تقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

منتجو الطاقة في الخليج العربي أمام تحديات الأزمات الجيوسياسية الجديدة

مي مجدي

أدّت الأزمات الجيوسياسية دورًا كبيرًا في ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية إلى مستويات قياسية في بداية العالم الجاري، ووجد منتجو الطاقة في الخليج العربي أنفسهم بين شقي رحى، في ظل احتدام التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا حول مستقبل أوكرانيا.

وساعدت المخاوف من المواجهة بين قوى الناتو بقيادة الولايات المتحدة وروسيا على ارتفاع أسعار النفط الخام لأكثر من 90 دولارًا للبرميل، ومع نقص الإمدادات، اتجهت الأنظار إلى منطقة الخليج العربي لتلبية احتياجات الطلب العالمي.

ومع تفاقم الوضع يومًا بعد يوم، كان ملف الأزمات الجيوسياسية على طاولة منتدى غلف إنتليجنس لأسواق الطاقة، وتناولت إحدى الفعاليات كيفية استجابة منتجي الطاقة في الخليج العربي للأزمة الأوكرانية وتوجيه مسار العلاقة بين القوى العظمي المتمثلة في الولايات المتحدة وروسيا والصين.

تحدي العلاقات الدولية

وضع الأستاذ المساعد في كلية العلوم السياسية بجامعة زايد، جوناثان فولتون، إطارًا للمناقشة، وطرح رؤية واضحة للقوى الدولية التي تؤثر في منطقة الخليج، خلال مشاركته في المنتدى.

جوناثان فولتون
د. جوناثان فولتون (الصورة من موقع غلف إنترناشونال فورم)

وقال فولتون إن العالم يعيش مرحلة انتقالية في العلاقات الدولية، إذ تواجه حقبة ما بعد الحرب البادرة للهيمنة الأميركية تحديات من القوى العظمى الصاعدة، روسيا والصين، حسب موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.

وتعليقًا على الأوضاع الجيوسياسية الحالية، قال فولتون إنه بحلول عام 2008 أو قبل ذلك، قررت روسيا أداء دور حيوي بدلًا من التصرف بوصفها تابعًا.

وسلّط الضوء على المخاطر الأمنية التي تواجه البنية التحتية للطاقة في الخليج العربي، عندما استهدفت طائرة دون طيار وهجوم صاروخي شاحنات وقود قريبة من منشآت تابعة لشركة أدنوك الإماراتية.

بالإضافة إلى ذلك، شكّل الكرملين تحالفًا اقتصاديًا إستراتيجيًا مع منتجي النفط من خلال تحالف أوبك+، وساعد ذلك في توافق سياسات إنتاج النفط الروسية مع السياسات الرئيسة لدول الخليج والحلفاء التقليديين للولايات المتحدة بقيادة السعودية.

كما ساعد إنتاج روسيا الحالي البالغ 10 ملايين برميل يوميًا في سيطرة المنتجين على قرابة 45% من الإمدادات العالمية، ومنحهم ذلك سلطة هائلة للتأثير في الأسعار.

ارتياح الصين

سلّط التعافي الاقتصادي السريع للصين من جائحة كورونا الضوء على أهمية أوبك+ بالنسبة إلى بكين، لضمان استقرار أسعار الطاقة لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وعلى عكس روسيا، ما تزال الحكومة الصينية عازفة حتى الآن عن الزحف إلى مجال النفوذ الإستراتيجي الذي يسيطر عليه الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.

وفي هذا الشأن، قال فولتون: "تشعر الصين بارتياح عند مواجهة الولايات المتحدة في نواحٍ عديدة"، مضيفًا أن مفهوم الحرب الباردة للغرب أصبح الآن "فكرة مستهلكة" بسبب تعاظم الفروقات بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، ومن أهمهم الاتحاد الأوروبي، وبرز ذلك في مجالات متعددة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

وأحدث مثال على ذلك عندما بحثت الصين والمملكة العربية السعودية توسيع سبل التعاون الدفاعي في 26 يناير/كانون الثاني، وسط تزايد صادرات المعدات العسكرية الصينية إلى المنطقة.

ويأتي ذلك عقب إرسال منتجي النفط في الخليج قرابة 60% من النفط الخام وأغلب شحنات الغاز الطبيعي المسال لتغذية الأسواق الآسيوية.

صناديق الاستثمار في النفط والغازمنافسة القوى العظمي

تمثّل منافسة القوى العظمى أو "المنافسة الإستراتيجية" التحدي الثاني لدول الخليج العربي.

وفي هذا الصدد، قال فولتون إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواصل العمل بسياسة التركيز على الصين وروسيا بوصفهما تهديدات كبرى، التي بدأت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مضيفًا أن هذا التحول طرح العديد من التحديات الإستراتيجية لدول الخليج.

وأشار فولتون إلى أن ذلك قد أدّى إلى زيادة مخاوف دول الخليج من التخلي عنها، وبدأت تتساءل حول الضمانات الأميركية لحماية المنطقة في مواجهة التهديدات المستقبلية، رغم مدى أهميتها لاستقرار إمدادات الطاقة والأسعار.

ووفقًا لبيانات موقع إس آند بي غلوبال بلاتس، شهد العام الماضي 31 حادثًا أمنيًا استهدفت البنية التحتية لمشروعات الطاقة في الخليج، التي تعتمد على الدعم العسكري الأميركي واستخدام تقنيات الدفاع الجوي.

واختتم فولتون حديثه بأن مصالح الولايات المتحدة في حرية الملاحة وأسواق الطاقة العالمية والأمن الإسرائيلي حددت معالم الكثير من أهدافها في الشرق الأوسط والخليج، قائلًا: "ما رأيناه في العقدين الماضيين هو أن هذه المصالح تغيّرت".

ورغم تغيُّر العلاقات بين القوى العظمى في العالم ومستهلكي الطاقة، يبقى التحدي الذي يواجه الخليج العربي حول كيفية التعامل مع الأزمات الجيوسياسية دون تغيير.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق