روسيا وأوكرانياأخبار الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر أوكرانيا قد تتوقف عام 2024

يمثل المسار عبر أوكرانيا نحو 5% من الواردات الأوروبية

مي مجدي

يبدو أن واردات أوروبا من الغاز الروسي أمام معضلة جديدة بعد تصريح وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو بأن تجديد عقد نقل الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا أمر مستبعد.

وقال الوزير الأوكراني، إن أحد آخر الشرايين التي تغذّي أوروبا بالغاز الروسي قد يتوقف بحلول نهاية العام المقبل (2024)، فور انتهاء العقد مع عملاقة الطاقة الروسية غازبروم، بحسب تصريحاته لمجلة فاينانشال تايمز، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف الوزير أن فرص موافقة كييف وموسكو على تجديد عقد نقل الغاز لمدة 5 سنوات، والموقّع لأول مرة في عام 2019، باتت ضئيلة، على الرغم من أن المسار يمثّل قرابة 5% من إجمالي واردات أوروبا من الغاز.

كان قرار موسكو بخفض إمدادات الغاز إلى أوروبا خلال العام الماضي (2022) قد تسبَّب في أزمة طاقة ضخمة بالقارة العجوز، ونتج عن ذلك زيادة في معدلات التضخم، ورفع تكلفة المعيشة في جميع أنحاء القارة.

وما يزال خط الأنابيب الأوكراني واحدًا من خطَّين فقط يمدّان أوروبا بالغاز الروسي، وإن كانت بكميات ضئيلة.

ودون خط الأنابيب الأوكراني، سيكون خط الأنابيب الوحيد الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، هو ترك ستريم، الذي يمدّ البلدان في جنوب شرق القارة، ويشكّل أقلّ من 3% فقط من واردات أوروبا من الغاز.

واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر أوكرانيا

عندما سُئل وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو عمّا إذا كانت أوكرانيا مستعدة لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق مع موسكو عقب الحرب التي شنّتها على كييف في عام 2022، قال، إن بلاده تُعِدّ نظامها لقطع الإمدادات.

ووفقًا لبيانات مؤسسة "آي سي آي إس" (ICIS)، اعتمدت النمسا على الغاز الروسي الذي يُنقل عبر أوكرانيا في تغطية نصف وارداتها من الغاز خلال شهر مايو/أيار (2023)، بينما شكّلت واردات سلوفاكيا نحو 95%.

وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة الأوكراني، إن أوروبا ستكون مستعدة نسبيًا لتراجع الإمدادات، بعد أن اضطرت للتكيف مع انخفاض التدفقات عن طريق تقليل الطلب، وتوفير واردات بديلة مثل الغاز المسال.

وتعدّ هذه الخطوة أول إقرار من كييف بأن العقد الذي يدعم واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر أوكرانيا من المحتمل أن يتوقف في نهاية العام المقبل.

وفي الوقت الذي يعتقد فيه غالوشينكو أن السياسيين الأوروبيين قد يرغبون في إعادة التفاوض بشأن العقد، كما حدث في عام 2019، عندما تدخَّل وفد من الاتحاد الأوروبي في محادثات ثلاثية مع روسيا وأوكرانيا، يعتقد المحللون أن هذا غير مرجّح؛ نظرًا لصعوبة إجراء محادثات مع موسكو.

وبدورها، رفضت المفوضية الأوروبية التعليق عمّا إذا كانت ستحاول الدفع بإجراء محادثات مع روسيا بشأن تجديد العقد، وضمان استمرار واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر أوكرانيا.

محطة لضخ الغاز الروسي
محطة لضخ الغاز الروسي -الصورة من موقع فاينانشال تايمز

 

تداعيات القرار

يمكن أن يؤدي انخفاض نسبة ضئيلة من الإمدادات إلى رفع الأسعار بالقارة العجوز، نظرًا لمحدودية إمدادات الغاز العالمية، على الرغم من التوقعات بارتفاع إمدادات الغاز المسال بدءًا من عام 2025، مع انطلاق المشروعات الكبرى في قطر والولايات المتحدة.

وسبق أن صرّح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين أن قرار عدم تمديد اتفاقية نقل الغاز يمثّل ضربة إلى الاتحاد الأوروبي، بينما ستفقد أوكرانيا أرباحها من العبور.

ووُقِّع عقد نقل الغاز الحالي في ديسمبر/كانون الأول (2019)، ويعني ذلك استمرار واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر أوكرانيا حتى عام 2024.

وبموجب الاتفاق، وافقت عملاقة الطاقة الروسية المملوكة للدولة "غازبروم" على إرسال ما لا يقلّ عن 65 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2020، و40 مليار متر مكعب بين عامي 2021 و2024 عبر أوكرانيا، التي تنتفع من رسوم العبور بنحو 7 مليارات دولار.

ومع ذلك، تشحن روسيا -حاليًا- نحو 12 مليار متر مكعب سنويًا فقط، وزعمت كييف أن موسكو تدفع لها أقلّ من المتفق عليه، على الرغم من الالتزام تعاقديًا بدفع رسوم العبور، بغضّ النظر عن حجم التدفقات.

على الجانب الآخر، قالت شركة "أوه إم في"، إحدى أكبر شركات الطاقة في النمسا، إنه سيكون لديها القدرة على توفير الإمدادات لعملائها دون الحاجة إلى الغاز الروسي، بفضل الإجراءات التي اتّبعتها منذ غزو أوكرانيا في العام الماضي (2022).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق