التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

خطر نقص الغاز في أميركا اللاتينية يتزايد مع انخفاض الإنتاج وارتفاع الطلب (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

يُعَدّ نقص إمدادات الغاز في أميركا اللاتينية أحد المخاطر التي تهدد دول المنطقة، وسط ارتفاع الطلب على هذا الوقود، بالرغم من وجود موارد ضخمة.

وتوقعت شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، استمرار نمو الطلب على الغاز الطبيعي في أميركا اللاتينية، مدفوعًا باستبدال الفحم في توليد الكهرباء والعمليات الصناعية.

وحذّرت من اتّساع عجز إمدادات الغاز في أميركا اللاتينية، مؤكدة أن دول المنطقة تحتاج إلى تعظيم إمداداتها من ذلك الوقود الأحفوري لمواجهة انخفاض الإنتاج في بعضها، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي في أميركا اللاتينية خلال السنوات الـ10 المقبلة بمعدل 1.4% سنويًا، ليستقر عند 25 مليار قدم مكعبة يوميًا.

وهو الأمر الذي سينتج عنه تحديات عديدة تواجهها المنطقة، إذ تشير التوقعات إلى انخفاض إمدادات الغاز في أميركا اللاتينية بمعدل 5.6% خلال تلك المدة الزمنية.

ارتفاع الواردات مع عدّ الغاز وقودًا انتقاليًا

ترى وود ماكنزي أنه دون البحث والاستكشاف عن موارد جديدة لزيادة الإنتاج سترتفع واردات الغاز في أميركا اللاتينية من ذلك الوقود الأحفوري لتتراوح ما بين 7 و12 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2035، مع النظر إلى الغاز بصفته وقودًا انتقاليًا نحو المصادر النظيفة.

وفي العام الجاري (2023)، من المرجح ارتفاع واردات الغاز في أميركا اللاتينية إلى 5.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 4.9 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2022.

منشأة للغاز الطبيعي المسال
منشأة للغاز الطبيعي المسال- أرشيفية

وبحلول عام 2035، من المتوقع أن يمثّل الطلب على الغاز في أميركا اللاتينية نسبة 6.3% من الطلب العالمي.

وتوضح وود ماكنزي أن منطقة أميركا اللاتينية تمتلك احتياطيات كبيرة غير مُطورة من الغاز، ذات بصمة كربونية أقلّ من النفط والفحم، ويمكن إنتاجها بتكلفة منخفضة.

ومع ذلك، فإن العمل على استخراج تلك الاحتياطيات الكبيرة يواجه تحديات متعلقة بالسوق والبنية التحتية بمعظم دول أميركا اللاتينية، بسبب السياسات غير المحفّزة للاستكشاف والتحديات الجيولوجية.

وتوقعت شركة الأبحاث أن يؤدي تعزيز استخراج موارد الغاز في أميركا اللاتينية إلى استقرار الإنتاج عند نحو 15 مليار قدم مكعبة يوميًا بالمنطقة.

عقبات التطوير تعزز الواردات

مع تلك التحديات، من المتوقع أن تستورد المكسيك نحو 8.6 مليار قدم مكعبة يوميًا من الولايات المتحدة بحلول عام 2030، ما يعمل على توفير الطلب محليًا، وكذلك تعزيز قدرتها على تصدير الغاز المسال المخطط له أن يصل لـ620 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2026.

في المقابل، تحتاج كولومبيا إلى تعويض انخفاض إنتاجها من الغاز الذي قد يصل إلى 300 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2030، أو تضطر إلى استيراد المزيد من الغاز.

وشهدت كولومبيا انخفاضًا في إنتاج الغاز بمعدل سنوي قدره 3% خلال السنوات الـ10 الماضية، وفقًا لما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن وود ماكنزي.

وفي السياق ذاته، تمتلك فنزويلا كميات كبيرة من الغاز الطبيعي غير المستغلة تقع في حقول بحرية تُقدَّر بنحو 13.6 تريليون قدم مكعبة، ويمكن تطويرها بالتعاون مع دولة ترينيداد وتوباغو.

كما توصّلت دولة بيرو إلى موارد للغاز الطبيعي في حقل كاميسيا، ومع ذلك تقرر تأجيل تطويرها بسبب العقبات التنظيمية وعدم وجود خطوط أنابيب إضافية لنقل ذلك الوقود الأحفوري إلى جنوب البلاد.

التعاون ضروري لتكامل السوق

ترى وود ماكنزي أنه يمكن لدول جنوب أميركا اللاتينية أن تتعاون فيما بينها لزيادة تكامل أسواق الغاز في القارة، وموازنة الانخفاضات في بعض الدول، فعلى سبيل المثال، قد تسهم الأرجنتين في إمداد الدول المجاورة لها بالغاز.

منشأة للغاز الطبيعي
منشأة للغاز الطبيعي- أرشيفية

ويواصل الطلب على الغاز في أميركا اللاتينية تجاوز العرض، خاصة مع محدودية مشروعات الغاز القائمة من حيث عددها وحجم الاحتياطيات.

وتخطط الأرجنتين بناء سعة إضافية جديدة من الغاز الطبيعي المسال، وهو الأمر الذي سيمثّل حافزًا للتصدير إلى مناطق جغرافية أخرى.

ورغم أن الأرجنتين لديها القدرة لتكون مصدرًا إقليميًا رئيسًا للغاز بالتوازي مع دولة بوليفيا، فإنها تواجه العديد من التحديات، مثل تغييرات سياسة الطاقة وعدم استقرار الاقتصاد الكلي.

وتواجه بوليفيا -أيضًا- انخفاضًا في إنتاج الغاز الطبيعي قد يؤثّر في صادراتها، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وحذّرت وود ماكنزي أنه دون تحقيق المزيد من اكتشافات الغاز في بوليفيا، سيستمر تراجع الإنتاج، الذي سيكون كافيًا لتلبية الطلب المحلي فقط بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق