • مشروع توسعة حقل الشمال يرفع إنتاج قطر إلى 126 مليون طن.

اتّجهت قطر، بالتزامن مع توسعة حقل الشمال، إلى توقيع عدة عقود طويلة الأجل لإنتاجها من الغاز المسال؛ من بينها الأطول في تاريخ الصناعة، بهدف تأمين بيع إمداد المشروع، الذي يوصف بأنه الأكبر عالميًا.

ومستفيدةً من كونها خامس أكبر منتج للغاز الطبيعي عالميًا، تُعَد قطر أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا، بكمية بلغت 80.1 مليون طن خلال العام الماضي، مقابل 77.4 مليون طن العام السابق له، وفقًا لبيانات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).

ومن المتوقع أن تضيف توسعة حقل الشمال إلى سوق الغاز المسال العالمية نحو 49 مليون طن سنويًا، في الوقت الذي يزداد فيه اهتمام العالم بذلك الوقود الأحفوري وارتفاع الطلب عليه، وفقًا لما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن بيانات حكومية.

عقود الغاز الأطول في تاريخ الصناعة

في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وقّعت قطر مع الصين عقد غاز يُعَد الأطول في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال، وتضمّن اتفاقًا بين شركة قطر للطاقة وشركة النفط والكيماويات الصينية "سينوبك" لتوريد 4 ملايين من الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عامًا، إلى جانب حصول الشركة الصينية على حصة 5% من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي.

ومن المقرر أن تكون كميات الغاز المسال المتعاقد عليها من إنتاج مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، لتُسلم بعد ذلك إلى محطات الاستقبال التابعة لـ"سينوبك" في الصين.

بينما جاءت ثاني الصفقات طويلة الأجل خلال يونيو/حزيران 2023، مع توقيع قطر للطاقة اتفاقًا جديدًا مع مؤسسة النفط الوطنية الصينية (سي إن بي سي) يصل مداه إلى 27 عامًا، تضمّن بيع نحو 4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا من توسعة حقل الشمال الشرقي القطري، إلى محطات الاستقبال التابعة للشركة الصينية.

وشهد الشهر نفسه (يونيو/حزيران 2023)، توقيع شركة قطر للطاقة اتفاقًا لتوريد الغاز المسال إلى بنغلاديش لمدة زمنية تمتد إلى 15 عامًا.

وجاء في الاتفاق الموقّع بين شركة قطر للطاقة للتجارة -الذراع التجارية المملوكة بالكامل لقطر للطاقة- ومؤسسة بنغلاديش للنفط والغاز والمعادن (بتروبانغلا)، توريد ما يصل إلى 1.8 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، بدءًا من يناير/كانون الثاني 2026.

ويشار إلى أن قطر هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى بنغلاديش، بكمية سنوية تبلغ أكثر من 3.5 مليون طن سنويًا.

ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إجمالي صادرات قطر من الغاز المسال خلال 2022 (80.1 مليون طن)، متفوقةً على أستراليا والولايات المتحدة:

صادرات الغاز المسال في 2022

 

وبالعودة إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022؛ فإن قطر للطاقة قد وقّعت اتفاقيتين طويلتي الأمد لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا لمدة زمنية تمتد لنحو 15 عامًا.

وتضمّن الاتفاق الموقّع بين شركات تابعة لكل من قطر للطاقة وشركة كونوكو فيليبس الأميركية، بيع نحو مليوني طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال إلى محطة الاستيراد الألمانية -التي يُجرى تطويرها حاليًا في مدينة برونزبوتل- ابتداءً من عام 2026، من مشروعي توسعة حقل الشمال (الجزء الشرقي والجزء الجنوبي).

وشركة كونوكو فيليبس تُعَد إحدى الشركات الدولية في مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي بحصة 3.125%، وحقل الشمال الجنوبي بـ6.25%.

وسبق تلك الاتفاقيات المذكورة سلفًا، توقيع قطر للطاقة في مارس/آذار 2021 أول اتفاقية بيع وشراء للغاز الطبيعي المسال من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي مع "سينوبك" لتوريد نحو مليوني طن سنويًا من الغاز المسال للصين لمدة زمنية تمتد إلى 10 سنوات.

ناقلات تدعم توسعة حقل الشمال

تنفّذ دولة قطر أكبر برنامج لبناء ناقلات للغاز الطبيعي المسال في تاريخ تلك الصناعة بالبلاد، بالتوازي مع توقيع اتفاقيات عقود غاز طويلة الأجل، بهدف دعم مشروع توسعة حقل الشمال القطري بشقيه الشرقي والجنوبي.

وتوضح البيانات الرسمية أن قطر للطاقة وقّعت عقود بناء وتأجير وتشغيل 60 ناقلة للغاز المسال، مع توقعات بأن ترتفع في المستقبل إلى 100 ناقلة.

ناقلات الغاز المسال
ناقلة كيوماكس - الصورة من شركة قطر غاز

كما تؤكد البلاد أنها وقّعت عقودًا طويلة الأمد تختص بالبنية التحتية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال وتخزينه وتوزيعه في عدد من البلدان الأوروبية.

وتستحوذ شركة قطر غاز على 3 من أكبر ناقلات غاز مسال في العالم، وهي كيوماكس وكيوفلكس وناقلة الغاز المسال التقليدية "عاصم".

وبحسب بيانات عملاقة الغاز القطرية، يُعد من أبرز ما يميز ناقلات الغاز من طرازي كيوفلكس وكيوماكس، السعة الاستيعابية الكبيرة لهما التي تصل في (كيوفلكس) لنحو 217 ألف متر مكعب، أما (كيوماكس) فتبلغ 266 ألف متر مكعب.

ويساعد هذا الأمر على تقليل تكلفة نقل الغاز المسال لنسبة تقترب من النصف، كما أن التقنيات المتطورة في هذه الناقلات تسهم في خفض الانبعاثات الضارة بنسبة 35% مقارنة بناقلات الغاز التقليدية.

وتظهر البيانات -التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- أن الدوحة تمتلك أو تُشغل نحو 31 ناقلة من طراز كيوفلكس، و14 ناقلة من طراز كيوماكس، لأداء مهمة إمداد المشترين في الشرق الأقصى وأوروبا وغيرها.

ويشار إلى أن "قطر غاز" تدير نحو 25 ناقلة غاز تقليدية بنظام التأجير بعقود طويلة الأجل، بطاقة تتراوح بين 135 و152 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال لكل ناقلة، من أجل نقل ذلك الوقود لدول الشرق الأقصى وشبه القارة الهندية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا.

معلومات عن توسعة حقل الشمال

في الوقت الذي يزداد الاهتمام العالمي بالغاز المسال بصفته أقل أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة والنظر إليه على أنه وقود انتقالي للتقنيات النظيفة، تنفّذ قطر أكبر مشروع غاز مسال في العالم، الذي يتضمّن توسعة حقل الشمال بمشاركة كبرى الشركات العالمية في مجال الطاقة.

وتنقسم توسعة حقل شمال إلى جزأين؛ هما الشرقي الذي يُعَد المرحلة الأولى لمشروع التوسعة، والجزء الجنوبي الذي يمثّل المرحلة الثانية للمشروع.

حقل الشمال القطري
حقل الشمال - الصورة من موقع قطر غاز

ومن المتوقع أن يكتمل مشروع التوسعة بشقيه الشرقي والجنوبي بحلول عام 2027، ليرفع إنتاج الغاز المسال القطري من 77 مليون طن سنويًا في الوقت الراهن إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.

ومن المقرر أن تنتهي توسعة الجزء الشرقي، الذي يُعَد المرحلة الأولى لمشروع توسعة حقل الشمال، في 2025 ليرتفع إنتاج البلاد بحلول ذلك العام إلى 110 ملايين طن.

ويستهدف تطوير القطاع الشرقي من حقل الشمال بناء 4 خطوط إنتاج عملاقة جديدة بسعة 8 ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال لكل منهما، بالإضافة إلى إنشاء مرافق في مدينة رأس لفان الصناعية لمعالجة الغاز واستعادة سوائل الغاز الطبيعي ومرافق استخراج الهيليوم وتكريره.

بينما تتضمن توسعة القطاع الجنوبي من الحقل بناءَ خطي إنتاج عملاقين إضافيين بسعة 8 ملايين طن سنويًا لكل منهما، مع بناء المرافق البحرية والبرية المرتبطة بهما.

وانضم العديد من الشركات العالمية بحصة مشاركة إلى توسعة حقل الشمال؛ وهي (توتال إنرجي، وإيني الإيطالية، وكونوكو فيليبس، وإكسون موبيل، وشل، وسينوبك، ومؤسسة النفط الوطنية الصينية).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق