التقاريرتقارير الطاقة النوويةسلايدر الرئيسيةطاقة نووية

متى يكتمل حلم البرنامج النووي الجزائري.. وما سر عداء "بايدن" له؟

أحمد بدر

من جديد، عاد البرنامج النووي الجزائري ليلقي بظلاله على الساحة العالمية، مع استقبال وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب وفدَ الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، على هامش أعمال الاجتماع الـ34 لمجموعة العمل الفنية "تي دبليو جي إم".

واستقبل وزير الطاقة الجزائري، مساء الإثنين 19 يونيو/حزيران (2023)، وفدًا برئاسة نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رئيس إدارة التعاون الفني هوا ليو، إذ ناقش الطرفان التطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية.

وسلّط اللقاء الضوء على البرنامج النووي الجزائري، والتعاون بين الدولة الواقعة في شمال أفريقيا ووكالة الطاقة الذرّية، واستعمال الطاقة النووية في الأغراض السلمية، لا سيما التدريب والطب والعلاج الإشعاعي، وإجراءات التصوير التشخيصي، وإنتاج النظائر المشعة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

البرنامج النووي في الجزائر

التقى وزير الطاقة محمد عرقاب، في مارس/آذار الماضي 2023، وفدًا من شركة روساتوم الروسية، إذ تباحث الجانبان حول "علاقات التعاون" بين محافظة الطاقة الذرّية هناك، والشركة الروسية في مجال الطاقة النووية، واستعمالاتها للأغراض السلمية.

وتناول الطرفان تطوير استعمال التكنولوجيا النووية في الطب، والتصوير التشخيصي، وإنتاج النظائر المشعة في الجزائر، بالإضافة إلى فرص تبادل الخبرات، والاهتمامات المشتركة في قطاع الطاقة النووية، إذ سبق أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن البلدين عليهما توقيع "اتفاق تعاون إستراتيجي".

يشار إلى أنه في بداية ثمانينيات القرن الماضي، أسست الجزائر مركزًا بحثيًا للتكنولوجيا النووية، أطلقت عليه في وقت لاحق اسم "محافظة الطاقة الذرية"، وأسندت إليه مهام المساهمة في صياغة السياسة الوطنية لتعزيز وتطوير الطاقة النووية وتقنياتها، وتحديد إستراتيجية تنفيذها.

الطاقة النووية

وكان من بين مهام محافظة الطاقة الذرّية، التي تولّت مسؤولية تنفيذ البرنامج النووي الجزائري، مراقبة الالتزام الصارم بالأحكام التنظيمية، وتطوير معايير السلامة النووية والفيزيائية والإشعاعية، بجانب التدريب والتطوير والمسؤولية عن المنشآت النووية ومرافق إدارة المواد المشعّة.

ولاحقًا، أسست الجزائر عدّة منشآت نووية ضمن بنيتها التحتية، وضعتها تحت مسؤولية المحافظة، وهي مفاعل السلام، بطاقة إنتاجية 15 ميغاواط، ومفاعل نور بطاقة إنتاجية 1 ميغاواط، ووحدة تطوير عناصر الوقود النووي، وحلقات اختبار تأهيل الوقود النووي.

كما تضم المنشآت النووية في الجزائر مختبرات ومعدّات تحاليل خاصة، وخلايا ساخنة لتطوير النظائر المشعّة، بالإضافة إلى وسائل ومعدّات التنقيب عن المواد الأولية النووية ومعالجتها.

الطاقة النووية في الجزائر

في سبتمبر/أيلول الماضي 2022، أعلن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب موقف بلاده من دخول عالم الطاقة النووية، مؤكدًا أنها تولي اهتمامًا كبيرًا لدور الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، بصفتها مؤسسة تفي بأهداف المادة 4 من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وأوضح الوزير، أمام المؤتمر العام الـ66 للوكالة الدولية للطاقة الذرّية الذي انعقد في النمسا، أن الطاقة النووية في الجزائر تعدّ بديلًا موثوقًا للوقود الأحفوري، يمكنه تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ويحقق الأهداف الإنمائية، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

كلمة وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب في افتتاح الدورة 66 من مؤتمر وكالة الطاقة الذرية
كلمة وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب في افتتاح الدورة 66 من مؤتمر وكالة الطاقة الذرّية

ولفت الوزير عرقاب إلى أن البرنامج النووي الجزائري اشتمل على دمج الطاقة النووية بمزيج الطاقة، بالإضافة إلى ترقية وتعزيز النظام التشريعي والتنظيمي، بما يتناسب مع المتطلبات الخاصة بالتكنولوجيا النووية، والالتزامات الدولية المتعلقة بها.

يشار إلى أن إجراءات تنفيذ البرنامج النووي الجزائري اشتملت على عدّة خطوات قامت بها الدولة، امتثالًا لالتزاماتها الدولية، من بينها اعتماد قانون يتعلق بالأنشطة النووية في عام 2019، بجانب إنشاء الهيئة الوطنية للأمن والأمن النوويين، التي بدأت العمل العام الماضي 2022.

وكانت الجزائر قد أعلنت، قبل عام ونصف، خطة متكاملة لتحوّل الطاقة، تشتمل على التوسع في مشروع الطاقة النظيفة، ومن بينها الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة، لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، ضمن مساعي الدولة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب قد دعا مع وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة شمس الدين شيتور -حينها- إلى ضرورة الإسراع في تطبيق إستراتيجية تدعم البرنامج النووي الجزائري، ليسهم بتحول الطاقة في البلاد.

أهمية الطاقة النووية للجزائر

يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن البرنامج النووي الجزائري يشكّل أهمية كبيرة للدولة الواقعة في شمال أفريقيا.

مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي
مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي

وأوضح في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، الذي يقدّمه بموقع تويتر، أن هناك بعض الدول والشعوب يتخوّف من الطاقة النووية، ولكن هذه المخاوف ليست في محلّها، إذ إن هناك 4 دول عربية في حاجة ماسّة إلى التكنولوجيا النووية، وبصورة سريعة، قبل أن تشهد أزمة طاقة، وهذه الدول هي السعودية ومصر والجزائر والمغرب.

وأشار الحجي إلى أن المضحك في الأمر أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفتخر بأنها تحاول حل أزمة الطاقة بصفة جذرية، من خلال تبنّي الطاقة النووية، وهو كلام يُعدّ كذبًا صريحًا، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولكن المثير في الأمر أن الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه كان أحد ألدّ أعداء البرنامج النووي الجزائري، قبل أن يتولى منصب الرئيس، وإبان ترشُّحه لمنصب سيناتور في مجلس النواب الأميركي، إذ كان يشنّ حربًا كبيرة على هذا البرنامج، بوصفه ضد مصالح بلاده.

ولفت الحجي إلى أن الزيادة السكانية الضخمة المتوقعة مستقبلًا، والنمو الاقتصادي، خاصة بعد عام 2035، ستتسبب في نمو الطلب بشكل ضخم على الطاقة، وهو ما يتطلب إيجاد مصادر بديلة، لأن مصادر الطاقة المتجددة لن تكون كافية، خاصة أنها ليست دائمة.

وأضاف: "المغرب والجزائر سيكون أمامهما اللجوء إلى مصادر الطاقة الأحفورية مثل الغاز، أو استيراده الغاز من دول أخرى، أو اللجوء إلى الطاقة النووية"، مؤكدًا أن الطاقة النووية ستكون الحل لهذه الدول.

بايدن يعادي البرنامج الجزائري

في عام 1991، شنّ الرئيس الأميركي الحالي، والمرشّح لمنصب سيناتور -حينها- جو بايدن، حربًا شعواء ضد الجزائر، تسببت في تعطيل تأسيس مفاعل نووي مهم، كانت الجزائر تعوّل عليه لحلّ أزمتها الطاقية.

ومع نجاح بايدن في الانتخابات، واصل حملته ضد المفاعل النووي، والبرنامج النووي الجزائري عمومًا، بزعم أنه يمثّل تهديدًا وخطرًا كبيرًا على مستقبل الولايات المتحدة، وهي الحملة التي استمرت نحو 15 عامًا.

تسببت الحملة القوية التي شنّها بايدن على البرنامج النووي الجزائري، في إحراج للولايات المتحدة، التي بادر عدد من مسؤوليها في عام 2006 إلى نفي معاداة الدولة العظمى للبرنامج، وفق ما نشره موقع قناة العربية الإخبارية السعودية.

ونفى مساعد وزير الدفاع الأميركي -حينها- بتير رودمان، خلال زيارة إلى الجزائر، أن تكون الإدارة الأميركية متخوفة من البرنامج النووي الجزائري، وهو ما أكده المستشار الإعلامي للسفير الأميركي في الجزائر ماتيو غوشكو، والذي قال، إن واشنطن لا مشكلة لديها مع توجهات الجزائر النووية السلمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. ما دامت الحقيقة ألمتكم فهذا هو بيت القصيد الشعب الصحراوي هو من يعيش في نعيم حاليا في الصحراء المغربية أما شرذمة المرتزقة الذين أسستهم دولة شنقريحة لمعاداة و تقسيم المغرب بعد 50 سنة ماذا انتجتم لا شيء صرفت دولتكم الشيعية الأموال الطائلة بلا نتيجة هاهي المخيمات الآن تغلي بالاحتجاجات رافضة قمع و ظلم قيادة الجبهة المزيفة فماذا أنتم فاعلون و ختاما لا ثقة في نظام فاسد كرم قتلة أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء في العشرية السوداء 250000 قتيل ليس بالعدد القليل نظام سفاح إغتال رئيس دولة علنا نظام فاسد ذو عقلية دكتاتورية

  2. ايها المسمى توفيق لا وفقك الله..
    النظام الذي تقول عنه فاسد اشاطرك الرأي أنه فاسد عندما اغلق الحدود متأخرا .
    نعم نظام فاسدا عندما كان يقين علاقات مع ملك الشر والانبطاح والمخدرات وقمع الشعب الصحراوي ..
    نعم نظام فاسدا لأنه وقف وحارب الارهاب الدولي المنظم لتدمير الدول العربية دولة وراء دولة ..
    نعم نظام فاسدا لأنه قمع وزج من تصفهم بالمعارضة وحرية التخريب بالسجون لكنهم في الحقيقة (خونة درجة اولى ) لكنك لا تعرف معدنهم الحقيقي لان طباعك الخيانة فلا تعرف معنى الوطنية
    نعم نظام فاسدا لأنه وضعكم عند حدودكم .
    ارجوا ان تكون عرفت معنى الفساد

  3. المسمى توفيق . لا ثقة في نظام يحتل بلدا شقيقان و يدعم الإرهاب بأموال المخدرات والحشيش و يطبع مع الصهاينة و يقمع شعبه و يشتغل حارسا لإسبانيا و ينكل بالمهاجرين الأفارقة

  4. لا ثقة في نظام فاسد منحط يدعم الإرهاب و الجماعات المسلحة و يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المجاورة و يقمع مواطنيه و غالبية معارضيه في السجون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق