المقالاتسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةمقالات الطاقة المتجددةمقالات النفطنفط

زيارة رئيس إيران إلى فنزويلا.. هل تدعم علاقات الطاقة؟ (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • إيران وفنزويلا دولتان غنيّتان بالنفط ولهما تاريخ مضطرب مع الولايات المتحدة
  • إيران وفنزويلا تتشاركان مبادرات تجارية لتعزيز العلاقات الثنائية في صناعة الطاقة
  • العقوبات الأميركية تعرقل بشكل كبير وصول إيران وفنزويلا إلى الأسواق الدولية
  • إيران وفنزويلا ركّزتا في الغالب على التعاون في مجال النفط والغاز

ترتبط إيران وفنزويلا بعلاقات ثنائية مهمة، لا سيما في قطاع الطاقة، وسَعَت الدولتان، الخاضعتان لضغوط من دول الغرب، إلى تعميق الروابط بينهما للتغلب على المشكلات المشتركة وتحقيق أهدافهما الجيوسياسية الفردية.

وتُعدّ زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي، الأخيرة، إلى فنزويلا حدثًا مهمًا لتقييم ديناميكيات وتعقيدات تعاونهما في مجال الطاقة بين الدولتين الغنيتَين بالنفط، اللتين يجمعهما تاريخ مضطرب مع الولايات المتحدة، ولديهما الكثير من القواسم المشتركة.

وبدأت الدولتان في التقارب أوائل العقد الأول من القرن الـ21، مدفوعتين أساسًا بمشاعرهما المعادية لأميركا والرغبة في توفير توازن مع الدولة الغربية في صناعة الطاقة.

نتيجة لذلك، وُقِّعت العديد من العقود التي تغطي مختلف جوانب قطاع الطاقة، بما في ذلك المشروعات المشتركة، ونقل التكنولوجيا، ومبادرات الاستثمار.

ويُزعم أن التعاون في مجال صناعة النفط بين إيران وفنزويلا شهد طفرة ملحوظة تُعزى إلى الدبلوماسية النشطة لوزارة النفط في طهران، والمبادرات الجادة من الحكومة الـ13. وبحسب ما ورد، بلغ حجم التجارة في هذا المجال 4 مليارات دولار خلال الـ20 شهرًا الماضية.

دبلوماسية الطاقة الإيرانية

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن دبلوماسية الطاقة لدى بلاده قد تكثفت منذ تولّيه المنصب، مشيرًا إلى دبلوماسية طهران النشطة بمجال الطاقة في أميركا اللاتينية، لا سيما جهود وزارة النفط لإقامة علاقات مع دول أميركا اللاتينية.

ويمكن عَدُّ هذه البرامج ابتكارات في مجال دبلوماسية الطاقة، التي سهّلت على شركات النفط الإيرانية الوصول إلى سوق الطاقة الكبيرة في أميركا اللاتينية.

لقاء الرئيس الفنزويلي (إلى اليمين) بنظيره الإيراني في العاصمة الفنزويلية كاراكاس
لقاء الرئيس الفنزويلي (إلى اليمين) بنظيره الإيراني في العاصمة الفنزويلية كاراكاس – المصدر: راديو فرنسا الدولي

وأسفرت جهود الحكومة على مدار الـ20 شهرًا الماضية عن نتائج إيجابية، ما أعطى الشركات الخاصة وشبه الحكومية في طهران فرصة رائعة لدخول سوق مربحة.

وارتفع حجم التجارة في قطاع النفط بين إيران وفنزويلا خلال هذه المدة إلى نحو 3.5 إلى 4 مليارات دولار، وهو تطور كبير بعد توقّف طويل الأمد.

تريد طهران وكراكاس زيادة حجم تعاونهما الاقتصادي والتجاري الحالي البالغ 3 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار، بحسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي كان في فنزويلا في زيارة رسمية.

علاقات الطاقة بين إيران وفنزويلا

لتعزيز العلاقات الثنائية في صناعة الطاقة، تشارك إيران وفنزويلا في عدد من المبادرات التجارية، وتشمل هذه العمليات تصدير النفط ومكثفات الغاز، وتقديم الخدمات الفنية والهندسية، وتصدير السلع والمعدّات النفطية، وتجديد المصافي وصيانتها، وزيادة الطاقة الإنتاجية.

من ناحيتها، تريد إيران المشاركة بنشاط في تطوير حقول النفط، وتوسعة محطات النفط، واستعمال القدرات البتروكيماوية الحالية، وإعادة تأهيل منشآت البتروكيماويات، وتقاسم الأرباح المرتبطة بالإنتاج، وقد طورت وزارة النفط الإيرانية هذه المقترحات لتعزيز العلاقات الوطيدة مع فنزويلا.

جدير بالذكر أن الحكومة الـ13 أكملت بنجاح توقيع العقد الأول لتجديد منشأة تصنيع الأمونيا الفنزويلية، وتهدف هذه الصفقة إلى إعادة بناء وتطوير مجمعات البتروكيماويات البحرية.

وتحسنت العلاقات البتروكيماوية بين إيران وأميركا اللاتينية، خصوصًا منذ زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي الأخيرة إلى القارة.

ويُستعمل 2 مليون طن فقط من قدرة مصنع البتروكيماويات المركبة في فنزويلا، التي تبلغ 12 مليون طن حاليًا.

بالنسبة للمستثمرين الإيرانيين، تمثّل هذه القدرة إمكانات غنية، ومن خلال تقديم الخدمات الفنية والهندسية وتصدير المعدّات المطلوبة إلى صناعة البتروكيماويات في أميركا اللاتينية، سيستفيد القطاع الخاص الإيراني بشكل كبير.

وقد تسهّل إعادة بناء وزيادة قدرة هذه المنشآت البتروكيماوية على القطاع الخاص دخول سوق البتروكيماويات في أميركا اللاتينية.

وتأكّدَ أن الشركات الإيرانية الخاصة يمكن أن تكتسب ميزة تنافسية في تنظيم سوق البتروكيماويات في أميركا اللاتينية ثمّ الأسواق الإقليمية، بما في ذلك الأميركتين، من خلال إنتاج المنتجات البتروكيماوية من النفط الإيراني ومكثفات الغاز في المصافي التي تمّ تجديدها وتطويرها في فنزويلا، وقد يساعد ذلك في تخفيف الضغط الذي تفرضه العقوبات الاقتصادية على إيران.

زيارة الرئيس الإيراني إلى فنزويلا

في يوم زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى فنزويلا الواقعة في أميركا اللاتينية، الاثنين 12 يونيو/حزيران، كان من المتوقع أن تبدأ عمليات الإنتاج في مصفاة إل باليتو الفنزويلية، التي عُلِّق العمل فيها منذ أكثر من عام.

وفقًا لتقرير نشرته رويترز، ستتعاون جمهورية إيران الإسلامية وتشارك في إعادة تنشيط مصفاة إل باليتو في ولاية كارابوبو الفنزويلية.

وتُشهد "إل باليتو"، أصغر مصفاة في فنزويلا، إصلاحات ومشروعات توسعة كبيرة بعد توقيع اتفاقية بقيمة 100 مليون يورو (109.64 مليون دولار) مع الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع البترول المملوكة للدولة.

مصفاة إل باليتو النفطية في ولاية كارابوبو الفنزويلية
مصفاة إل باليتو النفطية في ولاية كارابوبو الفنزويلية – المصدر: رويترز

وتُعدّ زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى فنزويلا مناسبة مهمة لدراسة ديناميكيات وآثار التعاون في مجال الطاقة، رغم وجود تحديات كبيرة أمام مستقبل علاقة الطاقة بين البلدين.

وتواجه علاقات الطاقة بين إيران وفنزويلا صعوبات نتيجة القيود الاقتصادية والقيود التكنولوجية والديناميكيات السياسية والتعقيدات الجيوسياسية.

رغم ذلك، يوجد الكثير من فرص التعاون والمكاسب المتبادلة، ويمكن لإيران وفنزويلا تحسين علاقتهما في مجال الطاقة، وتعزيز أمنها، والمساعدة في التنمية الاقتصادية لكل منهما، من خلال اغتنام هذه الفرص والتغلب على التحديات.

العقوبات الاقتصادية والضغط الدولي

يُعدّ تنفيذ الولايات المتحدة ودول أخرى للعقوبات الاقتصادية أحد أهم العقبات التي تعترض تطوير علاقات الطاقة بين إيران وفنزويلا.

وقد تَعرقَل وصول إيران وفنزويلا إلى الأسواق الدولية بشكل كبير بسبب هذه العقوبات، ما زاد من صعوبة استعمالهما لموارد الطاقة بشكل فعال وجذب الاستثمار الأجنبي.

ويواجه كلا البلدين عقبات هائلة في رفع هذه العقوبات وتحديد قنوات جديدة للتعاون في مجال الطاقة.

وتشكّل قيود التكنولوجيا والبنية التحتية مشكلة لكل من إيران وفنزويلا، التي لها تأثير في قطاع الطاقة، وتتعرض قدرتهما على زيادة كفاءة الإنتاج إلى الحدّ الأقصى، وتطوير حقول جديدة، وتحسين قدراتها في التكرير والمعالجة، إلى عراقيل البنية التحتية القديمة ونقص التقنيات المتطورة.

الاعتبارات السياسية والجيوسياسية: تواجه كل من إيران وفنزويلا صعوبات في علاقات الطاقة بينهما بسبب عدم الاستقرار السياسي والديناميكيات الجيوسياسية.

حقول غرب كارون النفطية في إيرا
حقول غرب كارون النفطية في إيران – المصدر وكالة شانا الإيرانية

وقد يتأثر استقرار واستمرار سياستهما التعاونية في مجال الطاقة بالصراعات السياسية الداخلية، وتحولات نظام الحكم، وديناميكيات القوة الإقليمية، ويتطلب التعاون في مجال الطاقة على المدى الطويل إدارة هذه الصعوبات السياسية وتهيئة بيئة جيوسياسية مواتية.

تنويع التعاون في مجال الطاقة: ركزت إيران وفنزويلا في الغالب على التعاون في مجال النفط والغاز، ولكن هناك إمكان لتوسيع مجال التعاون هذا.

ويمكن أن يؤدي البحث في خيارات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى خلق فرص جديدة للتعاون، وتقليل الاعتماد على إمدادات الهيدروكربونات التقليدية.

إضافة إلى ذلك، يمكن للمشروعات المشتركة في تطوير البنية التحتية والبتروكيماويات والتكرير أن تعزز تعاونها العام في مجال الطاقة.

وتُعدّ دبلوماسية إيران في مجال الطاقة محفوفة بالشكوك. وعلى الرغم من أن العديد من خبراء الطاقة يعتقدون أن طهران وكاراكاس قد تتعاونان في قضايا الطاقة، فمن أجل تحقيق هذه الإمكانات، يجب رفع العقوبات عن كلا البلدين.

على صعيد آخر، تُعدّ مشاركة إيران بالبنية التحتية للطاقة في فنزويلا من الإنجازات التي حققها قطاع الخدمات الهندسية الإيراني في صناعة النفط.

في المقابل، فإن التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة غير قادر على تلبية جميع المتطلبات التكنولوجية والمعدّات الخاصة بصناعات الطاقة، وقد تراجع نفوذ إيران في سوق النفط تدريجيًا نتيجة استمرار العقوبات.

قدرات الإنتاج والتصدير

انخفضت قدرات الإنتاج والتصدير للنفط لدى إيران وفنزويلا بسبب نقص الموارد المالية والتكنولوجيا الغربية، الأمر الذي تسبَّب في عدد من المشكلات بصناعة المصافي في فنزويلا.

ولا يمكن عَدُّ فكرة وجود مصافٍ نفطية خارجية لإيران إلّا على كونها ضمانًا لأمن الطاقة في الوضع الحالي، على الرغم من المزاعم بأن إيران قد تتغلب على العقوبات بشكل أسرع، من خلال إنشاء مصفاة خارجية.

وفي حالة استمرار العقوبات، يمكن لإيران تصدير نسبة من إنتاجها النفطي بأمان ودخول الأسواق الدولية، شريطة أن يكون لديها شبكة توزيع في دولة أوروبية.

ويمكن لإيران حاليًا فقط بدء تشغيل مصافيها الخارجية في دول مثل فنزويلا، التي تخضع للعقوبات.

ويُعدّ هذا الموقف مشابهًا لمصفاة التكرير الإيرانية في جنوب أفريقيا في عهد الشاه، التي اضطرت في النهاية إلى بيع ممتلكاتها بسبب عقوبات الفصل العنصري.

* الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق